لماذا قدم المال على النفس في الجهاد، قال الله تعالى في كتابه الكريم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم” الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم أعظم درجة عند الله و أولئك هم الفائزون”، فهذه الأيات الكريمة السابقة توضح ما قصدناه وهو تقديم المال علي النفس، فلماذا قدم الله تبارك وتعالى المال علي النفس في هذه الأيات، وما الغاية من هذا الأمر، كل هذه التفاصيل سنتعرف عليها في هذا فهرس، حيث جمع لكم فريق عمل موقع فهرس الإجابة النموزجية لهذا السؤال فتابع معنا أدناه.
سبب تقديم المال على النفس في الجهاد
في هذه الفقرة سنتعرف علي السبب الحقيقي وراء تقديم المالي علي النفس في الجهاد في سبيل الله، حيث روى لنا جمهور العلماء في أحد الكتب السبب فتابع أدناه.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: سبب تقديم الجهاد بالأموال على الأنفس في القرآن هو أن نفع الأموال متعدٍ، ومتنوع، بخلاف الجهاد بالنفس، فليس كذلك، وبالمثال يتضح المعنى: فرجل تبرع بمليون ريالا ـ مثلاً ـ لدعم الجهاد في سبيل الله، فكم سيشترى بهذا المبلغ من آلات عسكرية؟ وكم سيشترى به من مؤمن غذائية تعين المجاهدين في جهادهم؟! بخلاف ما لو خرج مجاهد بنفسه فإن نفعه مقتصر على ذاته، وهذا في الأعم الأغلب، وإلا فقد يوجد مجاهد يساوي ـ بفكره العسكري ورأيه وخبرته ـ مليارات، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وللفائدة، فإن الجهاد بالنفس ـ في القرآن ـ لم يقدم إلا مرة واحدة فقط، وذلك في آية الصفقة التي ذكرها الله تعالى في سورة التوبة فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة/111]).
ولابن القيم _رحمه الله_ كلام نفيس على هذه الآية في كتابه “حادي الأرواح” في الباب التاسع عشر أوصي السائل بالرجوع إليه والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.