حُكم تهنئة الكفار بأعيادِهم، هي من المعلومات المُهمّة التي يجبُ عَلى المسلم أن يتعرّف عليها كي لا يقعُ فِي الخطأ، حيثُ نَجد كثير مِن المسلمين من ساسة وحُكماء وشخصيات إعتبارية في المجتمع الإسلامي يهنئون الغرب بأعيادهم، فهل يجوز تهنئة الكفار بعيد الكريسماس، وكيف نرد عليهم إذا هنؤونا بأعيادنا.
وهل يجوز الذهاب لأماكن إقامة حفلات أعياد الكفار، وهل يؤثم المسلم إذا فهل ذلك عن غير قصد أو أُجبر على ذلك، إن كان إحياء أو مُجاملة أو إحراج، أو أسباب غير ذلك، وهل يجوز التشبه بتقاليد ومظاهر أعياد الكفار وتقليدهم ؟.
في هذا فهرس سنوضح حكم تهنئة الكفار بأعيادهم، من فتاوي وتفسِيرات أصدرها شيوخ وعلماء في العالم الإسلامي مُستدلّين بذلك من القرآن والسنة النبوية.
ما حكم تهنئة الكفار باعيادهم
صدر عن علماء وشيوخ بالإتفاق أنّ حُكم تهنئة الكفار بعيد الكريسماس حرام، حيثُ نَقل ابن القيّم، رحمه الله، في كتابه أحكام أهل الذمة، قال فيه: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرّمات، وهو بمنزلة أن تُهنئة بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشدُ مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
بعد حديث إبن القيم نجد أن كثير من الأشخاص لا قدر للدين عندهم يقعون في ذلك، ولا يدرون قبح ما فعلو، فمن هنأ عبد بمعصية أو بدعة أو كفر، تعرّض لمقت الله سبحانه وتعالى وسخطه .
أما فيما يتعلق بتهنئة الكفار للمسلمين في أعيادهم، فلا يجيبونهم على ذلك، لأنها ليست أعياد لنا، وهي أعياد لا يرضاها الله سبحانه وتعالى، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه : “ومن يبتغ غير الإسلام دينا فَلَن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين” .
وعن إجابة المسلم لهم بتهنئتهم لنا بعيد من الأعياد فهي حرام، لأن ذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .