حدد من سيرة الصحابي حكيم بن حزام رضي الله عنه مايدل على استعفافه، تتحدث القصص الإسلامية عن كثير من الشخصيات التي عاصرت زمن رسول الله صل الله عليه وسلم، تروي أخلاقهم وصفاتهم الحميدة وبطولاتهم في الدفاع عن رسول الله صل الله عليه وسلم ونشر الإسلام، وفي مقالنا هذا سوف نتحدث عن سير الصحابي الجليل حكيم بن حزام رضي الله عنه وما يدل عن استعفافه.
الصحابي حكيم بن حزام رضي الله عنه
ولد الصحابي حكيم بن حزام رضي الله عنه في مكة المكرمة، كان مولده قبل واقعة الفيل بثلاثة عشرة سنة، وقيل أن أمه كانت حاملاً فيه وجاءها المخاض وهي في الكعبة مع صديقاتها فولدته في صحن الكعبة، هو ابن أخ خديجة بنت خويلد زوج رسول الله وابن عم الزبير بن العوام، كان رسول الله صل الله عليه وسلم يحبه كثيراً ويتمنى اسلامه، كان من شرفاء مكة وسيد من أسياد قريش ،كان حكيم بن حزام يتمتع برجاحة العقل والذكاء والفطنة، لدرجة أن دار الندوة أيام الجاهلية كان لا يدخلها إلا من كان عمره أربعون عاماً إلا حكيم بن حزام فدخلها وعمره خمس عشر عاماً، أسلم بعد عام الفتح، قضى نص عمره قبل الإسلام ونصفه الآخر في الإسلام، حيث قيل أنه كان من المعمرين حيث توفي عن عمر يناهز 120 عاماً، توفي قي المدينة المنورة في العصر الأموي في خلافة معاوية بن أبي سفيان عام 54 للهجرة.
حدد من سيرة الصحابي حكيم بن حزام رضي الله عنه مايدل على استعفافه
كان الصحابي حكيم بن حزام رضي الله عنه يتصف برجاحة العقل والذكاء والفطنة، كان غنياً كريماً عفيفاً، له مواقف كثيرة تدلل على سخائه وكرمه واستعفافه نذكر منها:
- كان محباً لرسول الله صل الله عليه وسلم، فقبل اسلامه حينما كان الرسول والمسلمون محاصرون في الشعب، كان يشتري العير من الشام بكمالها، فيذهب جهة الشعب فيضربها على أدبارها حتى تصل الى الداخل وهي محملة بالطعام والماء والكسوة، وذلك حباً وإكراماً لرسول الله ولعمته خديجة.
- كان من الكرماء العتقاء كثير البر قبل الإسلام فقد أعتق مئة رقبة في الجاهلية، وكذلك اشترى زيد بن حارثة فابتاعته منه خديجة بنت خويلد وأهدته الى رسول الله صل الله عليه وسلم.
- في واقعة شراء ملابس ملك اليمن (ذي يزن)، حيث أهداها لرسول الله وأُعجب بها الرسول كثيراُ وقال: ما رأيت شيئاً أحسن منه فيها.
- شهد حكيم بن حزام مع رسول الله غزوة حنين، فلما وزع الرسول الغنائم أعطاه مائة من الإبل، فطلب زيادة فأعطاه الرسول، فطلب مرة أخرى فأعطاه، فقال له رسول الله: “يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة، وإنه من أخذه بسخاوة بورك له فيه، ومن أخذه بإسراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع”. فقال حكيم: “والذي بعثك بالحق لا أرزأ بعدك أبدًا، فلم يرزأ أحدًا بعده، وكان أبو بكر يعرض عليه العطاء فيأبى، وكان عمر يعرض عليه العطاء فيأبى فيشهد عليه المسلمين، ومع هذا كان من أغنى الناس”، وهذا دليل واضح على استعفافه.
- قيل أن حكيم بن حزام اشترى في الجاهلية دار الندوة (تعني دار العدل) بكمية من الخمر، فلما أسلم باعها وتصدق بثمنها وقال أشهد الله أني جعلتها في سبيل الله، واحتسب ذلك عند الله، وقال ساشتري بثمنها بيتاً في الجنة.
قصة وسيرة عطرة لصحابي جليل عاصر رسول الله قبل الإسلام وبعده، كان يتمتع بالبر والكرم والعطاء فطناً بليغاً، وكان يتميز بعفته التي ظهرت في مواقف كثيرة من حياته، ولد في مكة وتوفي في المدينة المنورة عن عمر تجاوز 120 قضاها نبيلاًُ غنياً كريماً عفيفاً.