في حال الكتابة عن اليهود وعن تاريخ استيطانهم واحتلالهم للبلاد العربية ولا سيما في الخليج العربي فان التاريخ والوصف يطول، وهذا كون اليهود قد استوطنوا في الخليج العربي قبل عهد الاسلام وقبل النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ولهذا يعتبر الحديث عن موضوع اليهود من المواضيع والقضايا الحساسة ولا سيما ان احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين ما زال قائما، ومن الجدير بالذكر بان قصة ام جان اليهود في البحرين والكتاب الذي اصدر فيها اصبح هو احد الشواهد على مدى تغلغل الصهاينة في البلاد العربية وهذا ما تبين بعدما تمت ترجمة الكتاب الذي اصدر مؤخرا.
ما هي قصة ام جان اليهود في البحرين
في السنوات الأخيرة قد ظهر في الخليج من الكتاب ومنهم من تجرأ على الاقتحام للمحظور وأصدر المؤلفات والتي كانت المكتبة العربية بأمس حاجة إليها، ومن ابرز هؤلاء هو الشاعر والباحث البحريني علي خالد الجلاوي والذي أصدر في 2008 كتابه الهام ” يهود البحرين، مئة عام من الخفاء “، وايضا الباحث والصحافي الكويتي الشهير حمزة عليان والذي اصدر كتاب ” اليهود في الكويت، وقائع وأحداث ” في عام 2012 ، والباحث الكويتي يوسف احمد المطيري والذي أصدر في 2011 كتاب “اليهود في داخل الخليج “.
ويذكر بانه قد وقد توجت الجهود ايضا من قبل نانسي إيلي خضوري وهي امراة بحرينية الجنسية، والتي قد ولدت في بريطانيا وهي يهودية الديانة وتعتبر ايضا وسليلة ومن أسرة تجارية يهودية معروفة جدا في البحرين، والتي تشغل منصب العضو في مجلس الشورى البحريني منذ عام 2010، حيث توجهت بإصدار كتاب باللغة بالإنجليزية تحت عنوان ” من بدايتنا إلى يومنا الحاضر” والذي تولى ترجمته الى العربية الدكتور القدير محمد الخزاعي.
وبعد ذلك تعمقت التحقيقات عن اليهود في الخليج العربي، فقد نشرت مجلة الدراسات في عُمان الصادرة عن وزارة التراث في عمان في عددها 15 في 2008 بحث تاريخي عن تواجد اليهود في سلطنة عُمان، وتحديدا في الصحار، منذ العهد النبوي الشريف وذلك قد جاء بالاستناد على مجموعة كبيرة من الشواهد والمراجع المكتوبة والمرويات.
ومن اهم الدلائل على وجود مقبرة والتي تبعد مسافة 2.5 كيلومتر إلى الغرب من الصحار، والتي يعود تاريخها الى القرن الثاني عشر للميلاد والتي تضم رفات 200 يهودي. ومن المراجع الهامة والمكتوبة كتاب “تقسيم الإمبراطورية العمانية” للدكتور سلطان القاسمي الحاكم للشارقة.
وايضا كتاب “تحفة للأعيان في سيرة أهل عمان” والذي اصدره الإمام السالمي، وبالإضافة إلى ما ذكره كلا من الرحالة الانجليزي وايضا الملازم الثاني بشركة الهند الشرقية “جيمس ولساتد” في كتابه الصادر في سنة 1840 والموسوم بـ “السفر إلى مدن الخلفاء على السواحل الخليجية الفارسية والبحر الأبيض المتوسط ” من أن زيارة الصحار في القرن التاسع عشر التقى هناك بعدد بعشرين عائلة يهودية والتي كانت تقطن في البلدة، ولها الكنيس الصغير، والذين يكسبون رزق عيشهم من خلال إقراض المال الان التاريخ سيظل خالدا ولن يتم الاعتراف بوجود اليهود في البلاد اعربي..