قارن بين أنواع الشركات من حيث تحمل الخسارة؟ظهرت أول الشركات بمعناها المعروف حالياً في العهد البابلي ، ولكن لم يتم تنظيمها وضبطها إلا في القرن الثاني عشر الميلادي، لكن الشركات في الفقه الإسلامي حظيت باهتمام منقطع النظير وتنظيم لا مثيل له، وذلك في القرن الأول الهجري ( القرن السابع الميلادي )، ونجد أن العديد من أساليب التنظيم للشركات وردت في مؤلفات علماء الفقه الإسلامي، وتحدثوا فيها عن شروط صحة الشركات وأسباب بطلانها.
أنواع الشركات في الفقه الإسلامي
أنواع الشركات في الفقه الإسلامي، وضع لها علماء الفقه أبواباً مستقلة في مؤلفاتهم، وتحدثوا فيها عن الشركات وكل ما يتعلق بها. وهنا نذكر أنواع الشركات في الفقه الإسلامي :
- شركة الملك (أملاك):
وفيها يتملك أكثر من شخص عينا من غير عقد. وهي نوعان :
- شركة اختيار: وفيها شراكة بفعل الشركاء وإرادتهم، كاشتراك اثنين أو أكثر في شراء شئ معين أوقبول اثنين فأكثر لوصية أو هبة، فيكون الموصى به، والموهوب ملكا لهم على سبيل المشاركة.
- شركة جبر: وهي التي تنشأ من غير فعل الشركاء أو إرادتهم، كالشراكة في الإرث بين الورثة.
- تعريف شركة العقد :
وهي التي تنشأ بعقد بين اثنين أو أكثر، ويحدد العقد نوع الشركة التي يختارونها من بين الخمس شركات:
- شركة المضاربة: وتعرف أيضاً بالقراض وهي عقد مشاركة بين طرفين يمنح
أحدهما مبلغا من المال(رب المال)، للطرف الآخر بشرط العمل فيه (المضارب)، ومن ثم يتشاركا في الربح الناتج من المال، ومن شروط صحتها أن يكون رأس المال نقدا ومعلوما، وأن يكون هناك اتفاق على تقسيم الربح معلوما بالنسبة . - شركة العنان: وهي عقد بين اثنين أو أكثر يدفع بموجبه كل منهم مقدارا محددا من المال ليتاجروا به ويكون لهم الربح وعليهم الخسارة، ولا يشترط فيها المساواة في مبلغ المال، ولا في التصرف، ولا في الربح.
- شركة الأعمال (الأبدان): وتعرف أيضا باسم شركة الصنائع، وهي اتفاق عن تراضي بين اثنين أو أكثر من أرباب المهن أو الصنائع أو الحرف، على الاشتراك في عمل معين وتقاسم الأجر بينهم بنسبة يتم التفاق عليها بينهم وليس لهذه الشركة رأس مال (نقدي)، بل رأس مالها عيني يتمثل في الأدوات التي تستخدم في الشركة، وتقوم عادة بين أصحاب الحرف مثل: النجارين والخياطين والحدادين والصاغة وغيرهم من المحترفين ولا يشترط فيها توحيد الحرفة بين الحرفيين ولا أن يعملوا مجتمعين .
- شركة الوجوه: وهي عبارة عن عقد بين اثنين فأكثر حيث يشتركون في شئ يشترى ويباع حيث يشترون بأجل، بضمان وجاهتهم وسمعتهم، ثم يبيعون نقدا فيكون لهم الربح وعليهم الخسارة بنسبة ما يشتريه كل واحد منهم، ويقوم هذا النوع من الشركات على ثقة التجار بالشركاء.
- شركة المفاوضة: المفاوضة هنا تعني المساواة، وهي شركة تقوم على مبدأ التساوي بين الشركاء في رأس المال و الدين و التصرف و الربح .
تحدثنا في مقالنا هذا عن أنواع الشركات في الفقه الإسلامي، وأجبنا عن السؤال الفقهي:قارن بين أنواع الشركات من حيث تحمل الخسارة؟ وذكرنا أنواع الشركات التي يستطيع الإنسان المسلم أن يستثمر أمواله وينميها فيها، وهو بمأمن من ارتكاب أي معصية أو مخالفة لتعاليم الدين وأوامر الله عز وجل، والابتعاد عما حرمه الله.