انتشرت وسادت ظاهرة العنوسة بشكل كبير في عالمنا العربي والاسلامي، وهذا ما قد يدفع بعض النساء الى ان يقومن بالطلب للزوج في حال ان كان مناسب لهن، حيث بلغت العنوسة في وقتنها الحالي الملايين من النساء ممن تجاوزن الثلاثين من العمر، وهذا ما قد يدعوا بعض النساء لطلب الزوج الملائم والمناسب لهم، ولكن هنالك بعض النساء يبحثن عن مدى مشروعية هذا القرار والذي يعد من القرارات التي تتنافى وتتعارض مع العادات والتقاليد العربية في الكثير م المنطق والقبائل العربية.
فهل يجوز للمرأة عرض نفسها للزواج على رجل رأت أنه مناسب لها، حريا بكل النساء الراغبات بالحصول على الزوج وشريك العمر المناسب التعرف الفتوى الشرعية في هذا الامر.
هل يحق للمرأة عرض نفسها للزواج على رجل صالح
قال الله سبحانه تعالى ( قَالَ إِنِي أُرِيدُ أَن أُنْكحَكَ إِحدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْن علَى أَنْ تَأْجرَنِي ثَمَانِي حجَجٍ ) هنا فيه الجواز لعرض الولي لابنته على الرجل، وتعد هذه سنة هي القائمة فقد عرض صالح المدين ابنته على صالح ابن إسرائيل، وكما عرض عمر ابن الخطاب ابنته حفصة على أبو بكر وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، وكما عرضت الموهوبة نفسها على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد الحسن عرض الرجل لوليته، والمرأة نفسها على رجل صالح للاقتداء بالسلف الصالح.
هل يجوز للمرأة أن تبحث عن زوج
وَالَ أنس رضي الله عنه : قد جاءَتِ امْرَاَةٌ اِلَى النبي اللَّهِ عليه السلام تَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسَهَا فقَالَتْ : يَا نبي اللَّهِ أَلَكَ بِي لك حَاجَةٌ ؟، فَقَالَتْ ابِنْتُ أَنَسٍ : مَا أَقَلَّ حَيَاءَك وَاسَوْأَتَاهْ وَاسوْأتَاهْ. فقَالَ النبي محمد عليه الصلاة والسلام: هِيَ خَيْرٌا مِنْكِ رَغِبَتْ فِي بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فوعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا، ففي الحديث هذا لم ينكر صلى الله عليه وسلم على المرأة عرضها لنفسها عليه ، وهذا خير دليل على الجواز لذلك، إذ لو كان الغير الجائز لبينه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأن هذا الموطن بالبيان ولا يجوز هنا تأخير للبيان عن وقت حاجته.
الحكم الشرعي في طلب المراة لزوج مناسب لها
ومارواه البخاري رضي الله عنه َعنْ سَهْلٍ، بأَنَّ امْرَأةً، عقد َرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَى النَّبِيِّ محمد صلى الله عليه وسلم فَقَالَت لَهُ رَجُلٌ يَا نبي اللَّهِ زَوِّجْنِيهَا، فَقَالَ ” مَا الذي ِعنْدَكَ ”، قَالَ مَا عِنْدِي أي شَىْءٌ، قَالَ ” اذْهَبْ الان فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَم مِنْ حَدِيدٍ ” فَذَهَبَ الرجل ومن ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لاَ وَاللَّهِ يا نبي الله مَا وَجَدْتُ شَيْئًا، وَلاَ حتى خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ الان هَذَا إزَارِي وَلَهَا منه نِصْفُهُ ـ فقَالَ سَهْلٌ وَمَا لَهُ الرِدَاءٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ محمد صلى الله عليه وسلم.
“ وَمَا لك ان تصْنَعُ بِإِزَارِكَ وإِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ له عَلَيْهَا مِنْهُ شَىْءٌ، وَإنْ كنت قد لَبِسَتْهُ و لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ مِنْهُ أي شَىْءٌ ”. فقد فجَلَسَ الرَّجُلُ وحَتَّى إذَا طَالَ المَجْلَسُ قد قَامَ ورَآهُ النَّبِيُّ محمد صلى الله عليه فَدَعَاهُ أَوْ دُعِي لَهُ وقَالَ : “ مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْانِ ”، فَقَالَ مَعِي سُورَةُ كَذَا لِسُوَرٍ يُعَدِّدُهَا. فَقَالَ له النَّبِيُّ ” أَمْلَكْنَاكَهَا بِمَا تملك مِنَ الْقُرْآنِ .