للصحابة الكرام الكثير من المواقف التي جعلتهم مؤيدين من الله ونبيه وبشكل كبير، فكثيرا ما مروا بالمواقف التي اثبتت بانهم يمتلكون ايمانا كبيرا في قلوبهم، وهذا ما جعل الله يثبتهم في المعارك التي دارت بينهم وبين الكفار، فقد اصطفى الله تعالى الصحابة جميعا رضي الله عنهم من بين الخلق كلهم، وقد شرفهم بالصحبة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
اذ كان منهم الوزراء لرسول الله عليه الصلاة والسلام وكان منهم الخطباء، والشعراء والحواري والخدم و الكتابة والأمناء لسره والقادة للجيش والنواب، ومن ابرز القصص التي حدثت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام هي قصة حذيفة بن اليمان يوم الاحزاب، والتي قد سطرها التاريخ الاسلامي وكان لها وقعا كبيرا في نفوس المسلمين.
حذيفة بن اليمان السيرة الذاتية
لقد واجه والده والذي يسمى باليمان مشكلة الطلب بالثأر عليه، وهذا ما أجبره على الهرب والترك لمكة واللجوء الى العيش مع العائلة في يثرب، وعندما قام النبي الرسول محمد دعوته الى الإسلام في مكة قد جاء اليمان مع بقية من أهله ليثرب، ومن الأوس والخزرج ووقد بايعوه ولم يكن حينها حذيفة معهم ولكنه قد أسلم قبل المشاهدة للرسول، وعندما وصل نبي الله سأله الحذيفة هل يحسب من المهاجرين أم من بقية الأنصار, فقال له النبي الإسلام أنت يا حذيفة من مهاجرينا وأنصارنا.
وكان حذيفة بن اليمان كان يعرف كذلك وكان يكنى بالحافظ لسر الرسول, اذ أن الرسول كان قد أسر له بالأسماء كافة للمنافقين المحيطين بهم، ولكنه لم يفش بهذا السر لاحد كان وهذا هو الشأن لكل حافظ للسر، وقد كان الخليفة عمر بن الخطاب حين يريد أن يصلي على أحد الأموات المسلمين يسأل عن الحذيفة وهل هو ضمن الحاضرين للصلاة وذلك خوف منه بالصلاة على المنافقين.
معلومات عن حذيفه بن اليمان يوم الاحزاب
من ابرز ما جاء في قصة حذيفة بن اليمان يوم الاحزاب بانه قال حذيفة قد صلى بنا النبي ثم التفت إلينا وقال: ” من منكم رجل يقوم فينظر ما فعله القوم؟، ثم يرجع الينا، أسأل الله بأن يكون رفيقي في جنته ” فما قام الرجل من شدة الخوف والشدة للجوع والشدة للبرد، فلما لم يقم منهم أحد، و دعاني فلم يكن لي بد ابدا من القيام، فقال: ” يا حذيفة! اذهب نت فادخل في القوم و فانظر ما يفعلون، ولا تحدثن عن شيئا حتى تأتي الينا، وقال فذهبت ودخلت فيهم، والريح وجنود الله تفعل فيهم ما تفعل، لا تقر لهم القدر ولا النار ولا البناء.
وفقال أبو سفيان لينظر امرؤا من جليسه، فأخذت بيد رجل كان بجنبي، فقلت من أنت يا رجل؟ فقال: فلان ابن فلان، ثم قال لهم أبو سفيان: يا معشر قريش والله إنكم والله ما أصبحتم بالدار المقام لقد هلك عنكم الكراع والخف وأخلفتنا من بنو قريظة وبلغنا عنهم كل الذي نكره ولقينا من قوة الريح ما ترون ما منكم تطمئن لنا القدر ولا ان تقوم لنا النار ولا يستمسك لنا البناء فارتحلوا فإني انا مرتحل ثم قام إلى جمله وقد كان معقول فجلس عليه ثم قام بضربه فوثب به على ثلاثة فما أطلق القعال إلا وهو قائم، ولولا العهد من رسول الله إلي أن لا اتحدث شيئا حتى يأتيني لقتلته بالسهم.