كيف نصلي صلاة ليلة القدر وكم عدد ركعاتها وموعدها، تحظى ليلة القدر على اهمية بالغة من المؤمنين لانها شهدت نزول اعظم الكتب السماوية وهو القران الكريم، الذي لا يغادر كبيرة او صغيرة الا واحصاها لعباده المخلصين/ وفي تلك الليلة المباركة يحضر فيها الله عزوجل من السماء قائلا يا عبادي هل من داعٍ استجب له، وهل من مستغفر لاغفر له، وسنتعرف خلال مقالنا لليوم على كيف نصلي صلاة ليلة القدر وكم عدد ركعاتها وموعدها.
موعد صلاة ليلة القدر
وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قيم ليلة القدر عظيم جدا عند الله سبحانه وتعالى، ولم يرد في السنة النبوية الشريفة او في ايات القران الكريم دليل جذري على موعد ليلة القدر لكنها في العشر الاواخر وفي الليالي الوترية، وسنتعرف على المزيد من المعلومات عن موعد صلاة ليلة القدر:
- كما سبق وأن ذكرنا، فلا يمكن للمسلم أن يعرف أيًا من الليالي الأواخر من شهر رمضان هي ليلة القدر.
- فيمكن أن تكون ليلة 21 رمضان أو ليلة 23 رمضان أو ليلة 25 رمضان أو ليلة 27 رمضان أو ليلة 29 رمضان.
- فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ؟ فَقَالَ : هِيَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ أَوْ فِي الْخَامِسَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ”.
- وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.
- فليلة القدر هي ليلة وترية، حيث قال عنها عليه الصلاة والسلام: “التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر”.
- وتبدأ ليلة القدر من بعد المغرب إلى قبيل صلاة الفجر، فيعتكف المسلم ويجتهد في عباداته، مثلما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- فعَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَصْرَةَ حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوِتْرُ، فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ رواه الإمام أحمد في “المسند” (39 / 271)، وصححه محققو المسند، وجوّد إسناده الحافظ ابن رجب في “فتح الباري” (9 / 146)، وصححه الألباني في “إرواء الغليل.
كيف نصلي صلاة ليلة القدر
يجب استغلال العشر الاواخر من شهر رمضان بالعبادة والطاعة والاكثار من الدعاء، وسنتعرف على كيف نصلى صلاة ليلة القدر المعروف انها قيام الليل:
- ليس هناك ما يُسمى بصلاة ليلة القدر، ولكنها صلاة قيام الليل التي يقوم بها المسلم لإحياء الليل في الليالي العشر وليلة القدر.
- وليس هناك فرقًا بين تلك الصلاة سواء كانت في المنزل أو في المسجد.
- وعن كيفية صلاتها؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها مثنى مثنى، فيسلم بين كل ركعتين، حتى يوتر بركعة.
- أي على المسلم أن يتوضأ ويستقبل القِبلة، ثم يصلي ركعتين ركعتين، أي يسلم بعد كل ركعتين، ثم يصلي ركعة الوتر.
- فعن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهما: “أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صلاةِ اللَّيل، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صلاةُ الليلِ مَثْنَى مثنَى، فإذا خشِيَ أحدُكم الصبحَ صلَّى ركعةً واحدةً، تُوتِر له ما قدْ صلَّى“
- وفي كل ركعة من ركعات صلاة قيام الليل في ليلة القدر وفي أي ليلة أخرى، يقرأ المصلي سورة الفاتحة، ثم يقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم، فيجوز أن يقرأ بعض من آيات الذكر الحكيم، أو يقرأ سورة قصيرة، أو سورة طويلة.
- وعند صلاة ركعتي الشفع؛ يقرأ الفاتحة، ثم يقرأ سورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الكافرون في الركعة الثانية.
- أما ركعة الوتر؛ فيبدأها المصلي بسورة الفاتحة، يعقبها سورة الإخلاص.
- واقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلى المسلم أن يطيل في سجوده مثلما كان يفعل عليه الصلاة والسلام.
- فقد قالت عائشة رضي الله عنها: ” أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلكَ صَلَاتَهُ – تَعْنِي باللَّيْلِ – فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِن ذلكَ قَدْرَ ما يَقْرَأُ أحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ”.
شاهد ايضا: صلاة التهجد في رمضان و في اي ليلة تبدأ صلاة القيام
صلاة ليلة القدر كم ركعة
الله تعالى فرض الصلاة لكن قيام الليل كونها من سنن رسول الله، وتتعدد الركعات على حسب المؤمن من بعد انتهاء صلاة العشاء حتى اذان الفجر:
- وعن عدد ركعات صلاة قيام الليل في ليلة القدر، فلم يذكر نص صريح من السُنة النبوية عن عدد معين من الركعات يلتزم به كل مسلم.
- ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قيام الليل في 11 ركعة، فقد قالت عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- عن كيفيّة صلاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في رمضان، فقالت: (ما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ، وَلَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاث”.
- وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ – وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ – إِلَى الْفَجْرِ، إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ، وَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلْإِقَامَةِ” رواه البخاري.
- ولقد اختلف أصحاب المذاهب الأربعة حول عدد ركعات صلاة الليل في ليلة القدر وذلك على النحو التالي:
- المالكية: رأوا أن قيام الليل يُصلى في 36 ركعة، ثم صلاة الوتر في 3 ركعات، ومن المندوب التسليم بين كل ركعتين، ويُكره الجلوس بعد كل ركعتين دون تسليم.
- الحنفية: رأوا أن قيام الليل يُصلى في 20 ركعة، ويُسلم بين كل ركعتين، ومن المستحب للمسلم أن يستريح بين كل 4 ركعات، فيسبح ويدعي.
- الحنابلة: رأوا أن عدد ركعاتها 20 ركعة يمكن زيادتها، ويُسلم فيها بعد كل ركعتين.
- الشافعية: قالوا أن صلاة الليل تُصلى في 20 ركعة، يسلم المصلي فيهن بعد كل ركعتين، ولا يجوز التسليم بعد 4 ركعات.
- ومما سبق يمكن القول أنه يسع للمسلم أن يصلي قيام الليل في ليلة القدر بأي عدد ركعات شاء، فلا تقل عن ركعة، ولا يوجد لها حد أقصى، ولكن من الأفضل ألا يشق على نفسه بأداء عدد كبير من الركعات بما يؤثر على خشوعه وتركيزه.
واخيرا وصلنا الى نهاية مقالنا لليوم الذي تناولنا الحديث عن كيف نصلي صلاة ليلة القدر وكم عدد ركعاتها وموعدها، علما بانه يحظى على مكانة عظيمة عند المؤمنين.