انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال تفسير، ان سورة الأحزاب أحد السورة المدنية، التي عرف علي أنها من المثاني، بينما بلغ عدد آياتها 73 آية،والتي يأتي ترتيبها الثالثة والثلاثون، ونزلت هذه السورة بعد سورة آل عمران، وتم تسميتها بهذا الأسم نسبة الي ان المشركين تحزبوا على المسلمين من كل جهة، في غزوة الخندق بقيادة نبي الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، بينما سنتعرف الان سويا في هذا فهرس علي تفسير الآيات رقم 71 من سورة الأحزاب وهي:”انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال”، فتابع معنا أدناه التفسير الكامل للآيات الكريمة السابقة.
تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال
الأمانة هي حق الله على عباده، وما شرعه لهم من توحيده والإخلاص له وسائر ما أوجب عليهم من صلاة وغيرها، وترك ما حرم الله عليهم، وهكذا حقوق العباد من حق الوالدين وحق الرحم وغير ذلك، فالأمانة ما أمر الله به وما أوجبه على عباده، يجب أن يؤدوا هذه الأمانة على الوجه المشروع، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58]، ويقول سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8]، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27].
فالمؤمن إذا أحرم هذا الإحرام يعني الإحرام العام ينبغي له أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه، وإذا دخل في الصلاة يؤدي ما أوجب الله عليه، وإذا دخل في الصوم يؤدي ما أوجب الله عليه، وفي الزكاة يؤدي ما أوجب الله عليه وهكذا كلها أمانات، فالحج أمانة، والصوم أمانة، والزكاة أمانة، والصلاة أمانة، بر الوالدين أمانة، ترك المحارم أمانة، فالواجب أداؤها بطيب نفس وإخلاص والرغبة فيما عند الله، فإذا دخل في الصلاة دخل بانشراح صدر ورغبة بما عند الله حتى يؤديها كاملة.
وهكذا يخرج الزكاة عن طيب نفس يرجو ما عند الله، وهكذا يصوم رمضان صياماً شرعياً بعيداً عما حرم الله، وهكذا إذا حج يصون حجه عما حرم الله عليه، وهكذا بقية الأمور.
فإن هذه الأمانة لا يساويها شيء بل هي الأمانة العظمى وهي دين الله جل وعلا؛ ولهذا عرضها على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها؛ لعظم شأنها، فالواجب على المكلف من بني آدم أن يعتني بها وأن يؤديها كاملة على وجه الإخلاص لله في فعل الواجبات وفي ترك المحارم، يرجو ثواب الله ويخشى عقاب الله سبحانه نعم.