كثير من المواقف في الحياة مع الأصدقاء والأحباب تتطلب من رسالة اعتذار نبعثها لهم مُعبرين فيها عن أسفنا، عن مواقف أو لحظات تسببنا فيها لهم بالألم أو الجرح، أو الإحراج وما شابه ذلك، هؤلاء الأشخاص من نحمل لهم في قلوبنا كل الحب والتقدير والإمتنان، وهذه الرسالة لا تُرسل إلا للأشخاص الذين لا يخرجون من القلوب مهما كانت الظروف .
كل إنسان، خطاء وخير الخطائين التوابين ولا يوجد إنسان كامل، فالكمال لله سبحانه وتعالى، لذا قد نقع أحيانا في أخطاء خارجة عن إرادتنا أو صدرت منا في لحظة غضب، تسببت في نزعة أو خلاف أو سوء تفاهم مع أشخاص آخرين، فعندما يدرك الإنسان العاقل خطأه، فليس من العيب ان يتوجه برسالة إعتذار بإتجاه من أخطأ بحقه، بل هي من حسن الخلق، وجمال الروح وطيبة القلب وعزة النفس، في هذا الطرح نكتب لكم رسالة إعتذار رسمية .
رسالة إعتذار قوية
رسائل الإعتذار تحمل في مضمونها كلمات تقديرية، تُعبر عن حبنا وإحترمنا لأشخاص نالو من قدر حياتنا مكانا، عميقا في قلوبنا، لا ننسى لهم لحظاتهم ومواقفهم التي تدل على شهامتهم وطيب قلوبهم، وحسن أخلاقهم .
أعتذر إلى قلبي: لأني أتعبته كثيراًفي لحظات حبي.. وجرعته ألما في لحظة حزني.. ونزعته من قلبي وبدون تردد لأهبه لغيري..
أعتذر إلى أوراقي: لأني كتبت بهـا واحرقتها، ورسمت الطبيـعة عليها، وبدون ألـوان تركتها، وفي لحظـة همومي وأحزانـي لجأت إليها، وفي لحظة فـرحي وراحتي أهملتها، وعندما عزمت الاعـتكاف عن الكتابة مزقـتها وودعتها إلى الأبـد.
أعتذر إلى قلمي: لأني في معـاناتي أتعبته، ولأني حملته الألـم ولأحزان وهو فـي بداية عهده، وعنـدما انتهى رميته، واستـعنت بأخر مثله.
أعتذر إلى خواطري: لأني جعلتها تتـسم بطابع الحزن والألـم حاصرتها، فلقد أصـبح الكل يبحث عـنها وعن معاني غـموضها في قواميس لا وجـود في هذا الزمـن لها .
أعتذر إلى الواقع: لأني بكل قـسوة رفضته، وأغمضت عينـاي عنه في كل لحظـاتي المره، وشكلته بشبح أسـود يتحداني بدون رحمـة، ونسيت بأنه هـو مدرستي التي جعلتنـي أكون حكيم فـي المواقف الصعبة.
أعتذر إلى لأحلام: لأني أطرق علـى أبوابها في كـل ساعة، واجعلها تبحـرني في كل مكـان أريده، فهي من حققـت كل أمنياتي دون تردد، وهي مـن أتعبتها معـي حينما كبرت وكبـرت معي أحلامي، ورغـم ذلك كله، لا تتذمـر وإنما تقول: أطلب وأنا علـى السمع والطـاعة”
أعتذر إلى لأمل: حينما رحلت عنـه وبدون استئذان، ولازمـت اليأس في محنتـي، ومكابـرتي رغم مرارتـي والأمي أقول بأنـي أسعد انسان، فلقد كانت سعـادتي الوهمية تكويـني في صمتـي، وتعذبني في ليلـي، دون إحساس الآخـرين بي، فعـذراً أيها الأمـل.
أعتذر إلى لسعادة: لأني عشقت الحـزن، وحملته شطراً مـن حياتي، وعشقت البكاء لأنـي انفس به عن الأمـي، وعشقت قـول الآه لأنها تطفـئ حرقة أناملي، وعشقت الجراح لأنـها أصبحت قطعـة أرقع بها ثغـور ثيابي، وعشقت الصمـت في لحظـة الألم لانها تحفـظ لي كبريائي، فعذرا أيتـها السعادة لانـي أبعدتك عن حيـاتي.