رسالة فخر واعتزاز للملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحَرمين الشريفين لدورةِ الكبير في حمايَة الوطن ودوره في خدمة قضَايا المُسلمين في العالم الإسلامي والدفاع عنها ودوره في خِدمة وحماية الوطن العربي، ورعايتِه لضيوف الرّحمن والحُجّاج في كُل عام ورعَايته للمُقدّسات الإسلامية في المملكة، ذلك الرّجل الذي بقى على خطى الملوك السابقين في عهدهم ووفائهم للدِّين والعالم والقضايا العربية، هنا سنضعُ لكم أجمل وأروع رسالة فخر واعتزاز للملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
رسالة فخر واعتزاز للملك سلمان بن عبد العزيز
إن المملكة العربية السعودية ملكًا وحُكومةً وشعبًا، قد قدّمت وما زالت تقدم الغالي والنفيس من الجهد والتضحية والمال لخدمة الدين والعالم الاسلامي والعربي والدفاع عن قضاياه بشتى الوسائل الممكنة، ويخدم أيضًا ضيوف الرحمن ويحرص كل الحرص على تامينهم وضمان سلامتهم وراحتهم على مر التاريخ.
احترت كثيراً في الكتابة عن سلمان بسبب أنني لا أعرف من أين أبدأ وكيف سأنتهي، فهل أكتب عن سلمان الوفاء والتراحم، حينما ضرب أروع الأمثلة وأصدقها في صلة رحمه في أقاربه وبره بهم، فقد كان وفياً وباراً بأخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عما قدمه لوطنه وأمته الإسلامية والعربية خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناته يوم القيامة، فقد لازم أخاه ملازمة لصيقة لم يفارقه منذ مرضه حتى توفاه الله، ما عدا عندما عاد إلى وطنه لتلقي العزاء في وفاة شريكة حياته رحمها الله، وهذا نوع آخر من الوفاء لزوجته، ثم عاد سريعاً ليكون بقرب أخيه، وقبلها كان وفياً ورحيماً بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء، فقد لازمه بالمستشفى واتخذ له سكناً فيه ليكون قريبا منه رحمه الله، يستقبل فيه الجموع الغفيرة التي حضرت للاطمئنان على صحته رحمه الله، فقد فعل ذلك حتى توفاه الله سبحانه إلى رحمته وغفرانه، فهل يوجد مثل هذا الوفاء وهذا التراحم في زمننا اليوم، في ظل الماديات والمشاغل العديدة، ولكنه سلمان الوفاء والبر والإحسان.
وهل أكتب عن أعمال البر والخير التي يتبناها ويرعاها حتى تأتي أكلها، وهل أكتب عن وجوه الإصلاح وحل المشكلات والمعضلات التي تقع بين الناس فيتصدى لها ويحلها، وهل أكتب عما يتمتع به من حس وطني وإرث تاريخي يجسد الحقبة التي اكتسبها من حياة وتربية والده الملك عبدالعزيز رحمه الله، فقد وحد هذه البلاد وجمع كلمتها على الحق، فعاش الناس فيها إخوانا متحابين متراحمين بعد أن كانوا شيعاً وفرقاً متناحرين، أم أكتب عن حنكته وخبرته الإدارية في إدارة إمارة منطقة الرياض التي تعادل دولة كاملة، بما فيها من مواطنين ومقيمين مختلفي المشارب والعقول والأفكار حتى أوصلها إلى بر الأمان، فعاش الناس فيها إخواناً متحابين متآلفين.
أم أكتب عن سماته وأخلاقه وطيب معشره ووفائه وحفظه لمقامات الناس ومكانتهم وإنزالهم منازلهم المناسبة لهم، أم أكتب عن ذكائه وفطنته وخبرته الطويلة في أسلوب الحياة والإدارة، أم أكتب عن كرمه وتفاعله مع الحالات الإنسانية للوطن وللشعوب الإسلامية عندما تحل الكوارث والأزمات حيث فتح أبواب مكتبه في كل يوم وأبواب قصره كل اثنين للالتقاء بالمواطنين وغيرهم، وتلقي معاناتهم وظروفهم وإكرامهم على مائدة عشاء لا تغيب إلا في الضرورة القصوى، إنني لو أردت أن أكتب عن كجزئية في حياة الأمير سلمان لاحتجت إلى صفحات وصفحات بل مجلدات، فكل حياته جد وخير وصلاح وفلاح، فهنيئاً لك سمو الأمير بهذه الصفات الحميدة التي ستخلد ذكراك على مر التاريخ، وهي الموروث الحسن الذي سيبقى ما بقي الزمن وسيكون مصدر دعوات الناس لسموه على مر العصور والأزمان فتفريج الكربات وتنفيس الهموم والغموم من أعظم القربات عند الله سبحانه وتعالى، حفظ الله سموه ورعاه ووفقه للخير وسدد على الطريق خطاه وجعله خير خلف لخير سلف وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.