لماذا سميت سورة الرعد بهذا الاسم ، مما لاشك فيه أن الله انزل القرآن الكريم على سيدنا محمد لهداية الناس ،فهنا سورة الرعد سورة من السور المثاني، عدد اياتها ٤٣ آية، ترتيبها بين السور الثالث عشر ،واقعة في الحزب الخامس والعشرون السادس والعشرون، نزلت بعد سورة محمد .
سورة الرعد مكية أم مدنية ؟
تعتبر سورة الرعد من السور المدنية حيث أنزل الله تعالى الوحي جبريل بكلمات هذه السورة على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة المنورة .
أسباب نزول سورة الرعد :
نزلت آيات سورة الرعد في عدة مواقف منها :
_عندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أحد أسياد العرب ليدعوه إلى الاسلام، حيث روي عن أنس بن مالك : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعث رجلا مرة إلى رجل من فراعنة العرب ، فقال : ” اذهب فادعه لي “، فقال : يا رسول الله ، إنه أعتى من ذلك، قال : ” اذهب فادعه لي “، قال : فذهب إليه ، فقال : يدعوك رسول الله، قال : وما الله ؟ أمن ذهب هو أو من فضة أو من نحاس ؟ قال: فرجع إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخبره، وقال : قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك ، قال لي كذا وكذا . فقال : ” ارجع إليه الثانية فادعه ” ، فرجع إليه، فأعاد عليه مثل الكلام الأول، فرجع إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبره ، فقال : ” ارجع إليه “، فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام، فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه، فأنزل الله تعالى: (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال).
_وقال المفسرون أنها نزلت في صلح الحديبية عندما أراد الرسول كتابة الصلح مع الكفار أن يبدؤوا بكتابة بسم الله الرحمن الرحيم فاعترض سهيل بن عمران ومن معه وقال ما عرفنا الرحمن الا صاحب اليمامة يقصد مسيلمة الكذاب فقال اكتب: باسمك اللهم ،كما اعتادوا في الجاهلية فأنزل الله تعالى كما روى ابن عباس في رواية الضحاك نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي :(اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالوا وَمَا الرَّحْمَنُ أنَسْجُدُ لِمَا تَأمُرُنَا )الآية فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال (قل لهم الرحمن الذي أنكرتم معرفته هو ربي لا إله إلا هو) .
_– وفي الآية ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كَذَّبَ بِهَا الأولون )والآية (وَلَو أَنْ قُرْأنًا سُيَّرتْ بِهِ الجِبالُ )، عندما جاء نفر من كفار قريش إلى رسول صلى الله عليه وسلم وأرادوا أن يثبت لهم أنه نبي من عند الله بأن يحيي لهم الموتى كما فعل سيدنا عيسى ، وان يفجر لهم العيون من بين الصخر كما فعل سيدنا موسى ،فقال الرسول لهم بعدما نزل عليه الوحي (والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيّرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم إنه معذبكم عذابا لا يعذبه أحد من العالمين)، ونزلت الآيات الكريمة.
لماذا سميت سورة الرعد بهذا الاسم؟
سميت سورة الرعد بهذا الاسم لأنها تحدثت عن ظاهرة عجيبة تجلت فيها قدرة الله في الجمع بين نقيضين ،فالرعد يحمل في ظاهرة مظاهر الخوف الرعب ،وفي باطنه الرحمة والخير بنزول الأمطار من السحاب ، فالماء يحمل الحياة لجميع المخلوقات قال تعالى (وجعلنا من الماء كل شئ حي ) ،والصواعق دليل على الفناء والهلاك ، وبهذا جمع الله سبحانه وتعالى بين نقيضين في سورة واحدة ، قال تعالى: “ويسبِّح الرَّعدُ بحمدِهِ والملائكة من خيفتِهِ”.
فضل سورة الرعد :
روي عن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال “من قرأ هذه السورة كان له من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى ، وكل سحاب يكون ويبعث يوم القيامة من الموفين بعهد اللّه ، ومن كتبها وعلّقها في ليلة مظلمة بعد صلاة العشاء الآخرة على ضوء نار ، وجعلها من ساعته على باب سلطان جائر وظالم ، هلك وزال ملكه”.
وتعتبرسورة الرعد بمثابة رسالة من الله تعالى تصديقاً وتأكيداً لرسوله الكريم على صدق رسالته، وكذب بها الله المشركين في ادعائهم واتهامهم للرسول بالسحر والافتراء وغير ذلك ،كما أنها اشتملت على أركان العقيدة .
وبهذا نختم مقالنا سائلين المولى عز وجل التوفيق والسداد.