صرف نوع من انواع العبادة لغير الله، الهدف الأساسي لوجود الإنسان هو عبادة الله وحده لا شريك له، فالعبادة هي أي عمل صالح يقوم به العبد بغية التقرب الى الله، ويعبر به عن خضوعه وإجلاله لله، والعبادات كثر كالصلاة والزكاة وبر الوالدين والحج وإماطة الأذى عن الطريق والأمانة وغيرها الكثير، فكل عمل صالح صغيراً أم كبيراً يعتبر عبادة شرط أن يكون لوجه الله وبغية التقرب منه، وأعظم عبادة يتقرب بها العبد من ربه هي عبادة الله وحده لا شريك له من غير رياء ولا تكبر، فما حكم صرف نوع من انواع العبادو لغير الله؟ هذا ما سنجيب عليه في مقالنا.
مفهوم العبادة
قال الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، خلق الله سبحانه وتعالى الانسان لهدف أساسي وهو عبادة الله وحده لا شريك له، فالعبادة في المفهوم الديني هي كل عمل صالح يقوم به العبد صغر أم كبر، يبتغي به وجه الله، متقرباً به لله، معبراً به عن خضوعه وإجلاله لله فهو عبادة، كالصلاة والزكاة والدعاء والإستغفار والتسبيح وبر الوالدين وغيرها الكثير الكثير.
أنواع العبادة في الإسلام
أباح الله لعباده الكثير من العبادات التي تقربهم منه، ويكتب لهم بها الحسنات، لتكون رصيداً لهم لينالوا رضا الله، ويفوزوا بالجنة، ومن أنواع العبادات:
- عبادة قلبية: تتجلى هذه العبادة في توحيد الله والإخلاص له، وذلك بالحب والخوف والرهبة والخضوع والإذلال لله.
- عبادة بدنية: وهي كل ما يقوم به العبد ويكون فيه مجهود بدني كالصلاة، والصوم، والجهاد، والحج وغيرها.
- عبادة باللسان: وهو كل عمل ينطق به العبد بلسانه بغية التقرب الى الله، كنطق الشهادتين، وتلاوة القرآن، والدعاء، والتسبيح والإستغفار والتهليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها.
- عبادة مالية: وتتجلى بالإنفاق في سبيل الله من زكاة وصدقات يخرجها العبد للفقراء والمحتاجين لوجهه الكريم.
صرف نوع من انواع العبادة لغير الله
يتقرب العبد من الله بأعماله الصالحة بغية رضا الله عنه، فالعبد الصالح يحارب شهواته ويبتعد عن المعاصي، ويفعل الاعمال التي يحبها الله ويرضى عنها، وصرف نوع من انواع العبادة لغير الله فهو شرك أكبر، يخرج به العبد من الإسلام، فالشرك الأكبر هو صرف عبادة من انواع العبادة لغير الله كالاستعانة بالأموات أو الجن والنذر لهم، والذبح لغير الله وغيرها من الأمور، فقد قال الله تعالى(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ)، وهذا دليل آخر في قوله تعالى (وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرْهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ ٱلْكَٰفِرُونَ)
العبادة لله جهاد للنفس بترك المعاصى والشهوات، والتوجه لله بالأعمال الصالحة بغية التقرب منه، وصرف نوع من انواع العبادة لغير الله يعتبر شرك أكبر وخروج من ملة المسلمين.