تختلف معايير الناس في تحديد القوة والحكم على الناس بالقوة، فهناك من يعتبر القوة قوة البدن والعضلات فيجزم بأن برامج المصارعة التي تطغى على الإعلام وبطل العالم فيها هو أقوى الرجال، لأنه استطاع أن يصرع غيره من الأقوياء، كما أن هناك من يرى أن أقوى الناس من كان كثير العلم لأنه بذلك يتحصل أسباب القوة، ومنهم من يرى القوة في المال والثروة والجاه لأنها أبعاد جعلت الناس يحبون صاحبها بل يكادون يتذللون من أجل أن يحوزوا منه شيئا، لكن هناك توصيف من النبي صلى الله عليه وسلم يختلف عن هذه التوصيفات، كما جاء في السنة النبوية في بيان هذا الأمر الهام، والسؤال الذي يطرح أحيانا في المناسبات، ويتكرر على شبكة الإنترنت.
من هو اقوى الناس
اقوى الناس من يمسك نفسه عند الغضب والمتوكل على الله، فهاتان الصفتان إذا ما توفرتا في شخصاً ما كان بهما أقوى الناس لكونه قادراً على التحكم في انفعالات وردود أفعاله في حالة الغضب كما أن التوكل على الله وجعل الشخص الله حسيبه ووكيله في كل الأمور تجعله قوي باستعانته بالله سبحانه وتعالى، وقد قال صلى الله عليه وسلم كما رواه أبو هريرة رضي الله عنه (ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) وروي عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون الرقوب فيكم قال قلنا الذي لا يولد له قال ليس ذاك بالرقوب ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا قال فما تعدون الصرعة فيكم قال قلنا الذي لا يصرعه الرجال قال ليس بذلك ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب.
خلق الغضب
الغضب هو من الأخلاق السيئة التي تفيض إلى إثارة النفس باحمرار الوجه والأوداج والانفعال الشديد والخروج عن الطبيعة، ولكن الغضب ليس مذموما في جميع الحالات فإن كان الغضب من أجل دنيا أو حظوظ نفس فهو المذموم، وإن كان من أجل انتهاك محارم الله أو فعل الحرام فهذا من الأخلاق المحمودة، وقد كان صلى الله عليه وسلم يغضب اذا انتهكت حرمات الله.