معنى كلمة التطبيع مع اليهود مما زاد البحث عنه في الآونة الأخيرة بعد الموجة الكبيرة من الأخذ والرد فقد أعلنت دولة الإمارات المتحدة تطبيع علاقاتها مع اليهود، فيما تترنح بعض الدول في المنطقة الخليجية نحو اتخاذ ذات الخطوة مع دولة اسرائيل، إلا أن الشعوب العربية والإسلامية تنظر إلى هذه الخطوة على أنها جريمة كبيرة، ويتكلم الكثير من المثقفين والكتاب والدعاة والشخصيات المشهورة عن خطورة هذا الأمر، بل والحرمة الشرعية الثابتة له، وعند النظر لهذا السجال الطويل فإن هناك من لا يعرف ما معنى كلمة التطبيع ويحتاج إلى تفصيل عن هذا المصطلح الذي كثر تداوله في وسائل الإعلام وصفحات الناشطين في الآونة الأخيرة.
معنى كلمة التطبيع مع اليهود
معنى كلمة التطبيع مع اليهود يدل دلالة واضحة على ( جعل العلاقة طبيعية) فمصطلح التطبيع على وزن تفعيل وهو مأخوذ من الطبيعة، أي عودة العلاقة إلى طبيعتها بعيداً عن التوتر الذي يمكن أن يشوبها في فترة من الفترات، وهذا يعني في النهاية الوصول إلى التالي:
- معنى كلمة التطبيع مع اليهود : أي جعل العلاقة بين الدولة المطبعة أو الفريق المطبع مع اليهود ودولتهم المحتلة لفلسطين علاقة طبيعية كأنهم لم يرتكبوا أي ذنب، وأن الواقع المعايش هو الحاكم أي أن لهم دولة مثل غيرهم وتجري العلاقة معهم مع انهاء أس صراع يدعوا إلى خروجهم من الأرض التي احتلوها أو يحملهم أي ذنب أو جريمة.
- يتعدد التطبيع فهناك تطبيع سياسي وثقافي وفكر وتطبيع اجتماعي وغيرها من الأنواع التي في النهاية تعني أن الطرفين صديقين وأن العلاقة بينهما علاقة طبيعية وهذا ما يعتبر من الخطورة الكبيرة.
تطبيع الامارات مع اليهود
في الشهر الماضي وحتى هذه الأيام لا زالت الصراعات بين النشطاء تزداد خاصة أن الشعوب تعتبر أن التطبيع جريمة لا يمكن اغتفارها، ولا تبريرها بأي شكل من الأِشكال وقد أقدمت دولة الإمارات المتحدة على إعلان تطبيعها مع دولة الاحتلال الاسرائيلي اليهود في خطوة غريبة عن الإجماع العربي والإسلامي المعروف، كما فتحت المجال للطيران الاسرائيلي للدخول إلى أراضيها، وقد عبر النشطاء من العالم العربي والإسلامي عن استيائهم الشديد من ذلك، واعتبروا أن هذه الخطوة خيانة لله وللرسول الذين بينوا أن فلسطين وما فيها أرض وقف للمسلمين، وأن المسجد الأقصى مرتبط بالعقيدة الإسلامية والمسجد الحرام وسورة الإسراء شاهدة على ذلك، كما اعتبروا أن ذلك بمثابة الخيانة لدماء الفلسطينيين التي سالت منذ ما يزيد عن 70 سنة وللإرث التاريخي منذ قديم الزمان، وهذا جزء من الحديث عن معنى كلمة التطبيع مع اليهود.
حكم الاسلام في التطبيع مع اليهود
أصدرت الكثير من الهيئات الشرعية ومجامع العلماء في الإسلام طوال السنوات الماضية الكثير من البيانات التي تبين أن التطبيع مع اليهود حرم شرعاً، وأن ذلك مخالف للنصوص الشرعية، وبينت بأن من يقارن التطبيع مع اليهود بالصلح الجائز في الإسلام مخطئ وأن المقارنة بعيدة.
- لأن الصلح في الشريعة الإسلامية مبني على أن مهادنة تجري بين طرف والطرف الكافر بمدة معلومة ضمن شروط معلومة لا ينقضوها، ولا يكون هذا العدو أصلاً قائما ً على باطل مثل احتلال أرض مسلمة، أما التطبيع فهو التماهي مع الطرف الآخر كلياً والتخلي ن القضية برمتها وأن اليهود خرموا العهد قبل البداية.
