يطلب مُعلّمو التربية الإسلامية في المراحل الدراسية الثَّلاثة من طلابهم القيام بعمل مُقارنة بين دعوة النبي في مكة ودعوته في المدينة، والقيام باستخلاص العبر والعظات من هذه الفترة التي عاش فيها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم معاناة في دعوة قومه الى الدين الاسلامي، والذي له الفضل الكبير بعد رب العالمين عز وجل في نشر الدين الاسلامي في انحاء العالم، لذلك سنقوم ضمن هذا فهرس بتناول مقارنة بين دعوة النبي في مكة ودعوته في المدينة واهم العبر التي نستخلصها من هذه الفترة المهمة في التاريخ الاسلامي، الذي نقله نقلة نوعية وقوية في نشر الدين.
دعوة النبي في مكة
قام كفار قريش في مكة في بداية دعوة النبي بالعمل على اطفاء نور الله في قلوب المؤمنين برسولنا الكريم، وقاموا بالحاق الاذى برسول الله ومن معه، كما دبروا القتل لرسول الله واذوا المؤمنين الاذية الشديدة، ولكن الله اعتنى برسوله صلى الله عليه وسلم، فساق اليه نفر من الاوس والخزرج ودخلوا الاسلام وبايعو رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجهاد والموت، وقد امر رسولنا الكريم اصحابه بالهجرة الى المدينة المنورة، وقد هاجر صلى الله عليه وسلم بعدهم ولحق بهم واستقر حال المسلمين بعد تمام الهجرة وتاسيس الدولة الاسلامية في المدينة المنورة
وكانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة دعوة للتوحيد وعبادة الله وحده، ولم يظهر النفاق ولم يأذن النبي بالقتال، لان عدد المسلمين قليل، ولم يكن للمسلمين دولة او قوة انذاك.
دعوة النبي في المدينة المنورة
بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة بدات مرحلة جديدة في الدعوة الاسلامية واصبح الامر مهيأ لانطلاقة الاسلام الى العالم كله بصورة عملية دائمة.
وقد وصلت الدعوة الاسلامية الى منحنى افضل وقد نصر الله الدين الاسلامي واصبح من الواجب الدعوة اليه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه خير امة تم اخراجها للناس في الفهم والصدق والتطبيق والاخلاص، واستقام على الطريق الحق وجاهدوا في الله حق الجهاد، وكانت امانيهم ارضاء واعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله، ولم يبالو بالاذى والضرر لانهم بقوا على المنهج السليم الذي وضعه لهم الله ورسوله.
فدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة كانت بقيام رسول الله بشرع اصحابه، وقد ظهر النفاق انذاك واذن للمسلمين بالقتال، وكان عدد المسلمين كثير، ولهم دولة اسلامية قادرة وقوية الشوكة.