تشتهر الكثير من القصص في الحياة التي يعيشها الناس، ويتناقلونها جيلا بعد جيل، وقد تختلف الروايات ويزيد بعضها وينقص بعضها وتتعدد الطرق التي تروى بها، وقد يؤثر بعضها في أصل بنيانها ولا يؤثر آخر، وغيرها من الأمور التي تعد من الأمور التي يمكن إدراجها في الجوانب الطبيعية لسرد القصص، خاصة وأن هذا خاضع لبضع العوامل المتحكمة في ذلك ومن بين هذه العوامل، اختلاف الطبيعة الفكرية والتكوينية لمن ينقل القصة بعضهم عن بعض، ومن بين هذه القصص التي اشتهرت على شبكة الانترنت وذاع الحديث عنها، قصة طير شلوى الحقيقية، وهذه القصة لها اعتبار كبير عند المتابعين ويبحثون عنها باستمرار في محركات البحث، وفي هذا الموضوع نحاول التسهيل عليكم بوضع تفاصيل هذه القصة التي تعتبر من القصص الأساسية والمركزية التي لها جمهور عريض يتغنى بها، فتابعوا السطور التالية للتعرف عليها.
القصص الرمزية
القصص هي عبارة عن فن من فنون الكتابة مثل الشعر والنثر والخاطرة والروايات كذلك القصص ومنها القصيرة، وهي عبارة عن فن يتم فيه وضع شخصيات تتفاعل مع بعضها البعض ضمن نطاق بارز، يصلون في النهاية إلى أحداث وذروتها بحيث، يؤدون مع بعضهم البعض إلى حل العقدة الأساسية التي تقوم عليها القصة، وهذه الشخصيات من الممكن أن تكون رمزية مثل العصفور والحمامة والذئب والثعلب وهي تعبر عن واقع بشري حقيقي، لا يمكن للكاتب أن يعبر عنه فيذكره في نطاق الترميز وهذا ما يستخدمه الكتاب بكثرة.
قصة طير شلوى الحقيقية
تدور تفاصيل قصة طير شلوى الحقيقية ضمن أحداث تتلخص في وردت في كتاب يوثق لتاريخ منطقة الجوف والحياة الاجتماعية لسكانها بعنوان أوراق جوفية لمؤلفه معاشي بن ذوقان العطية. ومختصرها أن شابا اسمه محمد كان أبوه مقعدا طاعنا في السن طلب منه ذات يوم السعي في تزويجه، ثم عثر محمد على فتاة تسمى (شلوى)، وتقدم إلى أبيها الذي وافق ظناً منه أنه يريدها زوجة له. ولم يتراجع أبو شلوى لما علم أن الابن يريدها زوجة لأبيه. وتذهب القصة إلى أن الابن ساعد أباه (المقعد) وهيأ له الأمر في ليلة دخوله بشلوى وتأكد أنه باشر جماع الزوجة. وتسببت هذه المعاشرة بموت المسن.
ثم رحلت شلوى إلى أهلها. وبعد سنوات تجمع أفراد عشائر على مورد ماء، وكان محمد كلما مر عليهم صادف طفلا مع رجل يقسو عليه ويضربه دون شفقة، وشعر محمد بعاطفة غريبة تجاه الصغير مما جعله يبحث عن أهله ليخبرهم. ودُهش لما علم أن أم الولد هي شلوى التي أخبرته أنها تزوجت هذا الرجل القاسي بعد موت أبيه مباشرة مؤكدة أن الابن من صلب أبيه لكن زوجها الحالي يرفض الحقيقة. وتخلص القصة إلى أن محمداً والرجل ومعهم الطفل ذهبوا إلى أحد العوارف, وهؤلاء قديما هم رجال حكماء بمثابة القضاة يصبح حكمهم ملزما لمن يقصدهم في حل القضية. وكان العارف من قبيلة آل مرة استخدم فراسة إحدى بناته حيث طلب منها أن تأخذ الصغير ليساعدها في تجميع صغار الضأن وتراقب حركاته وسلوكه ولما عادت إلى أبيها قالت: (أشهد إنه ولد عود وبكر بنت!). والقصة طويلة تنتهي باستخدام العارف للحيلة والحكم بأن الصغير هو أخو محمد
ولا ينتهي المجال القصصي الذي يعد لونا من الألوان الفريدة التي يكثر الجمهور الخاص بها، لأن هذه القصص من الأنواع التي تشد ذهن القارئ أو المتابع وتجعله يمضي ضمن سياق متصل، الأحداث المتنوعة والفريدة الكثيرة وهذه قصة طير شلوى الحقيقية جزء منها.