هل يجوز زيارة مدائن صالح للسياحة؟ قد ورد عن النبي صل الله عليه وسلم أنه نهى المسلمون عن دخولهم إلى أماكن عذاب الأقوام السابقين ، أو المرور بها ، إلا أن يكونوا باكين خوفاً من العذاب ، خاشعين لله عز وجل ، وورد فيما روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أنه قال صل الله عليه وسلم : ( لا تدخلوا على هؤلاء المُعَذّبين إلا أن تكونوا باكين لئلا يصيبكم ما أصابهم) ، ولما مَرَّ عليهم أسرع عليه الصلاة والسلام فقَنَّع رأسه، حيث نهى الرسول صل الله عليه وسلم أصحابه عندما مروا بالحجر ديار ثمود عند توجههم إلى تبوك ، كما ثبت أنه صل الله عليه وسلم أمرهم بإهراق الماء الذي استقوه من أرض ثمود إلا ما أخذوه من بئر ناقة صالح ، وأمرهم بإلقاء العجين.
كيف أهلك الله قوم ثمود؟
كيف أهلك الله قوم ثمود؟ بداية نتحدث كيف أرسل الله النبي صالح عليه السلام إلى قوم ثمود، الذين آتاهم الله قوة وبأساً شديدين ،حيث كانوا يقطعون الصخر وينحتون الجبال ويتخذونها بيوتًا ، وأرسل معه آية بينة مبصرة على صدق نبوته، وهي الناقة فلم يصدقوه، واستهزءوا بعذاب الله فقتلوا الناقة ، فأنزل الله عليهم عقابه بما أخبر في كتابه، كيف أهلك الله قوم ثمود؟ بعد أن كذبوا نبي الله صالح ، أمهلهم صالح عليه السلام ثلاثة أيام ليرجعوا عما هم فيه ، فحل بهم بعدها عذاب الله وانتقامه ، قال تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِين ) و تعنى (الرجفة) هنا الصيحة التي حركتهم وزعزعتهم للهلاك، كيف أهلك الله قوم ثمود؟ أهلكت ثمود بالصيحة، فيما ذكر أهل العلم، كما قال تعالى في كتابه: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِر) ، وقال تعالى: ( فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَة) ، أي الصيحة التي فاقت كل الصيحات ،فكان عذابهم بالصيحة ( فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِين) ، جاثمين هنا بمعنى : صرعى لا أرواح فيهم وكانوا ( كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِر ) و هو المرعى في الصحراء حين ييبس ويحرق وتنسفه الريح.
هل يجوز زيارة مدائن صالح للسياحة؟
هل يجوز زيارة مدائن صالح للسياحة؟ أمرنا الله عز وجل أن نسير في الأرض ونعتبر من أحوال الأقوام الذين سبقونا ممن كذبوا رسل الله ، وماحل بهم من العذاب والهلاك ، هناك آيات تبين ذلك :
- قال عز وجل عن مكان عذاب قرية لوط التي أمطرها الله مطر السوء: (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ – وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُون).
- وقال عز وجل : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا) ، أي أولم يسر هؤلاء الغافلون عن الآخرة المكذبون بآيات الله ورسله ،من قريش في البلاد التي يسلكونها تجارًا، فينظروا إلى آثار عاقبة الله في الأمم المكذّبة من قبلهم ، كيف كان عاقبة أمرهم في تكذيبهم لرسل الله.
- كما قال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين).
فهل يجوز زيارة مدائن صالح للسياحة؟
فهل يجوز زيارة مدائن صالح للسياحة؟ وقد ورد النهي عن دخول الناس إلى ديار قوم ثمود على وجه الخصوص وذلك كما بين لنا الرسول صل الله عليه وسلم :
• عن ابن عمر رضي الله عنهما : “أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود، فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهرقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة” (البخاري 3379 ، مسلم 2981)
• و عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم لما مر بحجر قوم ثمود قال: ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين ) ، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي. (البخاري 4419 ، مسلم 2980) ، ومعنى تقنع هنا : أي تستر بردائه.
تحدثنا فيما سبق عن قوم ثمود من هم وكيف أهلكهم الله بالصيحة ، لتكذيبهم نبي الله صالح ، وعقر الناقة التي أرسلها الله معه آية لتبرهن على صدقه ، والعديد يتساءل : هل يجوز زيارة مدائن صالح للسياحة؟ فقد أصدر العلماء فتوى بعدم جواز زيارة مدائن صالح للسياحة ، وذلك كما نهانا نبينا الكريم صل الله عليه وسلم ، وماذكره القرآن الكريم في آياته الحكيمة .