هل الغش في الاختبار حرام، هناك الكثير من المسائل المهمة والموجودة في الاسلام والتي كان الاسلام قد تحدث عنها في الكثير من المواضع، وهذه الأمور تواجه الانسان الكُسلم كثيراً في حياته، وبالتالي فانَّهُ يحتاج الى أن يكون على علم بالحكم الشرعي ورأي الشرع من هذه الناحية، وهذا ما سنقوم بالحديث عنه في مقالتنا هذه، خصوصاً وأنَّ سؤال هل الغش في الاختبار حرام هذا كان من أثكر الأسئلة التي ترد من الكثيرين على شبكة الانترنت، خصوصاً في الفترة الأخيرة التي يعيشها العالم أجمع من تأثير جائحة كورونا، وبالتالي كان التعلمي الالكتروني وسيلة جيدة يلجأ اليها العالم أجمع، ومن المُمكن أن تزيد عمليات الغش في الاختبار، وهذا ما سنتعرف عليه هنا في مقالتنا هذه بعنوان، هل الغش في الاختبار حرام.
الغش في الاختبار
يُعتبر الغش في الاختبار واحد من ضمن أهم الأمور التي ورد فيها الكثير من الفتاوى الشرعية، وهذه المسألة تتحدث حول قدرة الانسان على الغش في الاختبار بأي وسيلة كانت وبالفعل فانه يقوم بالغش والاجابة على الاسئلة الموجودة في الاختبار من خلال الغش وبجهد الآخرين، وهذا الأمر له وجهة نظر كبيرة من المنظور الاسلامي، حيثُ انَّ الغش في الاختبار من ضمن الأمور التي حرمها الشرع بشكل كلي، وهو ما يكون من الطالب ان يبتكر العديد من الطرق والحيل التي تُساعده في الغش، وبالتالي فانَ في هذا خداع للنفس أولاً، ثم للوطن، وبالتالي فانَّهُ بالفعل حرام شرعاً.
حكم الغش في الامتحان للضرورة
هناك العديد من الحالات التي يلجأ اليها الطالب في الاختبار للغش، وهذه الحالات ربما تكون ضرورية بالفعل، ولكن الحُرمانية تكسر هذا الأمر، وتؤكد من جديد عن أنَّ الغش في الاختبار سواءً للضرورة أو لغير الضرورة فهو حرام شرعاً، ولا يجب على المسلم أن يقوم بالغش في الامتحان لأنَّ هذه المسألة خطيرة على النفس ولا يكون فيها أي جهد يبذله الانسان، وبالتالي فانَ العمل (الدراسة للاختبار) تُعتبر غير موجودة، ويلجأ الانسان الغش في الاختبار وهذا الأمر من شأنه أن يكون ضاراً للانسان، فالانسان يخدع نفسه ويخذع وطنه بشكل كامل، وبالتالي فانَّ الضرورة لا تقف مانعاً للحُرمانية، وبالتالي فانَّ حكم الغش في الاختبار للضرورة حرام بكل شكل من الأشكال على الانسان المُسلم.
حكم الغش في الاختبارات الإلكترونية
نظراً الى توجهات العالم التفنية وبفضل التقدم التكنولوجي الكبير أصبحت معظم الاختبارات تُقدَّم الآن الكترونياً، وهذا الأمر مهم جداً، أي أنه استطاع أن يُسهّل على الطالب المسافات، ومن المُمكن في هذه الجالة أن تزداد حالات الغش في الاختبار، خصوصاً ما نراه هذه الأيام، وبالتالي فانَّ الحكم بالغش بالاختبار الالكتروني هو حرام شرعاً واحداً، وقد استند العلماء الى ذلك من خلال الرجوع الى الأصل وهو الغش في الاختبار العادي، واستناداً الى ما قاله النبي محمد -صلَّ الله عليه وسلم-: “من غشنا فليس منَا”. وبالتالي نصل الى الحُكم الشرعي المُسند على هذه القضية والذي يتعلق بالغش في الاختبارات الالكترونية، فانه حرام شرعاً.
هل الغش في الامتحان من الكبائر
نظراً لما نراه كل يوم من ازدياد في حالات الغش التي تقع بين الطلاب ومُساعدتهم لبعضهم في الاختبار، من خلال الاجابة على أسئلة بعضهم البعض، فاننا سنصل بالنهاية الى أن عمليات الغش لا تزال موجودة، وبالتالي فانَّ الغش عبارة عن ظاهرة قذرة وفعل مشين، وهو خداع الانسان لنفسه ولبلده ولأهله، وهو بذلك ينسب النجاح لنفسه، وهو يعلم علم اليقين أنَّهُ استعان بتعب أحد ما أو بمصدر ما دون الاعتماد على نفسه، وهذا الأمر له أهمية كبيرة في التعرف عليه من أجل أن يبتعد الانسان المُسلم عن ظاهرة الغش هذه، لأنها حرام شرعاً، والغش أيضاً من كبائر الذنوب التي من شأنها أن تُلحق الفساد في الوطن أو على الصعيد الشخصي.
