إن الأدب منقبة ونعمة، وإن الشين أو القبح من نواقص الرجل، وإن الله كمل نبيه صلى الله عليه وسلم وقال في شأنه ( وإنك لعلى خلق عظيم) وقد كان هذا من فضله صلى الله عليه وسلم وجمال سيرته، وعليها يسيلا المشمرون، ويقتدي المؤمنون، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي أنه قال : (إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ “، ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر. أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، ومشربه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك؟!) ولذلك كان هناك جدول مخالفات الذوق العام.
مخالفة الذوق العام في السعودية
إن مخالفة الذوق العام أو السلوك السوي من نواقص الفطر وانتقاص النفس، وقد بين الإسلام أن هنالك ما يعرف “بخوارم المروءة” وهي مفهوم فقهي يدل على ما يأتي الرجل من النواقص والأفعال الخارجة عن عرف قومه ومخالفة للفطرة السوية دالة على نقصه، وكذلك الإصرار على خلق الفسق، وهذا من الشأن الذي يجعل الرجل في مؤخرة الناس ولا يؤبه له أو يقدم بل يترك في آخر الصفوف وهذا هو الشأن العام الخاص بهذا الأمر في المملكة العربية السعودية وله جدول معروف.
جدول مخالفات الذوق العام
في نهاية العام الماضي 2025 أقرت حكومة المملكة العربية السعودية قانونها الخاص بالذوق العام وهو جدول مخالفات الذوق العام، وما يستحق العقوبة ومن بين هذه المخالفات:
- الألفاظ النابية أو الأفعال المخلة بالأدب والحاق الضرر النفسي أو الجسدي بالأخرين.
- ارتداء الملابس الخادشة للحياء والمروءة ، أو المحرضة على النعرات ومخالفة للإسلام، أو الكتابة على المرافق العامة والجدران، أو التوزيع الوسائل الدعائية في الأماكن العامة.
- عدم استخدام الإضاءة المؤذية للعين وما في حكمها، وكذلك تجاوز الطوابير في الخدمات، وعدم شغل أماكن أصحاب الاحتياجات الخاصة، وتصوير الآخرين دون استئذان، أو تشغيل مكبرات الصوت أو الإيحاءات، أو إلقاء القاذورات في غير مكانها المخصص.
هذه الأفعال كلها تخضع ضمن جدول مخالفات الذوق العام الذي يعتبر من الجداول التي عليها الارتكاز في المملكة العربية السعودية وما صدر إلا من أجل الحفاظ على المملكة وضبطها بما يجعلها أكر حضارية ورقي في جميع جوانبها ومنها الذوق العام.