جاء الإسلام العظيم شريعة مطهرة متوازنة وسطية من عد الله تبارك وتعالى ارتضاها لخلقه وهو يعلم أنها خير شرعة، وقد وضع الكليات الخمسة أو مقاصد الشريعة أو الضروريات الخمسة بمصلحها المعروف وهو حف الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ العرض أو النسل وحفظ المال، وجعل لكل انتهاك من الانتهاكات لهذه الحقوق زواجر، فجعل حد الردة بالقتل لمن ينتهك حرمة الدين، وجعل من قاتل النفس قصاصا، كما أنه جعل حدا للجلد لمن يسكر فيذهب عقله، وكذلك العرض الرجم والجلد، وأما المال فالقطع، وهذه زواجر لبقاء استمرار الحياة مستقرة، ومن بين المسائل الهامة حد يعرف بحد الحرابة وهو من الحدود التي بينها الإسلام وفصل فيها الفقهاء، ولا زال يطبق في المملكة العربية السعودية كما هي تصرح بذلك، مع اتهام المخالفين لحكمها بأنه حد يخضع لازدواجات الحكومة وفيه أضراب من الظلم.
حد الحرابة في الإسلام
وضع الإسلام حدا لمن يحارب الله ورسوله فقال (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) فبين ذلك وجعل أن من يتستر على هذا المحارب له جرم كبير، وفي الحديث ( لَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا) هذا الأمر كله جعل إقامة حد الحرابة من الأمور التي اضطرت لها الشرعة لأنه لا يزجر الفاعل إلا بذلك، لكن هذا في حال أن يكون هذا المحارب مفسد في الأرض يريد مثلا هدم شرائع الإسلام، أو قتل المسلمين وغير ذلك، أما من يريد أن تحكم الشريعة فيقاتل من منعها، أو يدافع عن الظلم فليس محارب، كما أن حد الحرابة في الإسلام يطبق على القوي والضعيف وليس الضعيف فقط.
كيف ينفذ حد الحرابة للخاطف في السعودية
في المملكة العربية السعودية يمكن أن يكون حد الحرابة تبعا لما يراه المفتون من القطع مثلا أو يقتلوا وهو الأغلب حيث يتم وضع الشخص وضربة بأداة حادة مثل السيف على رأسه ما يؤدي إلى قتله بقطع العنق، وهذا الأمر من الأمور التي أصبحت معهودة في المملكة العربية السعودية، لكن الأمر ليس متعلقا بطبيعة كيف يقام وإنما على من يقام، لأن هناك مؤسسات تشكك في من يستحق القتل وتقول إن بعض هذه الأحكام تنفذ في معارضي السلطة، ولكن الطريقة التي ينفذ بها الحكم ما ذكرناه، إلا إن ترخص بعض الشيوخ بفتوى قتل الشخص رميا بالرصاص وهو استثناء.
وتعتبر الحدود جزء معروف في الشريعة الإسلامية المطهرة لا يمكن نكرانه، وتنقسم الطوائف أمامه قسميي، فمنهم من يغالي في ذلك فلا يهتم لأمر الحد وإقامته هل تحققت الشروط وانتفت الموانع ليقيمه فيريد فقط أن ينفذ دون النظر في الحالة فلربما سرق جائع، وهناك من يريد إلغاء الحدود من الشرعة فلو توفرت الشروط وانتفت الموانع ولم يعد هناك عذر لا يريد أن يقيمها لأنه يشمئز منها وإن زعم بلسانه غير ذلك، والصنفان جاهلان، والتوسط نعمة.