بدأ الرسول – صلي الله عليه وسلم – دعوة الناس إلى عبادة الله وترك عبادة الاصنام في السر، خوفاً من أذى قريش واجتثاثها الدعوة الاسلامية في بداياتها، واستمر في دعوتة السرية ما يقارب ثلاث سنوات، وبعد ذلك جهر بالدعوة الاسلامية وتعرض لأذى كثير من قريش وذاق المسلمون شتى أنواع العذاب والتضييق، كما اتهموا الرسول تارة بأنه شاعر، وتارة بأنه مجنون، ووضعوا الأشواك في طريقه، وعذبوا الضعاف من المسلمين بأسوأ أصناف العذاب، فبدأ الرسول يدعوا للإسلام خارج مكة، حيث أرسل مبعوثاً للطائف وكان ردهم رداً سيئاً، ثم بعث مصعب بن عمير سفيراً إلى المدينة المنورة ليعلم أمور دينهم، فذهب مصعب بن عمير إلى رئيس الأوس وزعيم قبيلة بني عبد الأشهل آنذاك، والذي استشاط غضباً من وجود مصعب بن عمير، لكنه ما لبث أن هدأ واستكان وهداه الله للإسلام، فأعلن إسلامه وتبعه قومه من بني عبد الاشهل، وفي هذا فهرس سنتعرف على الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن .
من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته
هو الصحابي الجليل سعد بن معاذ، رئيس الأوس وزعيم قبيلة بني عبد الاشهل، والذي أسلم على يد مصعب بن عمير قبل الهجرة بعام واحد، وكان يبلغ من العمر حينها واحداً وثلاثين عاماً، وعندما أشهر إسلامه لقبيلته وجّه لهم خطابهم المشهور قائلاً : كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا. فلم يبيبت في بني عبد الاشهل شخص إلا ودخل في الإسلام، فكان سعد بن معاذ من أعظم الناس بركةً في الإسلام، كما أنه شهد غزوات بدرًا وأُحدًا والخندق، وبعد هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن أبى وقاص خال الرسول.
وعند وفاته اهتز عرش الرحمن لموته، فقد أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وقد قال عنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم: هَذَا العبد الصالح الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك، ولقد ضُمَّ ضمة ثم أُفرِج عنه.