في مطلع سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، تجد سورة (البقرة) وهي أطول سور القرآن الكريم، ولماذا أطلق على هذه السورة التي يسميها بعض العلماء بسورة بني اسرائيل، وهي سورة البقرة، سميت بذلك للقصة البارزة المتعلقة بقصة بني إسرائيل والبقرة التي كانت كفيلة ببيان حالة القوم، وإظهار الكثير من الفوائد لمن يريد الحق والوصول إلى الفائدة المرجوة من السورة الكريمة، وتعتبر قصة بقرة بني اسرائيل التي وردت مختصرة مكتوبة في القرأن الكريم من القصص الجميلة التي لها دلائل طيبة، يمكن أن نورد بعض هذه الفوائد الجميلة.
فوائد قصة بقرة بني اسرائيل في القرأن
يمكن أن نذكر بعض الفوائد التي نستخلصها من قصة البقرة في السورة الثانية من حيث الترتيب للقرأن الكريم، ومن أبرز هذه الفوائد:
- أن الله يكشف من يرتكب الجرم ولو بعد حين ولا يرضى الظلم.
- أن بني اسرائيل قوم جدل ومراء وأنهم أتعبوا أنبيائهم.
- أن الله يسهل على العبد فلو ذبح القوم أي بقرة لأجزأت ولكن لما شددوا شدد الله عليهم.
قصة بقرة بني اسرائيل مختصرة مكتوبة
تدور أحداث قصة بقرة بني اسرائيل حول كان هناك رجلٌ عجوزٌ فاحش الثّراء، وما كان له وريثٌ إلا ابن أخٍ له، وقد استعجل الميراث فقتل عمه العجوز وألقى بجثته أمام باب رجلٍ آخر، وفي الصباح جاء القاتل ليندب عمه ويبكيه ويرثيه وكأنه بريءٌ من هذا الفعل الشّنيع، واحتكم إلى نبي الله موسى كي يُظهر له القاتل، فدعى موسى ربه بأن يكشف له القاتل فأوحى عليه بأن يذبح بنو إسرئيل بقرة، وعندما أخبرهم بهذا غضبوا وقالوا له: أتتخذنا هزوا، فقال لهم: بل هذا ما طلبه ربكم منكم من أجل إظهار الحقيقة، فسألوه كيف يختارونها وما هي الشروط وكم يبلغ عمرها، كان وابلًا من الأسئلة تنهال على النّبي موسى.
فقال لهم: أخبرني ربي أنها يجب أن تكون في مقتبل العمر وأوسطه، فلا هي بالكبيرة ولا هي بالصّغيرة، ذهبوا وبحثوا واستفسروا ولكنهم عادوا بأسئلة معقدة أكثر، فقالوا لموسى: فلتدع ربك وليبين لنا ما لونها، فسأل موسى – عليه السلام – ربَّه، فأخبره أن لونها يجب أن يكون أصفر فاقع تبعث السرور والأمل في نفس كل من يراها، ولكن بني إسرائيل كثيري الأسئلة والاستفسار ولا يزالون يسألون ويسألون، حتى يصعِّب الله عليهم هذه المهمة، فكان سؤالهم الثاني أن يوضح لهم عمل هذه البقرة وصفاتها أكثر، فإنَّ جميع الأبقار تتشابه عليهم.
قصة البقرة في القرأن
نتابع القصة، فأوحى لهم الله، أنها كاملة صحيحة لا عيب فيها ولا نقص، بالإضافة أنها بقرة مدللة ومكرمة لا تعمل في سقاية أو حرث وهي غير ممتهنة بالزراعة، طال بحث بني إسرائيل عن هذه البقرة، حتّى وجدوها عند غلامٍ وطلب ثمنها بما يعادل وزنها ذهبا، عندما رأى بنو إسرائيل هذا الثمن الباهظ لهذه البقرة رجعوا لنبي الله موسى وطلبوا منه أن يناجي ربه للسماح لهم بذبح أي بقرة، ولكن نبي الله موسى أخبرهم أن الشروط يجب أن تنفذ بحذافيرها، فاشتراها بنو إسرائيل ليقوم موسى بذبحها وأخذ جزء من هذه البقرة المذبوحة ويضرب بها الميت، وما إن فعل موسى هذا الأمر وضرب القتيل بجزء منها حتى عادت للميت روحه، ليشير إلى القاتل ومن ثم يموت مرة أخرى”.
من الدلائل الهامة المستشفة من هذه القصة أن الله تعالى يستخدم الاسلوب القصصي في إيصال مضمون الشرعة وجمالها، وينوع في أساليب خطاب البشرية ليفهمهم وهذا من جمال القرأن الكريم.