قد يَطلب معلم اللغة العربية من طلابه في المرحلة الإبتدائية أو الاعدادية جمع معلومات في موضوع موثق حول حب الوطن، يتحدثون خلاله من وحي تعبيرهم عن حنان الوطن وعظمته ومكانته في قلوبهم، وكيف يُحافظون عليه، ويبينون مدى غرتباطهم بأوطانهم، وما يعرفون عنها من معلومات يجب أن تكون حاضرة في ذهن كل منهم، فالوطن هو الحضن الدافئ الذي يجمع بداخله جميع أبناءه، مهما إغتربنا وإبتعدنا عنه بسبب ظروف الحياة مثل الدراسة أو السفر من أجل العمل، أو غير ذلك، يبقى حنينه وشوقه مشتعلاً في قلوبنا، نتمنى لو نحزم أمتعتنا ونرجع إليه، وونُحاكي جدرانه وكل مقوماته ومكوناته الطبيعية كم إشتقنا لها، ونسرد أمامها جميع مواقفنا ولحظاتنا الجميلة التي عشناها بين أرجاء الوطن .
الوطن كلمة صغيرة في حروفها، لكنها تحمل معاني كبيرة، وجميعنا نحمل على عاتقنا مسؤولية الدفاع عن الوطن والمحافظة عليه وتطويره وحمايته من أطماع الطامعين، وحب الوطن يجري في عروقنا منذ الفطرة، فهو المكان الذي تفتحت أعيننا على رؤيته، والتمتع بطبيعته، وفي حاراته وأزقته وشوارعه وفي ميادين المواجهات التي قارعنا فيها المُحتلين والمُستعمرين تعرفنا على أصدقاء النضال، الذين يحبون الوطن أكثر من أنفسهم، لا يهنئون ووطنهم حزين، فهؤلاء تربطنا فيهم علاقة قوية، تختلف عن غيرها من العلاقات الأخرى، ألا وهي الوطن، الذي هو سيدنا وقائدنا ومُسيرنا وآمرنا، والذي يدعينا إلى المحافظة على صدقاتنا، وتوحيد جهودنا وتكاتف سواعدنا من أجل حمايته كي يهنأ أهلنا وأحبتنا جميعهم.
الوطن هو المكان الذي نشعر فيه بالأمان، ويُشعرنا دائماً بالقوة والإنتماء والفخر والإعتزاز، وهو الوجهة الوحيدة التي تمنحنا وسوم الشرف، وفخر أهلنا وإعتزازهم بنا، إن سقطنا شهداء دفاعاً عن الوطن، فتُخلد أسماءنا ونُصبح شرفاً عظيماً لأوطاننا، وهو الذي يقودنا إلى الجنة الحياة الخالدة، التي ننتقل إليها من ميادين الجهاد ونحن ندافع عن أوطاننا، لذا واجينا جميعاً أن نُحافظ على الوطن، والمحافظة عليه ليس فقط في حمايته، بل الحفاظ عليه وتطويره ورفع رايته خفاقةً في كل الميادين وعلى جميع المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، والرياضية والثقافية .
وأمل الوطن الوحيد هو سواعد شبابه، الذين هم عماد المستقبل، فهم من يتسلموا الراية من أولياء أمورهم وأجدادهم ورموزهم في كل المقامات والمراكز، نتعلم منهم ونزيد عليهم، ونعمل بوفاءهم وإخلاصهم، لرفعة أوطاننا، والحفاظ على مقوماتها، وتراثها، ومقدساتها، التي تُعتبر رمز وفخر وعزة وهوية لنا، وحب الوطن هو شئ فطري نُخلق عليه، ويتولد حبه ويكبر تارة بعد أخرى بعد أن نتعرف على مقوماته ومكون من تراث وثقافة وحضارة، فلابد ان نغرسه فى عقول اطفالنا منذ صغرهم، ونعلمهم كيف يحبون وطنهم وحافظون عليه، ويضحون من اجله، فالوطن هو الارض التي نبت فيها الانسان وترعرع، وسمائه التي اظلتنا، لذلك يجب علينا ان نحافظ على وطننا بالدفاع عنه وقت الخطر، وحمايته الاعادي، وفي وقت السلم نعمل مخلصين من اجل تقدم بلادنا، وعلينا ان ننمي وطننا، ونسعى الى رفعته والارتقاء به في كل المجالات، ويكون ذلك عندما نجتهد ونهتم باعمالنا مهما كانت صغيرة او كبيرة، فكل عمل يسهم في تنمية وتقدم الوطن، وفي الحرب نهب للدفاع عن الوطن ونقدم ارواحنا فداء لترابه.
ويجب علينا أن نُدرك جميعاً أن أعداء الوطن الذين يتربصون به، أول ما يسعون إليه هو تشتيت بابه وتفرقته، وبث الفتنة فيما بينهم، وإن نجحوا في ذلك إستطاعوا إختراقنا، وتدمير أوطاننا، لأن شباب الوطن هم عماده وقوته، فبدون سواعدهم وعقولهم ضعف الوطن، وكُسرت هيبته، وأختُرق أمنه.