من هو عبدالله الاغبري من الأكثر الأسئلة إلحاحاً في الصفحات اليمينة خلال الساعات الجارية والأيام الماضية، خاصة أن هذا السؤال التصق بقصة ذلك الشاب المؤثرة التي هزت أركان البلاد، وحركت الشعب للخروج في مظاهرات عارمة في ميدان السبعين باليمن، كما دفعت الكثير من المواقع الكبيرة للكتابة عن الحادث والتحليل عنها، بل بلغ الأمر بالوزارات السيادية في الدولة أن تتحدث عن القضية والتفاصيل، كما أصبح مادة أخذ ورد بين المملكة العربية السعودية، وبين حكومة صنعاء التي تتبع للحوثة وهي مكان ارتكاب الجريمة في دولة اليمن، فما تفاصيل الحادث، وما هي قصة عبدالله الاغبري وكم عمر عبدالله الاغبري وهل قبض على المجرمين.
من هو عبدالله الاغبري
هو شاب يمني يبلغ من العمر 24عاماً، من مواليد مدينة تعز بالجمهورية اليمينة التي تشهد حالة من عدم الاستقرار منذ سنوات، والصراع الدامي بين الحوثة الشيعة من طرف وبين عدد من الأطراف من التابعين للإمارات والسعودية وجماعات أخرى في البلاد، خلفت الكثير من القتلى والجرحى والأسرى بين الطرفين، إضافة إلى فايروس كورونا الذي دخل البلاد وزاد من المعاناة لدى أهلها، ولذلك كان من عبد الله الآتي:
- خرج الشاب اليمني عبدالله الأغبري من مدينة تعز متوجهاً إلى صنعاء عاصمة اليمن باحثاً عن لقمة العيش.
- عمل في أحد المحلات في مدينة صنعاء التي يحكمها لحوثة جماعة انصار الله الشيعية، وفي أثناء العمل اتهمه القائمون عليه بسرقة جوال.
- تعرض للتعذيب وقطع الوريد وقد صور فيديو لتعذيبه انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وهز المجتمع كله، وقد فارق الحياة على إثر هذا التعذيب في سبتمبر من 2025م.
- مما كتب أن له ابنة تبلغ 11عاماً في تعز كان يتشوق لرؤيتها ولكنه حرم بسبب ذلك، قالت مصادر أن سبب القتل ليس سرقة الجوال وإنما اطلاعه على معلومات للحوثة خطيرة أدت لقتله، ومنها ما وجد في الجوال ولا زالت تفاصيل كثرة مبهمة.
كم عمر عبد الله الاغبري
تشيرعددا ًمن التقارير بأن الشاب اليمني عبدالله الأغبري ولد في عام 1996عاماً، أي يبلغ من العمر 24عاماً، وأنه متزوج ولديه طفلة صغيرة تبلغ من العمر 11عاماً، وأنه كان يريد من سفره من تعز إلى صنعاء في الجمهورية اليمينة الحصول على عمل كريم يعيل به أسرته، التي تعني كغيرها من الأسر في اليمن من ضيق الحال بسبب الحروب والظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها هذه البلاد، وقد كان من أمره أن تعرض للتعذيب والقتل، وأصبحت قصة عبد الله الاغبري من قصص الرأي العام .
قصة قتل عبد الله الاغبري
وبعد أن عرفنا من هو عبدالله الاغبري نسوف لكم قصته حيث خرج عبدالله الأغبري من تعز إلى صنعاء للعمل، ولكنه أثناء عمله اتهمه القائمون عليه بسرقة الجوال الذي اختلفت التقارير عن المعلومات التي وجدت فيه، فبينما يشير القتلة المحسوبين على جماعة الحوثة المسيطرة على صنعاء أنها كانت عقاب لسرقة مجردة، يشير آخرون أن ذلك مرتبط بمعلومات تخص الشرف وأنهم كانوا يستغلون بهذا الجوال فتيات من أجل قادتهم من الحوثة ومعلومات خطيرة، قتلوه لأجلها، وقد تعرض كما يظهر من الفيديو لعدة أصناف من العذاب :
- بدأ خمسة من الأشخاص بضرب عبدالله الاغبر بسلك الكهرباء وتوجيه ضربات قاسية وشديدة له أدت لإنهاكه وإصابته بردود كبيرة.
- حاول المجرمون قطع وريد يده لتظهر العملية أنها انتحار منه، ولكن الأمر لم يأت كما يريدون.
- خرجوا به إلى عيادة من العيادات للعلاج فرفض صاحب العيادة أن يعالج شخص على مشارف الموت أو ميت بالأحرى دون معرفة قصته.
- انتقلوا به إلى مستشفى في صنعاء كان قد فارق الحياة بتعذيبهم، وقامت جماعة الحوثة في صنعاء بمتابعة القضية والقبض عليهم.
- أذاعت القناة الخاصة بالحوثة في صنعاء اعتراف الخمسة وأكدت أنهم سينالوا عقابهم، وقد خرجت مظاهرات عارمة في اليمن تطالب بالقصاص، فيما تخوف كثيرون من أن يتم إطلاق سراحهم لصلتهم القوية ونفوذهم لدى الحوثة.
