ذكر الله في القران الكريم خير الكتب المنزلة عن ليلة القدر وعظمتها (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) ولما عظمت هذه الليلة عظم قيامها فهي ليلة يستحب قيامها وعمل الطاعات خلالها حيث تعد خير ليالي رمضان وهي خير من ألف شهر، وقد جعل الله من حكمته شهر رمضان شهر الصيام خير الشهور على الإطلاق، وجعل خير أيامه العشر الأواخر منه.
وخير هذا الليالي العشر ليلة القدر التي فيها أنزل القران خير الكتب المنزلة، فإنه شهر القرآن وشهر تلاوته، فلا بد للإنسان المسلم من السعي لاغتنام هذا الشهر في تلاوة القرآن وتدبر آياته، وقد قال الله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وفي هذا الموضوع نبين كيف يقوم المسلم او المسلمة ليلة القدر.
ليلة القدر
لقد اعلم الله عباده بعظم هذه الليلة المباركة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد اخبار الصحابة رضي الله عنهم بها فخرج لهم فوجدهم يختصمون، فرفعت، ففي الحديث قال عُبادةُ بنُ الصامِتِ رضي الله عنه: خرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيُخبِرَنا بليلةِ القَدْرِ، فتَلاحى رجُلانِ من المُسلمينَ- (التَّلاحي: المُنازَعةُ والمُشاتَمَةُ)- فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خرَجْتُ لِأُخْبِرَكم بليلةِ القَدْرِ، فتلاحى فُلانٌ وفلانٌ فَرُفِعَتْ، وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم؛ فالْتَمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعة والخامسةِ». رواه البُخارِيُّ ، وهي كما يقول العلماء متنقلة في العشر الاواخر من رمضان ويستحب العبادة فيها.
كيف أقوم ليلة القدر
هذا السؤال من الأسئلة العظيمة لأنه عملي لاغتنام هذا الشهر المبارك، وعليه فكيف نقوم هذه الليلة الفاضلة؟ ويمكن القيام بذلك من خلال عدة نقاط:
- عقد النية على عبادة الله في هذه الليلة بالقيام وفعل الطاعات فالنية رأس العمل.
- شحذ الهمة باستحضار ثواب هذه الليلة المباركة.
- قراءة بعض صفحات القرأن الكريم في هذه الليلة.
- ذكر الله تعالى والدعاء بالخير.
- صلاة عدد من الركات اثنتين اثنتين وقراءة ما تيسر فيها.
نرجو من الله العلي القدير أن يعيننا على العبادة ونسأله الله أن يكتب لنا قيام هذه الليلة، وأن يوفقنا لاستغلال هذه الليلة من ليال رمضان الفضيل فيما ينفع ويعتق رقابنا من النار.