من مظاهر شكر النعم، إن النعم التي وهبنا إياها رب الكون لا تعد ولا تحصى، فخلق الله لنا آدم عليه السلام، وخلق من ضلعه حواء لتكون له الجزء المكمل والطيب لتبدأ رحلة الحياة، ونزولهما إلى الأرض لعمار الأرض، بالزواج والتناسل بين البشر، وجعلنا قبائل لنتعارف، ووهبنا من العمر لنعيشه في طاعته، ويغفر لنا ذنوبنا في كل مرة نعصيه فيها، جل الله في علاه، ومن غيره يتوجب علينا تقديم بعض من مظاهر شكر النعم، أفلا يستحق رب هذا الجسد المنظم بقلبه الذي يدق فلا يتوقف، لتبقى على قيد الحياة، فتنام أنت وهو سبحانه وتعالى لا يغفل ولا ينام ويبقى قلبك ينبض بالحياة، إلى أن يشاء الله له أن يتوقف، أفلا الحمد والشكر له في كل ثانية ورمشة عين، بلى تعالى الله عما يصفون، له الحمد عدد ما ذكره الذاكرون، ربي تستحق من مظاهر شكر النعم التي نعجز ولن نبلغ قدر إنعامك علينا، ربي أوزعني شكر نعمك التي أنعمت علي وعلى والدي، ( قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ )، وسنتحدث في مقالنا هذا عن من مظاهر شكر النعم.
من مظاهر شكر النعم
من مظاهر شكر النعم، لقد من الله علينا بالعديد من النعم في هذه الحياة الدنيا، وأهمها ولادتنا وقدومنا إلى هذه الدنيا، والعديد من النعم التي يتوجب علينا أن نديم الحمد لله والشكر له في كل ثانية نحياها في طاعته، وتتعدد مظاهر شكر الله على وهي واجبة على كل مسلم، فقد منحنا الله الوجود على هذه الأرض، من مظاهر شكر النعم ذكر هذه النعم وأعظم نعمة من الله بها علينا أنه خلقنا وجعلنا مسلمين موحدين، ندعو باسمه الأعظم في كل وقت وكل حين، ومن مظاهر شكر النعم كثرة الحمد والشُكر، والامتنان لله سبحانه وتعالى على كل نعمه، وعلى فضله الكبير علينا مهما بلغنا في هذه الحياة من مكانة، من مظاهر شكر النعم الاعتراف بأنه مهما بلغنا من العلم، فهذا كله فضل من الله ونعم تستحق الشكر، وتستوجب الحمد لله سبحانه وتعالى.
مظاهر نعم الله الواسعة
مظاهر نعم الله الواسعة علينا كثيرة، قال سبحانه وتعالى في مُحكم آياته:” وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها “، فالإسلام أعظم نعمة منّ الله علينا بها، فالحمد لله الذي هدانا وجعلنا مسلمين، من مظاهر نعم الله الواسعة الهواء الذي نتنفس نعمة من الله، والروح التي تخفق هي نعمة من الله، ومن مظاهر نعمة الله ورزقه أن يسرنا لأن لشكر النعم، فحتى الشُكر نعمة والحمد نعمة، وهما فضلٌ من الله سبحانه وتعالى وتوفيق لتمام العبادة، ففي أهم ركن نشكر الله سبحانه وتعالى، ففي الصلاة عمود الدين نقول سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد والشُكر، ونأخذ منها قاعدة في هذه الحياة وهي أن الله يسمع من يحمده ويشكره، فلنشكر الله على فضله ونعمه ونطلب منه ما نريد بتضرع وخشوع ويقين بالإجابة، فقد سمع الله لمن حمده.
من طرق شكر الله على نعمه
من طرق شُكر الله على نعمه، علينا شكر الله على نعمه قولاً وفعلاً، فالحفاظ على النعم التي أنعمها الله علينا من أهم الطرق التي نشكر بها الله سبحانه وتعالى على تلك النعم، ومن الأمور الواجبة والتي تدل على الشُكر والامتنان لله سبحانه وتعالى، ومن طرق شكر الله على نعمه، ومن مظاهر شكر النعم:
- قول الحمد لله حمداً طيباً باللسان والجوارح تُدركها تمام الإدراك.
- سجود سجدة الشكر عند كل نعمة تحل بنا.
- المُداومة على الصلاة في وقتها، ففي كل ركعة شكرٌ وحمد، والمواظبة على كل الطاعات والعبادات التي تُرضي الله سبحانه وتعالى.
- الرضا بكل ما يحل بنا من مكاره وحمد الله على كل حال، فبالرضا يؤجر المرء وبالحمد يزيده الله في النعم ويرفع عنه النُقم.
- المحافظة على أنفسنا وحياتنا وأموالنا وأولادنا وكل ما أعطانا الله من نعم، فهذه طريقة شُكر لله سبحانه وتعالى على نعمه وعطاياه.
اختر من مظاهر شكر النعم
اختر من مظاهر شكر النعم، مظاهر شُكر النعم لله على كل ما أنعم الله عليه بنا، وطرق شكر الله على نعمه متعددة وكل النعم يجب أن تكون نسبتها إلى الله سبحانه وتعالى، ويُعد ذلك من مظاهر شُكر الله على نعمه، والامتنان لفضله علينا بتلك النعم.
سؤال: من مظاهر شكر النعم؟
1. التفاخر بها 2. نسبتها إلى الله 3. نسبتها إلى النفس.
