عدد ركعات صلاة التراويح التي يُؤدّيها المُسلمين كُل ليلة بَعد صلاة العشاء، فهِي من السُنن المحمّدية التي وردت عنه صلي الله عليه وسلم، حيثُ أنّه حث صحابته علي الصلاة ونبّههم بضرُورة أخد الأجر وعدَم التكاسُل عن الصلاة، حيث أنّه اختلف بعض العلماء علي تحديد ركعات الصلاة، فمنهُم من شدد ومنهم من تَساهل، لكن الأَصل أنّ نتأكد من صحّة الأقاويل من سُنن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام والأخذ بما كان يفعل والالتزام بما صرحه به بالقول أو الفعل من خلال هذه الفقرة سوف نتحدث عن امر مهم وهو عدد ركعات صلاة التراويح.
عدد ركعات صلاة التراويح
لقد اختلَف السَّلف الصالح في تَحدِيد عدد الركعات صلاة التراويح، حيثُ ورد عن رسولنا الكريم أنّه صلي 20 ركعة وورد أنّه صلي 40 ركعة، ولكن لا يوجد حديث صحيح في هذا الكلام، فالوارد عن الصحابة علي لسان رسولنا الكرمي وصاحبته هو حديث ابن عمر عند الشيخين وغيرهما قال: «صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة توتر له ما قد صلى، فلم يخص أيضاً عدداً معيناً، قال الشوكاني والحاصل: أن الذي دلت عليه أحاديث الباب وما يشابهها هو مشروعية القيام في رمضان والصلاة فيه جماعة وفرادى، فقصر الصلاة المسماة بالتراويح على عدد معين وتخصيصها بقراءة مخصوصة لم يرد به سنة.
في الصحيحين أن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة، يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، وفي الصحيحين أيضاً عن ابن عباس في قصة بياته عند خالته ميمونة أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى حتى ذكر ثلاثة عشر ركعة.
ذكر الشيخ الألباني -رحمه الله- أن له فيما ذهب إليه من القول بمنع الزيادة سلف من الأئمة الفحول منهم مالك، ولم يثبت ذلك عنه بل المعروف في كتبه وكتب أصحابه خلافه، وابن العربي وكلامه الذي نقله لا يظهر منه المنع من الزيادة على الإحدى عشرة، وإنما يقول: “إنه إذا لم يكن بد من الاقتصار على عدد معين، فالعدد الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم هو الصحيح، مع تصريحه قبل ذلك أنه ليس في صلاة التراويح حد محدود، وهذا واضح في أنه لم يمنع من الزيادة.