حكم اختبار الكتاب المفتوح
يُعتبر اختبار الكتاب المفتوح واحداً من ضمن الاختبارات المهمة التي تكون عادةً بالجامعات، هذا الأمر يرجع الى وجود الكثير من الأهمية التي يكون لها تأثير كامل ومتكامل على سلوك الطلبة، ومن شأنه أيضاً أن يُعطي قدرة للطلاب على أن يكونوا قادرين بكل السبل أن يصلوا الى الحل الصحيح، ويُعتبر حكم اختبار الكتاب المفتوح (open book) واحداً من ضمن الاختبارات المهمة التي تعقدها الجامعة لتقوي الطالب على أسلوب البحث والنظر والدقة والاسراع في الاجابة على السؤال، وهذا لا حرام فيه، نظراً الى أنَّ الجامعة هي من تعقده ويكون غايتها أيضاً التعرف على الاجابة الصحيحة من خلال قوة الملاحظة عند الطالب.
حكم المساعدة في الامتحان
لا يجب أن نُسمي الغش في الاختبار بأنه عبارة عن اعانة أو مُساعدة بين الطلاب لبعضهم البعض، هذا يُعتبر غش وليش مُساعدة، فالغش في الاختبارات يكون لها الكثير من الأدوار التي يلجأ الطالب الى الاحتماء تحت مظلتها من الناحي الشرعية وبحجج واهية، وهذا أيضاً يتمثَّل في أنَّ المُساعدة تكون قبل الامتحان، كأن يقوم الطالب بمُساعدة زميله وشرح المادة في عُجالة أو شرح موضوع معين لصديقه، هذه الأمور لها الكثير من الأهمية التي لها علاقة كبيرة أيضاً في كونها ذات ضرورة كبيرة ومسألة مهمة عند الطلاب، وهي مسألة الاختبارات، فحرام شرعاً على الطلاب أن يقوموا بالغش وقت الامتحان.
حكم راتب من غش في الامتحان
كثيراً ما نواجهه في وطننا العربي المغلوب على أمره أن يقع هناك غش، خصوصاً وأننا نتحدث عن الامتحانات التوظيفية على وجه التحديد، كأن يقوم شخص بالغش في امتجان التوظيف وبالتالي يحصل على الوظيفة وهو غير مُكافئ بها، أي أن يكون قدر أخذها فقط من خلال الغش في الاختبار، وبالتالي فانَّ الحكم هنا يستند على الرجوع الى العمل الذي يعمل به هذا الشخص الآن، وهل هو متقن لعمله وهل يقومب واجبه بالكامل ولا مُشكلة فيما يقوم به وعليه تُبنى الفتوى، فانَّ كان هذا الشخص يقوم بعمله وبُحسنه، فلا بأس فيما قام به من الغش شريطة أن يتوب الى الله تعالى توبة نصوحة، ويكون عند حُسن عمله كي تكون هناك فائدة من الأمر وليس ضرر، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
حكم من غش في الامتحان ثم تاب
يُعتبر الغش في الاختبار واحداً من الأمور التي حرمها الله تعالى على الانسان، كأن يقوم الانسان بالغش في الاختبار والذي يترتب عليه مفسدة، وهذا الأمر مرفوض جملةً وتفصيلا، وبالنظر الى الشطور السابقة سنصل الى حكم كل نوع من أنواع الغش لتي كنا قد تحدثنا عنها، وبالتالي فانَّ حكم الغش في الامتحانات هو حرام شرعاً لأي حال من الأحوال لأنَّ فيه مفسدة كبيرة وظلم كبيرة، لكن لو تاب الانسان الى الله تعالى توبة نصوح واستغفره فانَّ الله تعالى يتوب عليه ويغفر له كل ذنوبه، وهذا أيضاً يقع الحكم الشرعي المهم في مسألة الغش في الامتحان ثم التوبة، والتي هي جائزة ولا ضرر فيها ان شاء الله، شريطة أن يقوم المُسلم بالتوبة الى الله تعالى على ما قام به.
كفارة الغش في الامتحان
لم تصدر في اي جانب من الجوانب التي كان شيوخ الدين الاسلامي وعلماؤه قد تحدثوا عنها، خصوصاً وأنَّ الأمر هنا يتعلق بالغش في الامتحان، وبالتالي فانَّهُ لا توجد أي كفارة على الغش في الاختبار، وهذا أيضاً يتمثَّل على وجه التحديد في أنَّ الغش في الامتحان حرام شرعاً، وعلى المُسلم الذي يقوم بذلك، أن يتوب الى الله توبة صادقة، وأن لا يرجع الى هذا الفعل، وذلك كي لا يقع في الفساد الذي وقع فيه من قبله، وبالتالي لا كفارة على الغش في الاختبار الى بالعودة والتوبة النصوح الى الله تعالى، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
والى هنا فاننا قد وصلنا الى نهاية مقالتنا التي شملنا فيها الحديث بشكل كبير حول موضوع الغش في الاختبار، وهذه المسألة مهمة ولا يُمكن للمُسلم أن يمر عليها مرور الكرام، وقد أسلفنا كل ما يتعلق بموضوعنا الأبرز والذي نضعه بين يديك بعنوان،