هناك احاديث عن الام وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، وكانت قد أكّدت على أنّ برّ الوالدين والأم بشكل خاص يأتي في الأجر والثواب بعد عبادة الله تعالى وإرضائه، وقبل أن نضع لكم احاديث عن الام مكتوبة من الواجب أن نُشير إلى أنّ الله تعالى ذكر في إحدى آياته الكريمة في القرآن الكريم فضل الأم، حيثُ قال: “وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه، وبالوالدين إحسانًا، إمّا يبلُغنّ عندك الكبرَ أحدُهما أو كلاهما”، فقد دلت الآية الكريمة التي هي كلام الله تعالى على أنّ رضا الوالدين وبرّهما في المرتبة الثانية بعد عبادة الله كما أسلفنا الذكر، وها هي احاديث عن الام مكتوبة من شأنها أن تصف لنا ولكم مدى أهمية الأم في حياة كل إنسان منّا، فإنّ أسلافنا قالوا الكثير من الحكم والأقوال التي كانت تصف مدى روعة الأم، وأهميتها، فقالوا: الجنة تحت أقدام الأمهات، وقالوا الأم مدرسة، ولكنّ تركيزنا وتسليط الضوء من قبلنا سيكون على أهم احاديث عن الام، وسنوردها لكم في فقراتنا الآتية.
احاديث عن الام مكتوبة
هنا ما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم من أحاديث نبوية شريفة عن الام، فقد نقل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم هذه الأحاديث بعدما سمعوها من النبي المصطفى.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ” جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ “
خصّ الرسول صلى الله عليه وسلم الأم بمكانة خاصة وعظيمة ، فقد كرر كلمة ” أمك ” ثلاث مرات للتأكيد ، مما يوضح لنا أنه يجب علينا أن نطيع الأم ونبرها ونوقرها ، وكذلك يكون الأمر مع الأب أيضاً .
- عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : ” أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : هَلْ بَقِيَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ : أُمِّي ، قَالَ : فَأَبْلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُذْرًا فِي بِرِّهَا ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حَاجٌّ وَمُعْتَمِرٌ وَمُجَاهدٌ إِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ أُمُّكَ ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَبَرَّهَا “
يدل الحديث عن الثواب العظيم الذي يعود على الشخص من بر أمه ، فكأنه يعادل الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله ، مما يدل على فضل الأم ومكانتها .
- حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت ” قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدَهُمْ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ ، أَفَأَصِلُ أُمِّي ؟ قَالَ : ” نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ “
دلالة الحديث : ففي هذا الحديث أمر الرسول بصلة الأم وبرها رغم أنها ليست على دين الإسلام ، والصلة هنا تعني الأذن لها بالدخول ، والإحسان إليها سواء بالقول أو الفعل أو المواساة .
- عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” لا يَجزي ولدٌ والدًا، إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه “
يبين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مدى فضل الوالدين على الشخص ، فهو مهما فعل لن يستطع رد أفضالهم التي لا تحصى .
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ ” .
دلالة الحديث : يرشدنا الرسول صلى الله وعليه وسلم عن المكانة العظيمة التي وضعها الله للوالدين ، فقد جعل رضاهم من رضاه ، وسخطهم من سخطه .
- ” رجلاً كان بالطّواف حاملاً أمّه يطوف بها، فسأل النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هل أدّيتُ حقّها؟ قال : لا، ولا بزفرة واحدة ” أي من زفرات الطّلق والوضع ونحوها .
يدل هذا الحديث على مدى فضل الأم العظيم على الأبن ، فكل ما يفعله من أجلها لا يضاهي زفرة واحدة من زفرات الوضع أو الطلق ولا تعبها وسهرها لرعايته .
كنا قد وضعنا لكم احاديث عن الام مكتوبة لتكون من أكثر الأدلة التي تُبين لنا أهمية الأم في حياتنا، ولكنّ من المؤكّد أنّ الأم لا تحتاج إلى أي من الأدلة التي تجعلنا أوعى وأكثر معرفة بقيمتها.