تَفكَّر مليًا في توقيت مر عليك في حياتك لم تسر فيه الأمور حسبما هو مُخطط لها، أو اضطررت للتعامل مع حدث خارج نطاق سيطرتك، كيف كان شعورك آنذاك؟ وكيف تعاملت مع الأمر؟ من أسئلة مادة لغتي الخالدة للمرحلة الثانوية، وهو من الأنشطة الأدبية المميزة التي يخرج منها الطالب مُلماً بالعديد من العلوم والمعارف ومُتقنا للكثير من الأدوار المهمة في الحياة، والتي تستقطب له الصداقات والعلاقات الإجتماعية المتينة، إضافة إلى سرد المواقف التي يمر بها بأسلوب تعبيري راقي مضبوط بقواعد اللغة العربية، ومُتقنا لإستخدام عناصر الإثارة والتشويق التي تجذب إهتمام القارئ.
الحياة مليئة بالمواقف التي يحفظها العقل، سواء كانت إيجلبية سعيدة، أو سلبية مُحزنة، ولعل هذه المواقف تُمثل إختبار لكل منا، نستفيد منها، في التعامل مع مواقف أخرى في الحياة لا تنتهي، لكننا نستطيع من خلالها أن نُقزم من سلبياتها قدر المستطاع ونُضخم من إيجابياتها السعيدة والمفرحة، في هذا فهرس، نكتب لكم موقف أو توقيت مر على أحد الطلبة في حياته.
تَفكَّر مليًا في توقيت مر عليك في حياتك لم تسر فيه الأمور حسبما هو مُخطط لها
في سنة من السنين تعرفت على صديق عن طريق صديق آخر، ولفت إنتباهي هذا الشخص، أثناء الحديث في موضوع إجتماعي، فأعجبتني أفكاره ومُصطلحاته وشعرت أنه صاحب تجربة كبيرة في الحياة، ويحمل من الوفاء ما لا يحمله أحد آخر، فوجدت نفسي إرتحت له من أول لقاء، بعد ذلك إلتقينا في أكثر من مُناسبة، وإستدت علاقننا ببعضنا، وأصبحنا نتبادل الخروجات، وفي يوم من الأيام وبعد فترة قصيرة من تعرفي عليه، طرح عليا الدخول في مشروع مُكسب ومربح، ونظراً لأنني أُعجبت بأفكاره سابقاً، وافقت من دون أي تردد، وكان هناك مبلغاً كنت قد جمعته على عدة سنوات أعطيته إياه، وسار هو في موضوع المشروع، وأصبحنا لا نلتقي بسبب إنشغاله به، وبعد فترة ذهبت إلى منزله لزيارته، فخرج لي والده فسألته عنه، وقال لي أنه قد سافر، فكرت أنه يُمازحني، لكنه أكد لي ذلك، فأنصدمت، فسألني والده عن صدمتي وذهولي فطرحت عليه قصتي مع إبنه، فقال لي يا بُني لما لم تسأل عن إبني قبل أن تؤمن له، وأعترف لي أنه غاضب عليه لأفعاله النكراء مع الناس، وقال لي أنه ليس بيده أي شي ليُساعدني.
– العبرة من هذه الحكاية، لا تُعجب من الأشخاص بمجرد أقوالهم، بل قس ذلك على أفعالهم !!.