موضوع عن سورة الكافرون مختصر كيف يمكن أن نحقق ذلك عند الحديث عن سورة عظيمة من كتاب الله تتعالى تتحدث عن الكثير من المعاني العظيمة، بل والأصول الجامعة ففيها توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة، وفيها الولاء والبراء، وفيها المفاصلة بين دين الإسلام وغيره من الأديان الباطلة التي لن تقبل عند الله تعالى، ولهذا كان القرأن صريحاً في ذلك فقد قال الله تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وهذا مما جاءت سرة الكافرون معززة ذات المعنى ومؤكدة عليه.
معلومات عن سورة الكافرون
تعد سورة الكافرون من السر المكية التي نزلت في بداية سور القرأن، وترتيبها في المصحف 109 وهي من السور القصيرة فعدد آياتها ست آيات فقط، وقد نزلت هذه السرة بعد سورة الماعون، وقد جاءت الكثير من الأدلة المبينة فضل هذه السورة العظيمة من سور القرأن الكريم ومن ذلك:
- عن نَوفلٍ بن فروة الأشجعي، أن النبي قال لنوفل: اقرأْ “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ”، ثُمَّ نَم عَلَى خاتِمَتِها؛ فإنها براءةٌ من الشركِ ، ( فهي براءة من الشرك).
- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون (تعدل ربع القرآن عند قراءتها).
سبب نزول سورة الكافرون
لا يتم موضوع عن سورة الكافرون مختصر كاملاً، حتى يتم تناول فيه أسباب نزول هذه السورة ويمكن تلخيص ذلك في الآتي:
ورد في سبب نزول سورة الكافرون ما ذكر ابن عباس رضي الله عنه بأن جاء الرسول عليه السلام نفر من قريش، ووعدوه بأن يقدموا له أموال كثيرة حتّى يصبح أغنى رجل فيهم، وبأن ينكحوه ما يطلب من النساء، وأن يصلوه ويودوه، بشرط أن يتوقّف عليه السلام ومن اتبعه من المسلمين عن سب آلهتهم وذكرها بالسوء، وحين رفض الرسول عليه السلام أموالهم ونسائهم قدموا له عرضاً آخر للإصلاح فيما بينهم، وهي أن يعبد كفار مكّة ومعهم رسول الله عليه السلام والمسلمون آلهتهم أي اللات والعزة لعام كامل، ثمّ يعبدون إله محمد عليه السلام أي الله عزّ وجلّ للعام الذي يليه، فإن وجدوا ما هم عليه خير بقوا عليه، وإن وجدوا دين محمد خير التزموا به، ورداً على ذلك أنزل الله تعالى وحيه جبريل عليه السلام إلى الرسول الكريم ليتلو عليه آيات سورة الكافرون.
تفسير سورة الكافرون
وفي طيات الكتابة في موضوع عن سورة الكافرون مختصر نحاول أن نتمم جوانب هذا الموضوع وذلك من خلال عددٍ من الزوايا، ومن بينها ماذا قال أهل التفسير في تأويل سورة الكافرون (قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين ) وقد جاء التفسير كالآتي:
- قال الطبري رحمه الله تعالى : “أن الله عزوجل يخبر النبي الكريم أن يقول للكافرين الذين سألوه عن عبادة آلهتهم سنة، على أن يعبدوا إلهه سنة، أن لا يقبل بذلك، وييئسهم من طمعهم، وأنه مرفوض لا محالة؛ لأنه أيقن من كفرهم وشركهم”.
- قال القرطبي رحمه الله تعالى : ” كان الرسول – عليه السلام – يعتمدهم في ناديهم ، فيقول لهم : يأيها الكافرون . وهو يعلم أنهم يغضبون من أن ينسبوا إلى الكفر ، ويدخلوا في جملة أهله إلا وهو محروس ممنوع من أن تنبسط عليه منهم يد ، أو تقع به من جهتهم أذية . فمن لم يقرأ : قل يأيها الكافرون ، كما أنزلها الله ، أسقط آية لرسول الله – صلى الله عليه وسلم وسبيل أهل الإسلام ألا يسارعوا إلى مثلها ، ولا يعتمدوا نبيهم باختزال الفضائل عنه ، التي منحه الله إياها ، وشرفه بها “.
- قال السعدي رحمه الله تعالى ” رسول الله يخاطب الذين كفروا بالله ورسوله أنه لا يعبد ما تعبدون أيها الكفار من الأصنام والآلهة المزيفة، وأنهم لا يعبدون ما يعبد النبي عليه السلام من إله واحد مستحق للعبادة، حتى في المستقبل البعيد، فلكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه، ولي ديني الذي لا أتبع غيره”.
- قال ابن كثير رحمه الله : “هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون وهي آمرة بالإخلاص فيه فقوله ” قل يا أيها الكافرون ” يشمل كل كافر على وجه الأرض ولكن المواجهون بهذا الخطاب هم كفار قريش وقيل إنهم من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة ويعبدون معبوده سنة فأنزل الله هذه السورة وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية” .
- تفسير الظلال لسيد قطب: “فقد تكلم المفسّر بأنّ المشركين وجدوا حلقة الوصل بينهم وبين النّبي الكريم في عبادة الله مع اعترافهم بوجود آلهة أخرى معه، وأنّ مسافة التّواصل قد قصرت بينهم وبين الرّسول عليه السّلام، فأرادوا الشّراكة في العبادة، فجاءت السّورة بكل أساليب النّفي، والجزم، والتّوكيد لتوضيح معالم التّوحيد الذي لا يقبل المساومة، ولا التّنازل”.
إن هذا القران العظيم لا ينتهي الحديث عنه وإنه لم يأت يكذب بعضه بعضاً بل يصدق بعضه بعضاً، وهذا التفصيل في هذه السورة مما يدلل على ذلك وكتابتنا موضوع عن سورة الكافرون مختصر تزيد اليقين لدينا بأن هذا الكتاب معجزة خالدة من الله تعالى.