من الذي جَهز جيش العِسرة، أو جيش تبوك، حدثت غزة تبوك أو العُسرة كما يُطلق عيلها في شهر رجب من العام التاسع للهجرة، بعد عودة المُسلمين من حصار الطائف بستة أشهر، وتحديداً قبل حجة الوداع، وتُعتر هذه الغزوات آخر غزوات النبي مُحمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وكان سبب هذه الغزوة أن الروم أرادو إنتزاع القوة من جيس المُسلمين بعد أن أخذت تُحاصرهم وتهددهم في المنطقة، وكان عدد جيش الروم في هذه الغزوة حوالي الـ40 ألف مُقاتل، في حين قابلهم ثلاثون ألفاً من جيش المُسلمين، وإختلف نهاية هذه الغزوة عن سابقتها من الغزوات التي خاضها المُسلمون، وإنتهت دون قتال، بعدما تغيرت النظريات العسكرية لها، حيث تخلي حُلفاء الرومان عنهم، وتحالفوا مع المسلمين بإعتبارهم أكبر قوة من جيش الرومان وعلى مستوى المَنطقة، وبهذا تكون غزوة العُسرة قد حققت أهدافها رغم عدم إشتباك الطرفين، وفر الرومان إلى المناطق الشمالية، وسيطر المُسلمون على مواقعهم، ولبث جيش المُسلمين عشرون ليلة في تبوك دون أن يواجههم جيش الرومان، أو أي من الجيوش المحالفة لهم.
من الذي جهز جيش العسرة
أولاً لماذا سُمي جيش المسلمين في غزوة تبوك بجيش العسرة؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قرر خوض المعركة مع الرومان في زمن عانى فيه الناس من ضيق الحال، وجفاف الأرض، وجدبها من النبات والزرع، فنادى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جمع الصدقات لتجهيز الجيش، فتجهز جيش المُسلمين أو جيش العسرة كما أطلق عليه في هذه الغزوة المباركة على النجو الآتي:
- قدّم الصحابي الجليل أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه ماله كاملاً، وكان يَبلغ أربعة آلاف درهم، وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “هل أبقيت لأهلك شيئاً!، فقال: “أبقيت لهم الله ورسوله”.
- جاء الخليفة عمر بن الخطاب بنصف ماله، وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “هل أبقيت لأهلك شيئاً!، قال: نعم، مثل ما جئت به”.
- جهّز عثمان بن عفان ثلث الجيش، ولقد كان الجيش يزيد على الثلاثين ألفاً.
- وتصدق عاصم بن عدي بسبعين وسقاً من تمر.
- وتصدّق عبد الرحمن بن عوف بمئتي أوقية من الفضة إلى رسول الله.
- تصدقت النساء بكل ما كان بالإمكان من مسكٍ، ومعاضد، وخلاخل.
- حمل الموسرون من أهل المال الرجال المقاتلين، وكفوهم المؤونة، ولقد كان الرجل يأتي بالبعير إلى الرجل والرجلين فيقول: هذا البعير بيننا نعتقبه.
- تصدّق العباس بتسعين ألفاً.