القبض على قتلة عبد الله الأغبري
وقد أعلنت الداخلية التابعة لجماعة الحوثة في صنعاء عن إلقاء القبض على قتلة عبدالله الأغبري الشاب اليمني فيما أظهرت اعترافات القتلة، وقد أعلن 11 محامياً يميناً تطوعهم للدفاع عن قضية عبدالله الأغبري وتبنيها في وجه القتلة المجرمين، بينما أكد عدداً من المحامين أنهم منعوا من حضور التحقيقات مع المجرمين، في دلالة واضحة على اتجاه جماعة الحوثة في صنعاء نحو التخفيف عن القتلة، ومحاولة تبرئتهم وأن تذهب دماء هذا الشاب اليمني سدى دون أن يأخذ القانون الحق من القتلة الخمسة، أو يكشف عن التفاصيل الكاملة والدوافع خلف فعلتهم، التي يشتبه أن يكون فيها عمل لمن هم أكبر منهم من قادة الحوثة ومشاركتهم في أعمال غير مشروعة وغير أخلاقية وهي ما اطلع عليه الأغبري في نهاية حياته.
فيديو تعذيب عبدالله الاغبري
ظهر استفسار من المتابعين لهذه الحادثة عن بعد، كيف تسرب التصوير لتعذيب الضحية، وكيف انتشر ليصبح الوسم الأول في اليمن، بل تتسع القصة من نطاق جمهورية اليمن لتدخل غلى الدول الأخرى مثل المملكة العربية السعودية والوطن العربي، فهل وجدت الشرطة الحوثية الفيديو في جوالات المجرمين، أم أن أحدهم نشر هذا الفيديو متفاخراً، أم ماذا؟! إن ما لا يدركه الكثيرون أن أحد المحال القريبة من هذا المكان يوجد فيها كاميرا وقد التقطت هذه الكاميرا مشاهد تعذيب عبد الله الأغبري الوحشية، لتخرج المادة من طور المحدودية في نطاق ضيق إلى فضاء الإنترنت ليشاهده كل واحد يريد أن يتفاعل مع هذا الحدث، الذي أخرج المظاهرات في البلاد والتي لا تخرج إلا في الأحداث الكبيرة للغاية، كما صار سؤال الجميع من هو عبدالله الاغبري .
تفاعل النشطاء عبدالله الاغبري
بعد أن انتشر وسم عبدالله الأغبري والقصة المؤثرة عنه بدأ النشطاء في جمهورية اليمن الكتابة عن القصة والتفاعل مع الفيديو المحزن المنشور في مواقع التواصل الإجتماعي، وقد كانت الكثير من الكلمات تعبر عن الغضب اليمني، وبعضها تجد فيه الحزن الشديد على هذا الشاب، ومن هذه التغريدات:
- كتب سليمان النواب : ” مقطع آخر يفتت الأكباد ، ويبكي له كل إنسان سوي ،مافعله هؤلاء القتله شيئ لايعقل ، ولكن الله فضحهم وعلى رؤوس الأشهاد “
- كتبت لينا اليافعي : ” آخر محادثه للمغدور به عبد الله الأغبري مع احد اصدقائه يكشف فيها عن 128 حالة اغتصاب مصوره في محل السباعي لبيع الجوالات ،وان العصابه يشارك فيها العشرات وانها اكبر مما نتصور “
- كتبت الهنوف الآتي : ” اذا تعطل جوالك وفيه صور لاتصلحيه خذي بداله ولاتودفي وتسلميه لمهندس لأنه مافيش لاذمه ولاضمير واعتبرو من قصة البنات اللي مات بسببهم عبد الله الاغبري عندما بلغ على السباعي وعصابته اللي يستغلو صور البنات بعد ما ينسخو كل شي من جوالاتهم قاموا بالانتقام منه بموته شنيعه تقشعر لها الأبدان.
- كتبت جين الأحمد “هذا هو سبب استشهاد البطل عبد الله قائد الاغبري الشهيد الغيور الذي تفتخر النساء في ان تلد مثل هذا البطل ،ولا يسعنا الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم والى جنة الخلد يا عبدالله.. وللصوره حكايه مؤلمه”
- وكتب خالد الصبري : “ياترى ماذا كان عبد الله الاغبري يتخيل انه يحتضن حينها .. إبنته التي لم يتجاوز عمرها ١١ شهرا ولن يراها ثانية..ام والدته لتسمع نحيب ضلوعه المطحونه وتمنحه الأمان. ام وطنه الذي غادره الأمان الى المجهول .. مرعبة وموحشة لحظات الخوف والبحث عن ملاذ ولو كان جدارا او قطعة اسفنج .. يتبع “.
من هو عبدالله الاغبري تفاصيل سيرة لشخص راح ضحية الإجرام، ومن يزور هاشتاق #عبدالله_الاغبري_قضية_رأي_عام أو #مطلبنا_القصاص_للمغدور_الاغبري أو #عبدالله_الاغبري حيث تفاعل النشطاء مع القصة يعلم أن هناك اشخاص لا يعرفون حتى معنى الإنسانية ولا يقيمون لوازع الشرع أو الطبع وزناً أو قيمة.