في ظل التدهور الإقتصادي العالمي ولا سيما لدى الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لاقت هذه الدول الكثير من المصاعب لإنعاش الإقتصاد، وجاءت كل هذه المصاعب والتدهور الاقتصادي بسبب التفشي الكبير والسريع لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، والذي عمل على شلّ الحركة العالمية لتصبح الآن في حالة ركود كبيرة.
ومما زاد من مصاعب أمريكا هو تواجد الكثير من العقود الآجلة للنفط الامريكي، والتي تعد الآن هي العقبة الكبيرة التي يصعب تجاوزها في ظل الإبرام لها مع عدة دول وعلى راسها المملكة العربية السعودية.
مفهوم العقود الاجلة للنفط الامريكي
العقود الآجلة أو العقود المستقبلية هي الأساس للإتفاقيات التي تسمح للمتداولين والمستثمرين وللمنتجين للسلع الأساسية بالتخمين للسعر المستقبلي للأصل، وبهذا تعمل العقود كإلتزام فيما بين الطرفين والذي يتيح تداول الأداة في التاريخ المستقبلي أو تاريخ انتهاء الصلاحية، وذلك يكون بالسعر المتفق عليه مسبقا، ويمكن أن تكون هذه الأداة المالية الأساسية هي للعقد الآجل و المستقبلي وأي أصل مثل الحقوق للملكية أو للسلعة أو العملة أو الدفع للفائدة أو حتى السند المبرم.
وهنا يكون ذلك على العكس للعقود الآجلة والتي يتم التوحيد للعقود المستقبلية من المنظور الخاص بالعقد “كاتفاقات قانونية مثلا”، وكما يتم التداول لها في الأماكن المحددة على المنصات الخاصة بالتداول للعقود المستقبلية، ولهذا تخضع العقود المستقبلية إلى مجموعة معينة من القوانين الخاصة والقواعد التي تشمل على مثلا حجم العقود والأسعار للفائدة اليومية، وفي في العديد تلك الحالات يتم الضمان لتنفيذ العقود المستقبلية من قبل الغرفة المسماة بالمقاصة وهذا ما يتيح للأطراف التداول بالمخاطر الأقل على هذه الجهات.
استراتيجيات الخروج للعقود المستقبلية
يتم إبرام ثلاثة إجراءات رئيسية والتي يمكن من خلالها يمكن القيام بها بعد الإتخاذ لموقف العقود الآجلة من قبل تلك الأطراف:
- التسوية: في هذه الحالة إذا لم يقم المتداول للعقود الآجلة بالموازنة أو التجديد لمركزه فسيتم التسوية للعقد في تاريخ الإنتهاء للصلاحية، وفي هذه المرحلة تكون هذه الأطراف ملزمة قانونًا بالتبادل لأصولها “أو النقدية” وذلك يكون وفقًا لمركزها والموقع مسبقا من قبل هذه الأطراف.
- الموازنة: والتي يشير إلى الحركة لإغلاق مركز العقود المستقبلية، وذلك يكون عن طريق الإنشاء لمعاملة المعاكسة بنفس القيمة
- التجديد: هذا يحدث عندما يقرر الفتح لمركز جديد للعقود الآجلة وبعد الموازنة المركزة الأولي، وهذا ما يمدد التاريخ لإنتهاء الصلاحية.
عبر الإتباع لعدة خطوات وإستراتيجيبات يمكن للدول التي أبرمت العقود الآجلة للنفط الامريكي أن تتخطى هذه المرحلة الصعبة ولكن في حقيقة الأمر سيتم التنازل عن قيمة كبيرة من العقود الآجلة للنفط الامريكي، وهذا ما لا تفضله الولايات المتحدة الأمريكية في ظل تواجد عدد كبير من هذه العقود.