لماذا طرد الطاووس والثعبان من الجنه

لماذا طرد الطاووس والثعبان من الجنه، خلق الله هذا الكون وأحسن خلقه، فقدر كل شئ لسبب، ولو تأملنا هذا الكون نجد فيه الكثير من الإعجاز، والإبداع، والأسرار الخفية التي تدل على عظمة الخالق عز وجل، التي يعجز الإنسان فيها أمام قدرة الله وخلقه، فقد خلق الله هذا الكون بما فيه من مخلوقات، إنسان وحيوان ونبات وجماد، من أجل العبادة والتوحيد لله وحده لا شريك له، وقد سخر الله كل شئ في هذا الكون لمصلحة الإنسان وخدمته، وإن دل هذا فيدل على تكريم الله للإنسان وتفضيله له عن سائر المخلوقات، قال تعالى في سورة الإسراء الآية 70: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”، إن من مخلوقات الله سبحانه وتعالى في هذا الكون الطاووس الذي يعتبر من أجمل المخلوقات على الإطلاق، والثعبان الذي فيه من الأسرار في خلقه، ما يتعجب له الإنسان، وسنتعرف في مقالنا هذا على لماذا طرد الطاووس والثعبان من الجنه؟

أحد الأمثلة على إعجاز الله في خلقه

أحد الأمثلة على إعجاز الله في خلقه
أحد الأمثلة على إعجاز الله في خلقه

أحد الأمثلة على إعجاز الله في خلقه، نجد الإبداع والألوان الزاهية في خلق الطاووس، والإعجاز والإتقان في خلق الثعبان، الطاووس والثعبان من الكائنات التي خلقها الله فأبدع في تكوينها، وفي كل تفاصيلها، فجعل في الطاووس والثعبان ما يبهر الإنسان، ويثير دهشته وإعجابه في الجمال والإبداع التي وضعها الله في كلا المخلوقَيْن، أحد الأمثلة على إعجاز الله في خلقه، الطاووس والثعبان.

لماذا طرد الطاووس والثعبان من الجنه

لماذا طرد الطاووس والثعبان من الجنه
لماذا طرد الطاووس والثعبان من الجنه

لماذا طرد الطاووس والثعبان من الجنه؟ يقال بأن الطاووس هو أحد طواويس الجنة المعروفة بجمالها وحسنها، والحية كانت خادمة سيدنا آدم عليه السلام، وكانت الحية من أحسن أهل الجنة خُلُقا، أما إبليس مطرود من الجنة ومن رحمة ربه، لأنه أبَى واستكبر أن يسجد لآدم عليه السلام، فكان شغله الشاغل هو طرد سيدنا آدم عليه السلام وأمنا حواء من الجنة، وكان هناك في الجنة شجرة تفاح نهى الله سيدنا آدم وحواء عن الأكل منها، فكانت خطة إبليس هي إغواء آدم وحواء للأكل منها، ولكنه لم يستطع إلى ذلك سبيلا لأنه لا يستطيع دخول الجنة ولقاءهما، يُقال بأنه في أحد المرات كان إبليس واقفا على باب الجنة منتظرا الوقت المناسب لتنفيذ خطته، فإذا بطاووس الجنة يخرج متباهيا بجماله، فأسرع إبليس إلى الطاووس وأخذ يمدح فيه، ويتغنى في حسنه وجماله، أُعْجب الطاووس بكلام إبليس، وازداد غرورا واعجاب بنفسه، استغل إبليس هذه اللحظات وطلب من طاووس الجنة مساعدته في دخول الجنة سرا دون علم أحد، فأجابه الطاووس بأنه لايستطيع، وقال لإبليس بأن الثعبان يستطيع مساعدته في هذا الأمر، وبالفعل استدعى الطاووس الثعبان، فأخذ إبليس يغوي الثعبان بكلامه المعسول كما فعل مع الطاووس، وهكذا حتى اقتنع الثعبان، وقام بفتح فمه ليدخل إبليس ويتمدد فيه ، ودخل الثعبان إلى الجنة حاملا إبليس في جوفه إلى أن وصل إلى مكان شجرة التفاح، فقام بقطف تفاحة وقدمها لآدم وحواء، وبأساليبه الشيطانية أخذ يقنع آدم وحواء للأكل من هذه الشجرة، وأقسم لهما أنه من الناصحين، وبأن من يأكل من هذه الشجرة يكون من المخلدين في الجنة، بالفعل استطاع إبليس إقناع آدم وحواء، فأكلا من الشجرة، فسقطت ثيابهما وبدت لهما سوءاتهما، وطردهم الله عز وجل من الجنة لعصيانهم أمره، وأنزلهم إلى الأرض حيث أصبح مستقرا لهم ولذريتهم من بعدهم، فقال تعالى في محكم آياته الكريمة من سورة الأعراف: ” فَوَسْوَسَ لَهُما الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21 ) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22) قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين  (24)”
وبهذا يكون إبليس قد حقق مراده، ونجح في إخراج آدم وحواء من الجنة بمساعدة طاووس الجنة والثعبان كما روى البعض، ومنذ ذلك الحين غضب الله على الطاووس والثعبان، وطردهم من الجنة، ويقال في بعض الروايات وهي من الروايات الضعيفة غير صحيحة الإسناد، أن لهذا السبب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الحية فى الحل والمحرم.

مدى صحة قصة الطاووس والثعبان

مدى صحة قصة الطاووس والثعبان
مدى صحة قصة الطاووس والثعبان

مدى صحة قصة الطاووس والثعبان، هل وردت نصوص قرآنية أو أحاديث نبوية عن الطاووس والثعبان؟
لم يرد نصاً قرآنياً أو حديثاً نبوياً أو رواية من الأثر تؤكد صحة قصة الطاووس والثعبان، فقصة سيدنا آدم عليه السلام وأمنا حواء رضوان الله عليهما، وقصة خروجهما من الجنة، جميعها قصص صحيحة وحقيقية وردت في القرآن، ففي الآيات الكريمة جاء ذِكْر قصة إبليس مع آدم وحواء دون أي ذِكر للطاووس أوالثعبان، حيث أن إبليس وسوس لآدم وحواء مباشرة، دون الحاجة إلى وجود وسيط، وليس كما قال البعض أن الأمر تم بمساعدة الطاووس والثعبان.

وفي نهاية المطاف نرجو أن نكون قدمنا كل ما يفيدكم في قصة طرد الطاووس والثعبان من الجنة، فتناولنا الحديث عن إعجاز الله في خلقه، وعن الطاووس والثعبان، وعن سبب طرد الطاووس والثعبان من الجنة، وعن ماورد عن الثعبان في السنة النبوية، وعن مدى صحة قصة الثعبان والطاووس، وعن أصل قصة الطاووس والثعبان، أما عن لماذا طرد الطاووس والثعبان من الجنه؟ فإن ماورد من روايات في الإسرائيليات تزعم بأن الطاووس والثعبان ساعدوا إبليس في دخول الجنة، وفي طرد آدم وحواء من الجنة، لذلك كانت لعنة الله على الطاووس والثعبان، وتم طردهما من الجنة، هذه الرواية عارية عن الصحة لا وجود لها في القرآن والسنة النبوية.

Scroll to Top