من القائل ما مكني فيه ربي خير، من المعلوم أنَّ لله حنوده في الأرض وقد يكونون من الجن أو الانس أو أي نوع من أنواع الوجود في هذا الكون، فكل ما على الأرض يُسبح باسم الله ويذكره سراً وجهراً، ليلاً ونهاراً، وهذا الأمر كان له الأهمية الكبيرة، خصوصاً وأنَّ الأمر هنا يتعلَّق بقدرة الله تعالى على أن يفعل كل شيء، فهو القوي المتين، وهو الفعَّال لما يريد، وتتمثل قدرة الله تعالى في هذا الكون على خلق الخلق كله، هذا الأمر كفيل أن يتمعَّن الانسان في خلق الله ويكون على يقين كبير بأنَ الله تعالى قادر أن يقول للشيء كُن فيكون، وبالتالي فلو أردنا الحديث بشكل أكبر حول هذا الأمر لوجدنا أن هناك العديد من الأدلة من القرآن الكريم، وهذا ما ينتطرق اليه في موضوعنا لهذا اليوم، والذي سُنقدمه لكم بعنوان، من القائل ما مكني فيه ربي خير.
ما مكني فيه ربي خير
هذه الآية القرآنية التي كان أحد الصالحين قد قالها وقد آتاه الله تعالى من القوة ما جعل الناس في ذلك الحين أن يتعجَّبوا منها، فهل لعبد من عباد الله أن يملك كل هذه القوة، فكان الله تعالى أعلى وأعلم بالنفع الذي سيعود على الناس من هذه القوة التي أعطاها لعبده الصالح، ولم يقف الأمر هنا، فكان هذا الصالح ينسب الأمر لله عز وجل، أي معنى أنَّهُ نسب كل القوة لله سبحانه وتعالى، ولم ينسبها الى نفسه ولم يتجبر في الأرض، هذا الأمر مهم من أجل أن يُنعم الله تعالى عليه بالقوة الأكبر، والتي من خلالها سيكون قادراً على مُساعدة كل من حوله.
من القائل ما مكني فيه ربي خير
هذه الآية الكريمة التي قالها العبد الصالح وهو ينسب القوة كلها لله سبحانه وتعالى، بقول الله: “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا”، وهي أيضاً ما كان العبد الصالح يبتغي مرضاة الله عزَّ وجل في أن يطلب الاذن أن يبني السد على أعداء الله “بأجوج ومأجوج” وهم قوم قيل في ديننا الحنيف في العديد من المواضع المهمة أنهم سيخرجون في آخر الزمان بعدما يكون هذا السد قد هُدِم، فقال هذا العبد الصالح: ” الذي مكنني في عمل ما سألتموني من السدّ بينكم وبين هؤلاء القوم ربي، ووطأه لي، وقوّانى عليه، خير من جُعلكم، والأجرة التي تعرضونها عليّ لبناء ذلك، وأكثر وأطيب، ولكن أعينوني منكم بقوة، أعينوني بفَعَلة وصناع يُحسنون البناء والعمل “، والقائل هنا، هو:
- ذو القرنين
من القائل لَيْتَنِي لم أشرك بربي أَحَدًا
قيل في الآية الكريمة، قال تعالى: “وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا”، والتفسير الصحيح لهذه الآية الكريمة، حيثُ:
ذكر في تفسير الطبري فيمن قال ذلك: حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة ” فأصبح يقلب كفيه”، أي يصفق” كفيه على ما أنفق فيها”، يتلهف على ما فاته، وهو يقول ” يا ليتني لم أشرك بربي أحدا”، حيثُ يتمنى يوم اذٍ هذا الكافر بالله بعدما كان قد أصيب بجنته “لم أُشرك بربي أحداً”، ومعنى ذلك: أن هذا الكافر إذا أهلكه الله تعالى وأزال عنه الدنيا وانفرد بعمله فقط، فانه وقتها أنه “ولم أُشرك بربي أحداً” أي بمعنى أن لم يكُن يُشرك بالله تعالى.
من القائل لم أُشْرِكْ بربي أَحَدًا
القائل هنا هو الكافر الذي اذا أزال الله تعالى عنه الدنيا سيعلم حينها أنَّهُ قد أظلم وأنَّهُ ظلم أنفسه أيضاً، وسيقول أنهُ لم يُشرك بالله تعالى، وهذا حال الكافرين حتى عند ربهم يوم القيامة حينما يُعرضون على نار جهنم سيقولون “رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت”، وهنا يقول الله تعالى: “كلا إنها كلمة هو قائلها”، فالانسان المُسلم دائماً يشكر الله تعالى على كل ما أنعم عليه من الصالحات ويشكره عليها، ويحمده على كل نعمة أنعم الله تعالى بها عليه.
والى هنا فقد وصلنا الى الاجابة الصحيحة على سؤالنا التعليمي المهم الذي نضعه بين يديك من خلال موضوعنا بعنوان، من القائل ما مكني فيه ربي خير.