قد تأتي الرياح عاصفة من الأبناء للآباء ولا تبقي ولا تذر، هذا ما حدث بالتمام في إحدى مدن المملكة، حيث شهدت جدة، قصة مأساوية وحزينة للغاية، تقشعر لها كل الأبدان، وذلك بعدما تجرد مجموعة قليلة من الأبناء، من أي المشاعر الانسانية والتي جُبل ورُبية عليها الانسان السوي، وقاموا بإحتجاز والدهم الطاعن بالسن، والإغلاق التام عليه بالسلاسل الحديدية، وحرمانه التام من الطعام كذلك، ليتركوه بعد ذلك فريسة سهلة للحزن وللمرض وللجوع والألم.
حيث تناقل العديد من رواد الفيس بوك والتويتر خبر مفاده أنه قد تمكنت العديد من الجماعات والأفراد من الوصول إلى ذاك المسن المحبوس من قبل أبناءه خلف سلاسل الشؤم والعقوق، إلا أن هؤلاء الأشخاص لم يستطيعوا الدخول إليه بتاتاً بعدما احتجزه هؤلاء الأولاد العاقون داخل منزل صغير مكون من غرفة قديمة وحيدة وحمام صغير، وأغلقوا عليه الباب بالسلاسل الحديدية والأقفال الفولاذية، بل ولم يتركوا له بتاتاً إلا بعض الإحتياجات الصغيرة جداً التي وبالمنكر لا تساعد على هناء العيش.
كما وفي هذه الظروف السيئة للغاية، وجد المسن ذاته مضطرا للإستجداء من الجيران وطلب العون منهم وطلب القليل من الطعام والماء، إلا ان الجيران أيضاً قد عجزوا عن مساعدة ذاك الجبل من الأحزان وإدخال المساعدات الغذائية إليه عبر النافذة الصغيرة والتي أحكم أولاده إغلاقها بالحديد الصلب.
وقام عدد من الجيران المشاهدين للحالة بتبليغ الجهات المعنية والسلطات الشرطية لإتخاذ القرارات والتدابير اللازمة لإنقاذ هذا الرجل العجوز من أيدي أبناءه التي راهنت على موته في هذا المنزل الصغير، وقد بين الجار، ان ابناء المسن كانوا قد استأجروا له هذا السكن منذ ما يدنوا من 6 شهور، ويحضرون لرؤيته بين الحين والحين خلسة في الليل لتفقد والدهم العجوز، ولكن بعيداً عن أعين الجيران المحيطين في الوسط، مشيراً أن احد الاهالي من الجيران كان قد حاول إقناع أبناء هذا العجوز بعدم الإغلاق التام والكامل لهذا الباب على ذاك العجوز الطاعن في السن، ولكن الأولاد لم يهتموا لهذه النصائح ومؤكدين ان والدهم يستحق هذا لانه كبير في السن.