نقدم لكم قصه عن مزاح الرسول مع اصحابه، حيث كان النبي صل الله عليه و سلم بشوشاً دائماً يحب أن ينشر الابتسامة و السعادة في قلوب المحيطين به، وكان صلى الله عليه وسلم حنوناً و عاطفياً في تعاملاته من الصغار و مع نسائه، فهو لم ينهر قط بأي طفل أو أي واحة من نسائه، ولا حتى من الصحابة الذين كانوا محيطين به، بل كان دائماً ينشر السعادة في قلوبهم بمجرد النظر اليه، فبالرغم من المسؤولية الكبيرة التي كانت ملقاة على عاتقه صلى الله عليه وسلم الا أنه لم يكون شديداً في تعامله مع الأشخاص المحيطين به، بل كان يعتمد على الرفق و اللين في تعليم الناس الدين، و تعليمهم العبادات التي من خلالها يصلون الى طريق الهداية و الفوز بجنة عرضها السماوات و الأرض، حيث وردت العديد من القصص التي تم نقلها الينا من خلال سيرته صلى الله عليه و سلم، حيث من خلالها نستفيد بأهمية الرفق و اللين في التعامل مع مختلف الأشخاص من حولنا و السعي الدائم في سبيل نشر السعادة الفرحة في قلوب الأشخاص من حولنا.
هكذا كان مزاح الرسول صلى الله عليه وسلم
حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح صحابته و زوجاته و لكن بدون أن يستهزئ بهم بل بأسلوب جميل يبعث الفرحة و السرور في قلوبهم فسنورد لكم مجموعة من القصص التي تدل على مزاح النبي صلى الله عليه و سلم، وهي كالتالي:
- رَوى أَنس بِن مَالك قَال : إنْ كَان النَبيُّ ـ صَلى الله عَليه وسَلم ـ ليُخالطنا ـ أَي : يُلاطفنا ويُمازحنا ـ حَتى يَقول لأَخٍ لِي (( يَا أَبا عُمَير ، مَا فَعلَ النُّغير ؟ )) . وكَان للصَغير طَيرٌ يَلعب بِه ، فَمات ، فَحزن عَليه .
- وَكان ـ صَلى الله عَليه وسَلم ـ يُمازح نِساءه ، فَهذه عَائشة رَضي الله عَنها كَان رَأسها يُؤلمها ، فَقالت : وَارأساه ، فأرادَ الرَسول اللَطيف أَن يُمازحها فَقال : (( يَا عَائشة لَو أَنّك مُتِّ لسَاعتك ، وَأنا حَيَّ لاستَغفرتُ لَك ، وكَفـّنتـُكِ وصَليتُ عَليك ، وهَذا خَير مَن أنْ تَموتي بَعدي ، وَلن تَجدي مِثلي مَنْ يَفعل ذَلك )) . فَنادت : وَاثكلياه . . أتَريد أَن أمَوت يا رَسول الله لتتخَلّص مني ؟! أنَتم هكَذا يا معَشر الرجَال ، تريدوَن أن تمَوت نسَاؤكم لِتَرَوْا غَيرهُنَّ ، ولَو أني متُّ لما اهَتممتَ بي، ولأَتيتَ إلى بعَض نسَائك في بيَوتهن تلاعبَهن وتدَاعبهن وأَنا ما أَزال مُسجّاةً عَلى فِراش المَوت .
- وجاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسأله أن يهبه دابّة يبلغ بها أهله فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إني حاملك على ولد الناقة )) . قال : يا رسول الله ، ما أصنع بولد الناقة ؟ وظنَّ أنه يعطيه ولد الناقة الصغير، ونسي أن الناقة تلد الحُوارَ فيكبر حتى يصير جملاً، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( وهل يلدُ الإبلَ إلا النوقُ ؟! )) .
- 4 ـ وجاءت امرأة فسألته السؤال نفسه قائلة : (( يا رسول الله احملني على بعير ))، قال لمن عنده : (( احملها على ابن بعير ))، قالت : ما أصنع به ؟ وما يحملني يا رسول الله !، قال عليه الصلاة والسلام : (( وهل يجيء بعيرٌ إلا ابنَ بعير )) .
- 5 ـ وجاءت امرأة إلى الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت : إن زوجي يدعوك، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( مَنْ هو ؟ أهو الذي بعينيه بياض ؟ ))، فقالت : ما بعينيه بياض ! تقصد أنّه يرى جيداً وعيناه سليمتان، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( بل بعينه بياض ))، قالت : لا والله، وضحك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : (( ما من أحد إلا بعينيه بياض . وهو الذي يحيط بالحدقة )).
- حتى إن أصحابه رضوان الله عليهم يمازحونه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد جاء عوف بن مالك الأشجعي إلى خيمة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة تبوك ، وكانت من جلدٍ صغيرةً لا تتسع إلا للقليل ، فسلّم عليه فردّ السلام على عوف وقال : (( ادخل يا عوف ))، فقال عوف : أكـُلـّي أدخل يا رسول الله ؟ موحياً بصغر الخيمة ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبتسماً : (( كـُلـّك )) فدخل.
قدمنا لكم قصه عن مزاح الرسول مع اصحابه، والتي من خلالها نستفيد مدى أهمية الاهتمام بالأشخاص من حولنا و نشر السعادة السرور في نفوس الأشخاص المحيطين بنا، و ضرورة التعامل الحسن مع الأشخاص من حولنا.