تتمركز قصة اسماء بنت عميس في مقدمة القصص الدينية التي يتم الاهتمام بها لا سيما من قبل الشيوخ ورجال الدين الذين يرون في هذه القصة التي ينسبونها إلى اسماء بنت عميس شكل من اشكال الحب والتضحية والإيمان، وكلنا نعلم من تكون هذه السيدة وهذه الأنثى التي عاشت في فترة السلف الصالح من حياة الدين الإسلامي الحنيف، بل ولم تكتفي السيدة اسماء بنت عميس بأن تعيش حياتها مع السلف الصالح من الصحابة، بل وأحدثت العديد من الأمور التي بقيت خالدة وتتلازم مع ذكر إسمها في المساجد وجلسات العلم والدين، وفيما يلي نقدم لكم قصة اسماء بنت عميس كاملة.
قصة اسماء بنت عميس الخثعمية
هذه السيدة رضوان الله عليها أسلمت قبل دخول رسول الله محمد ـ صلّ الله عليه وسلم ـ دار الأرقم وهاجرت هجرة الحبشة مع زوجها جعفر ابن أبي طالب وهي عروس فولدت هناك: عبد الله وكذلك محمد وأخيراً عون، ثم عادت إلى المدينة المنورة سنة سبع للهجرة مع زوجها وأبنائها.
وكان عبد الله ابن عمرو بن العاص قد حدّث: أن نفراً من بني هاشم قد دخلوا على أسماء بنت عميس الخثعمية فدخل أبو بكر الصديق رضوان الله عليه وهي تحته يومئذ فرآهم لحظتها فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله محمد ـ صلّ الله عليه وسلم ـ وقال لم أر إلا خيراً فقال رسول الله ـ صلّ الله عليه وسلم ـ إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله ـ صلّ الله عليه وسلم ـ على المنبر فقال حديثه (لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان).
هذا وبعد وفاة الإمام علي بن أبي طالب أتاها من محطة مصر نعي ولدها محمد ابن أبي بكر، فقامت إلى مصلاها في بيتها الذي تعيش فيه، وكظمت غيظها وحزنها، وأدت نفلها، وحبست دمعها السائل، فانعكس كل ذلك على بدنها الطاهر، وضعف وشاخ، فشخب ثدياها دماً – بمعنى سال منهما الدم – ونزفت حتى فاضت روحها، رحمها الله تعالى ورحم الله جميع أصحاب النبي الأطهر محمد ـ صلّ الله عليه وسلم ـ.