إنّ الشعر من تقاليد العرب التي ظهرَت في شبة الجزيرة العربية مُنذ القِدم، فتوارثته العرب منذُ زمنٍ بعيد وتناولُوه في كل مُناسباتهم وأصبَحت الثقافة السَّائدة لهم، واشتهر الشُعراء بألفاظِهم القويّة التي عبّروا عنها، فكانت اللغة السائدة للعرب، وتميّز الشعر بقوة ألفَاظه وتنظِيمه، إلّا أنه ضعف بعد انتشار الإسلام في شبة الجزيرة العربية، حيث عجزوا أمام قدرة الله فِي كلماته التي أنزلت على سيد الخلق محمد صلى الله علية وسلم.
وبدأت تعجز ألسنة الشعر عن مجاراته وتقلّص الشعراء لتنظيم شعرهم، فقال فِيهم الله عز وجل في سورة (الشعراء) “وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ*إِلَّا الذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلِواْ الصَالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللهَ كَثِيرًا وانْتَصَرُواْ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمُ الذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ”، في حين دخل شعراء العرب للإسلام بدئوا بتنظيم الشعر الإسلامي، غير أنهم لم تخلو أبياتهم من أسلوب الجاهلية التي لم يعرفوا سواها غير أنهم استخدموا الألفاظ والمرادفات الإسلامية ليستتروا تحت عباءة الإٍسلام.
في حين تطورت أساليب الشعر العربي وانطلقت ألسنت العرب في تنظيم الشعر، ومع ضعف شعراء الإسلام في فترة من الفترات الا ان هناك كثير من الشعراء الذين تخضرموا في تنظيم الشعر الإسلامي، والتي هدفت الي نشر ثقافة الإسلام واخلاقه بأبياتهم ومدح الرسول صلى الله علية وسلم، إلا أن شعراء الإسلام واجهوا مجموعة جيدة من شعراء النصرانية، فبدوء بتنافس على تنظيم الشعر الهادف، وكان من هؤلاء الشعراء الإسلام المخضرمين الفقيه الإسلامي أبو الفوارس أو الشاعر اللقب بحيص البيض فمن هوا الشاعر أبو الفوارس.. ؟.
أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميميولقب أيضا بشهاد الدين المعروف بحيص بيض وتعني هاتين الكلمتين الشدة والاختلاف,ولقد سمي بهذا الاسم لأنه في مرة رأى الناس يمشون بانزعاج وديق شديد وفأطلق عليهم، إن الناس في حيص بيص فاشتهر به من حينها، فيعتبر الشاعر أبو الفوارس من شعراء الإسلام المخضرمين، وكان فقيها شافعيا ودائم الحديث باللغة العربية وحتى متمسكا باللباس العربي وحمل السيف، وكان من الشعراء الذين أجادوا الشعر والأدب بألفاظه الجزلة وكان له رسالة في صفحة بليغة.