- في التطبيع مخالفة لله رسوله وتولي للكفار دون المسلمين، وجعل الأرض التي بين الله في سورة الإسراء أنها ستعود للمسلمين حقاً لها، وتخلي عن قضية فلسطين المظلومة، وجعل اليهود يتغولون في البلاد المطبعة ويستولون عليها كلياً بعد زمن وهذا من الظلم المبين.
- إن في التطبيع مع اليهود قلب للحقائق وجعل المجرم عادلا ًوالمظلوم جعله مجرم ومساواة للجلاد بالضحية، بل جعل الجلاد فوق الضحية، وفي ذلك ايقاف لشعيرة الجهاد العروفة في القرأن والسنة ضد اليهود، وتجريم لكل أشكال المقاومة التي شهدتها أرض فلسطين.
- من سلبيات التطبيع الفساد الخلقي وكذلك السلوكي والفكري الذي يمكن أن يترتب لدى الشعب المطبع بعد مدة من الزمان بسبب اختلاط الأجناس، كل ذلك من الحديث عن معنى كلمة التطبيع مع اليهود .
فتاوى العلماء في حرمة التطبيع مع اليهود
- فتوى علماء وقضاة وخطباء فلسطين الذي انعقد في القدس عام 1355هـ الموافق 1935م وأصدروا فتوى بحرمة بيع الأراضي الفلسطينية على اليهود، لأنه يحقق المقاصد الصهيونية في تهويد أرض فلسطين ، وأن من باع الأرض عالما بنتيجة ذلك راضيا به فهذا يستلزم الكفر والردة .
- فتوى علماء الأزهر عام 1366 هـ وأيضا عام 1367 هـ بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين.
- وفتوى علماء المؤتمر الدولي الإسلامي المنعقد في باكستان عام1388هـ ، 1968 م ،
- فتوى لجنة الفتوى في الأزهر الصادرة عام 1375 هـ بتحريم التطبيع مع اليهود .
- أصدر مجموعة من العلماء عام1409 هـ ، 1989 م ، بلغ عددهم ( 63 ) عالما من ثماني عشرة دولة فتوى بتحريم التنازل عن أي جزء من فلسطين .
- وأصدر مجموعة كبيرة جدا من علماء اليمن فتوى في تحريم التطبيع مع اليهود .
- وفتوى مؤتمر علماء فلسطين المنعقد في 1412 هـ أفتوا بحرمة المشاركة في مؤتمر مدريد وأفتوا أيضا بحرمة التطبيع مع اليهود ثم ذكروا الأدلة الشرعية في ذلك .
- ولا زالت في كل سنة تجتمع فيها روابط العلماء والشيوخ منذ احتلال فلسطين وحتى عامنا 2025م يؤكدون في الاجتماعات على حرمة التطبيع وأن من يسلكه خائن الله ورسوله والمؤمنين مرتد عن الإسلام لتوليه الكفار دون المسلمين.
التطبيع مع اليهود وفلسطين
معنى كلمة التطبيع مع اليهود يأخذنا للحديث عن الأرض التي قاتل أهلها خلال عقود من الزمان واستشهد الآلاف منهم بينما سجن الآلاف داخل الزنازين عند اليهود وأصيب الآلاف، ولا زال أبناء هذه الأرض يدافعون بقوة معتقدين أنهم حصناً لو كسر لن تقف أحلام اليهود عند فلسطين بل ستحتل الدول العربية الأخرى، وأن من كتبت عنهم بعض الكتب أنهم باعوا أرضهم لليهود فهم أفراد معدودين باعوها إما بوسيط لا يعلمون أنه يهودي، أو خائنون قلة منبوذين من المجموع الكلي، ولكن يبقى الحكم على جميع المسلمين (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)، وقول الله تعالى (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم)، فهم يعلمون أن هذه الآيات عامة للمسلمين ولكنهم لا ينتظرون من الجميع مساندتهم بالرغم من ذلك، لكنم يعبرون أنهم يكرهون أن يخذلهم أحد.
إن معنى كلمة التطبيع مع اليهود تظهر مدى الحالة الضعيفة التي يشهدها العالم العربي والإسلامي وعلو دولة إسرائيل في الوقت الحاضر وقوتها، وقدرتها على تطويع الحكومات التي كانت خصماً لها لصالحها وجعلها تقف أمام شعوبها تزين لهم حكم دولة إسرائيل، وتجعلهم يدافعون عنها بقوة أمام الشعوب المظلومة ومن يريد ذلك يشعر بالصعوبة بعد أن يجابه شعوباً لا يدري الكثير منهم تفاصيل ذلك إلا أنه يساند حكومته على قرارات لو تفمر فيها لوجد أنها غير صائبة ومن أشهرها التطبيع مع المحتل اليهودي.