رتبي أحداث قصة موسى عليه السلام كما وردت في سورة القصص، موسى عليه السلام هو نبي الله الذي أرسله لبني إسرائيل، وآتاه كتاب التوراة لبني إسرائيل، ولكننا كمسلمين نؤمن بجميع الرسل الذين بعثهم الله، وذكرهم في كتابه العزيز، حيث وردت قصة حياة سيدنا موسى عليه السلام مفصلة من يوم ولد إلى يوم آتاه الله التوراة واختاره لتبليغ الرسالة لبني إسرائيل.
سورة القصص
وسورة القصص سميت بسورة القصص لأنه وردت فيها قصة حياة سيدنا موسى عليه السلام مفصلة من يوم ولد إلى يوم آتاه الله التوراة واختاره لتبليغ الرسالة لبني إسرائيل، وهي السورة التي ترتيبها 28 في المصحف الكريم، وهي سورة جميع آياتها مكية، ما عدا الآيات من رقم 52: 85، فهذه آيات مدنية نزلت بعد هجرة الرسول صل الله عليه وسلم، وآياتها ثماني وثمانون آية، توجد في الجزء العشرين من القرآن الكريم، وتبدأ سورة القصص بالحروف طسم، حيث كان نزول الوحي بها إلى رسولنا الحبيب بعد نزول سورة النمل.
رتبي أحداث قصة موسى عليه السلام كما وردت في سورة القصص
رتبي أحداث قصة موسى عليه السلام كما وردت في سورة القصص، ذكر الله عز وجل في سورة القصص تسلسل زمني لقصة سيدنا موسى عليه السلام، منذ ولادته وحتى اختاره الله سبحانه وتعالى ليبلغ الرسالة، قال تعالى ( نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )، قبل بدء السورة بسرد قصة سيدنا موسى عليه السلام بينت أن هناك صراع مستمر بين الحق والباطل، وهنا سنقوم بإجابة رتبي أحداث قصة موسى عليه السلام كما وردت في سورة القصص:
- ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)، حيث قام فرعون بإرسال قابلات لتفتيش النساء ولكنهن لم يقربن أم موسى، لأنها عندما حملت بموسى عليه السلام لم يظهر عليها الحمل، وولد موسى عليه السلام، ورضع من حليب أمه ثلاث شهور، فخافت عليه من فرعون وجنوده، فأوحى لها الله أن تضعه في التابوت الذي أرسل إليها وتلقيه في اليم( البحر).
- ( وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ): وهذه الآية تطمئن أم موسى بأن الله سيرد لها ابنها وسيجعله من المرسلين.
- ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ): وفي هذه الآية تبين ان بعد إلقاء موسى في اليم، لخوفها من أن يقوم فرعون بقتله، التقطه فرعون بنفسه وأخذه معه في كنفه ليجعل منه ولداً له.
- (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ): والتقط فرعون موسى عليه السلام من اليم وهو لا يعلم أن هذا الطفل هو موسى عليه السلام، الذي سكبر ليصبح عدوه كما تنبأ له السحرة، ومن أجل ذلك قتل فرعون كل الأطفال حتى لا يولد موسى عليه السلام، لم يكن يعرف فرعون ان هذا الطفل الذي اتخذه ولداً له هو من سينهي فرعون وجنوده، وأنه سيغرقه في اليم الذي أنقذه منه هذه مشيئة وقدرة الله سبحانه وتعالى وحكمه العادل في كل متعال متكبر ظالم لنفسه ولمن حوله.
- (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ): حيث أخذه فرعون لبيته واتخذه وزوجته ولداً لهما، حيث ان امرأة فرعون بمجرد رؤية موسى ألقى الله محبته في قلبها فمنعت الجنود من قتله كباقي الأطفال.
- (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ): فتلوعت ام موسى على فراقه وربط الله عز وجل على قلبها.
- (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، وأمرت أم موسى ابنتها بتتبع التابوت فعلمت أنه وصل لبيت فرعون.
- (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) وكان موسى يرفض كل مرضعة يحضرها فرعون له، حتى سمعت اخته فذهبت ودلتهم على امها كمرضع له، وهكذا رده الله لها من جديد كما وعدها، فقامت بإرضاعه حتى أتم الرضاعة ثم تركته في القصر فكبر في كنف فرعون وملكه.
- (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) وعندما أصبح سيدنا موسى عليه السلام في عمر الأربعين آتاه الله الحكم والعلم لتحضيره لحمل الرسالة وتبليغها.
- (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) وعندما كان موسى عليه السلام يتجول في المدينة، رأى رجلين أحدهما كان فرعوني على ملة فرعون، والرجل الآخر كان من ملة موسى عليه السلام يؤمن بالسماء، فاستنصره الرجل من شيعته، فتدخل لفض الشجار بينهما، فقتل الفرعوني.
- (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي)، ولكن موسى بعد قتله الرجل شعر بالندم فاستغفر الله لفعلته، واختفى عن الأنظار.
- (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ )، حيث شعر موسى بأن احد الطرفين مجرم، وندم على فعلته.
- (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ) حيث اختفى عن الأنظار بعد قتله الفرعوني.
- (فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) وفي اليوم التالي كان يتجول فاستنجد به الرجل بالأمس، فعامله موسى عليه السلام بجفاوة وغضب لأنه تسبب فيما حدث في اليوم السابق، إلا أن الرجل صرخ أتريد ياموسى قتلي كما قتلت الفرعوني بالأمس، فذاع الخبر بين الناس حتى وصل إلى فرعون هذا الخبر فتوعد موسى بالقتل لجرأته في قتل الفرعوني.
- (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، حيث توعد فرعون موسى عليه السلام بالقتل لفعتله، فأخبر الناس موسى بذلك فخرج من مصر متوجهاً إلى مدين في جنوب الشام.
- (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير)، وعند وصوله إلى مدين وجد الناس تسقي من بئر هناك ووجد امرأتان يقفن في زاوية بعيدة على استحياء تريدان ان تسقيا لغنمهما، فسألهما عن حاجتهما، فأخبرتاه بأنهما جاءتا لسقي الأغنام لأن أبوهما شيخ كبير في السن، ومشى موسى أمامهما، ورجعتا لأبيهما فأخبرتاه بالقصة مع موسى عليه السلام، فاستدعاه ليشكره، فأخبره موسى بما حدث معه في مصر، وقد طلبت إحدى الفتيات من والدها استئجار موسى لهم، فعرض الشيخ على موسى بقائه معهم وتزويجه إحدى بناته.
تناولنا في مقالنا هذا إجابة السؤال: رتبي أحداث قصة موسى عليه السلام كما وردت في سورة القصص.