شرح قصيدة ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس القصيدة التي رثى فيها أبو البقاء الرندي البلاد الواسعة التي كانت تقبع تحت سيطرة المسلمين، ولكن فقدوها بعد قرون طويلة من الزمان، إذا قامت الدولة الإسلامية في الأندلس في الكثير من الاماكن الحيوية الاستراتيجية في أوروبا، وبالذات في أسبانيا، وفي جنوب شرق فرنسا، حيثُ تمّ فتح الأندلس على يد القائد المسلمين طارق بن زياد، وذلك بعد أن عزم النية على نشر دين الله في مناطق أكثر سعة واستراتيجية وقوة في العالم، فما كان إلا أن انتصر وبالفعل حقق الهدف الذي كان يرجوه، ألا وهو نشر دين الله تعالى في كافة بقاع الأرض، وخلفه العديد من الخلفاء الذين خاضوا الكثير من المعارك لكي تبقى الأندلس في أيدي المسلمين.
هناك الكثير من الأمور التي أدّت إلى سقوط الاندلس وخسارة المسلمين لها، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال طرح شرح قصيدة ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس، حيثُ أرّخ وكتب المؤرّخون في الكتب الأسباب التي حالت دون استمرار الدولة الاسلامية في الأندلس وأدّت لسيطرة الصليبين عليها، ولعلّ من الملحوظ أنّ هناك باقة من أكبر الشعراء قد رثوا الأندلس بعد أن سقطت، ولعلّ أهمذهم وأكثرهم تميّزًا هو الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي، فهيا بنا لنناقش وإياكم شرح قصيدة ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس.
شرح قصيدة ابو البقاء الرندي
قبل أن نشرع في شرح قصيدة ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس من الضروري أن نضع لكم أهمّ ابيات هذه القصيدة، حيثُ نظمها أبو البقاء الرندي عندما رأى الأندلس وقد حلّ بها الدمار والخراب، بعد أن عمّرها المسلمون بأجمل الفنون المعمارية، فقد أبدعوا في بنيانها، وصمموا فيها الكثير من المباني التي حيّرت أمهر مُهندسي العالم الآن، وكان من ضمن هذه القصور والبنيان التي بناها المسلمون هي قصر الحمراء، إليكم هنا أبيات قصيدة ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس.
لكل شـــــىء اذا ما تمّ نقصــــــــــــــــــان
فلا يغـرّ بطيب العيش انســـــــــــــــــــان
هى الأمـــور كما شاهدتـــــــــــــها دول
مــن ســـرّه زمـــــن ساءته أزمــــــــــــان
وهذه الدار لا تبـــــــقى علــــــــى أحـــد
ولا يــــدوم على حـــــــــال لهــــا شــــان
أين الملـــوك ذوى التيجــــان من يمـــن
وأيــــــن منهـــم أكاليـــــــــــــل وتيجـــان
وأين ما شـــــــــاده شــــــــدّاد فـى أرم
وأين ما ســـاسه فى الفــرس ساسان
وأين ماحـــازه قــــــارون مــــن ذهــــب
وأيــــــن عــــــــاد وشـــدّاد وقحطــــــان
أتى على الــــــكل أمـــــــر لا مـــرد لـــه
حتى قضـــــوا فكأن العـــــدم ماكانــــوا
وصار ماكان من مــــلك ومــــن مــــــلك
كما حكى عــن خيــــال الطيف وسنـان
كأنما الصعـــــب لم يســـــهل له سبب
يوما..ولا ملك الدنـــــــــيا سليمــــــــــان
شرح قصيدة ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس
في البيت الأول عندما قال لكل شيء إذا ما تمّ نُقصان، في هذا البيت حكمة، فقد أشار إلى أنّ الدنيا من طبعها أنّها لا تدوم لإنسان، فإنّ كل شيء إذا تمّ وزاد يجب أن ينقص، فذلك من طباع الدهر، فإنّ الدنيا لم تدم لأحد، ويقولها وهو في كامل حسرته وأساه على ما جرى للأندلس.
تحليل النص تحليلا أدبيا
أولا : المعاني والأسلوب
تدور الأبيات حول الرثاء الذي نظمه ابو البقاء الرندي للأندلس، حيثُ ما حلّ بلا ولأهلها مصيبة سُجّلت بأقلام من دم في التاريخ الاسلامي كله، حيثُ كتبها بأسلوب قوي جزيل يُعبر عن مدى الأسى النابع من عاطفة صادقة حسرة على ما حل فيها. من ذل ثانيا: الألفاظ والعبارات:
كانت ألفاظ الشاعر التي تمّ استخدامها في القصيدة كغيرها من الألفاظ التي سادت في العصر الأندلسي، فهي ألفاظ قوية، ولها وقع وجرس موسيقي مميز، وهذا ما جعل أبياتها تُخلّد وتبقى حتّى هذه الأيام تُدرّس في الكتب المدرسية، فقد كان الرندي حزينًا متأثرًا على كل ما حلّ بالأندلس، وتطرّق للحديث عن أقوام كانت قد علت وتطورت في الأزمان الغابرة إلا أنّ الله أهلكها لكفرها وطغيانها، ولكنه لا يعلم ما حلّ بالاندلس ما كان السبب وراءه.
بشكل موجز ومختصر وافيناكم شرح قصيدة ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس، ولكنّه يُمكّنكم من التعرف على كل ما تم كتابته في القصيدة وأبياتها، ونتمنّى لكافة طلابنا حياة علمية وتعليمية موفّقة.