الإجابة الصحيحة لهذا السؤال هو 2. نسبتها إلى الله
الهدف من شكر النعم
الهدف من شكر النعم، لا تدوم النعم إلا بشُكر الله وحمده على كل ما أنعم به علينا، وتزول النعم بالكفر والعصيان نعوذ بالله منهما، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” فمظاهر شكر النعم كثيرة وتتمثل في الحمد والشكر باللسان، والتسليم بالقلب أن كل ما نملك من النعم هو فضل من الله سبحانه وتعالى علينا، ونسبة هذا الفضل وهذه النعم لله سبحانه وتعالى، وعدم نسبتها لأنفسنا ولا لعملنا ولا اجتهادنا، فكل ما يُعين المسلم على الطاعة وعلى العبادة، وعلى العمل وعلى التفوق هو التوفيق من الله سبحانه وتعالى، فالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
عبارات من مظاهر شكر النعم
عبارات من مظاهر شكر النعم، إن الله عزيز غفور، رحمن رحيم بعباده، عفو يحب العفو ويتقبل الله منا الأعمال الصالحة النافعة، التي يرددها اللسان والقلب وتصدقها الجوارح، فالحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، ويسر لنا هذا الدين الذي تُجزي فيه الصالحات وإن قلت، في عبارات الحمد المتقبلة بإذن الله
• الحمد لله رب العالمين الذي علا فقهر، وملك فقدر، وعفا فغفر، وعلم وستر، وهزم ونصر، وخلق ونشر.
• الحمد لله الّذي بعزّته وجلاله تتمّ الصالحات، يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، اللهمّ اغفر لنا وارحمنا وأرض عنا، وتقبّل منا وأدخلنه الجنة ونجنا من النّار، وأصلح لنا شأننا كله، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، وأجرنا من خزي الدّنيا وعذاب الأخرة، اللهمّ يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة ولا يهتك الستر، يا عظيم العفو وحسن التجاوز
• الحمد لله رب العالمين الذي جعل لكل شيء قدراً، وجعل لكل قدر أجلاً، وجعل لكل أجل كتاباً.
• سبحانك يا ربنا لك الحمد والشكر حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
• الحمد لله في سري وفي علني.. والحمد لله في حزني وفي سعدي الحمد لله عمّا كنت أعلمه.. والحمد لله عمّا غاب عن خلدي الحمد لله من عمت فضائله.. وأنعم الله أعيت منطق العدد فالحمد لله ثمّ الشكر يتبعه.. والحمد لله عن شكري وعن حمدي.
• الحمد لله أقصى مبلغ الحمد.. والشكر لله من قبل ومن بعد الحمد لله عن سمع وعن بصر.. الحمد لله عن عقل وعن جسد الحمد لله عن ساق وعن قدم.. الحمد لله عن كتفي وعن يدي الحمد لله عن قلبي وعن رئتي.. الحمد لله عن كلتي وعن كبدي الحمد لله عن أمي وعن أبتي.. والحمد لله عن أخوات ذا العبد
عبارات الحمد وشكر النعم متنوعة وكثيرة، لكن هدفها واحد وهو دوام النعم، يبقى صدق العمل يحتاج ما وقر في القلب، فذلك تمام الإيمان وتمام الفضل والمنة من الله سبحانه وتعالى أن هدانا وجعلنا مسلمين.
آيات عن شكر النعم
لقد من الله علينا بالعديد من النعم التي لا تعد ولا تحصى، ولا يطلب الله منا مقابل ما أنعم به علينا، ولكن يريد منا فقط الشكر حيث وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تبين أهمية الشكر للإنسان، ونذكر منها ما يلي:
- فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴿١٥٢ البقرة﴾
- وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٥٨ البقرة﴾
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ﴿١٧٢ البقرة﴾
- وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ على مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٨٥ البقرة﴾
- ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٢٤٣ البقرة﴾
- فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٢٣ آل عمران﴾
- وَمَنْ يَنْقَلِبْ على عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي الله الشاكرين ﴿١٤٤ آل عمران﴾
- وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٥ آل عمران﴾
- وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴿١٤٧ النساء﴾
- مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴿١٤٧ النساء﴾
- ولكن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٦ المائدة﴾
- كذلك يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٨٩ المائدة﴾
- أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴿٥٣ الأنعام﴾
- لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هذه لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٦٣ الأنعام﴾
- وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴿١٠ الأعراف﴾
- وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧ الأعراف﴾
- كذلك نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ﴿٥٨ الأعراف﴾
- فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿١٤٤ الأعراف﴾
- لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿١٨٩ الأعراف﴾
- وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٢٦ الأنفال﴾
دعاء شكر النعم لله
دعاء شكر النعم لله، من مظاهر شكر النعم الدعاء لله عزو وجل بأن يهبنا لساناً شاكراً وقلباً ذاكراً فلا ننفك عن شكر نعمه علينا، ولا نمل من طاعته وذكره، ومن مظاهر شكر النعم الدعاء بأن يقدرنا الله على ذلك، دعاء شكر النعم لله:
قال تعالى: ” رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”
مظاهر شكر النعم دلالة واضحة عل الامتنان لله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا، فالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، الحمد لله ملء السموات والأرض، وعدد من فيهن والحمد لله على ما كان، والحمد لله على ما سيكون، الحمد لله على كل حال، والحمد لله على لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، الحمد لله أن رزقنا ووفقنا للعلم والإيمان، الحمد لله الذي وفقنا للشكر والحمد تحدثنا في مقالنا هذا عن مظاهر شكر النعم.