الرياضيات هي مجموعة من المعارف المجردة الناتجة عن الاستنتاجات المنطقية المطبقة على مختلف الكائنات الرياضية مثل المجموعات، والأعداد، والأاشكال والتحويلات. وتهتم الرياضيات أيضًا بدراسة مواضيع مثل الكمية والبنية والفضاء والتغير ومواضيع عدة.
يسعى علماء الرياضيات إلى استخدام أنماط رياضية لصياغة فرضيات جديدة؛ بهدف الوصول للحقيقة ونفي الفرضيات السابقة أو الخاطئة. خلال استخدام المنطق، طُوِّرت الرياضيات من العد والحساب والقياس إلى الدراسة المنهجية للأشكال وحركات الأشياء المادية. لقد كانت الرياضيات العملية موجودة منذ اوائل التاريخ لأهميتها.
وتُعتبَر الرياضيات إحدى أهم المعارف التي ساعدت على التطور والتقدم في العديد من المجالات، وبناءً عليه فقد أُطلق على الرياضيّات مُسمَّى (أمّ العلوم الدنيويّة)، فهي لغة مُتداوَلة عالميّاً، وكان لها الدور الأكبر في تقدُّم العديد من الأفرع العلميّة وتطوُّرها، كعلم الحاسب الآليّ، والعلوم الطبيّة، حيث ساهمت في تطوُّر الأجهزة المُستخدَمة طبيّاً بشكل كبير، كما أنّ لهذا العِلم الفضل الكبير في مجالات الإحصاء، والفيزياء، والأحياء، ووسائل النقل، والفَلَك، ووسائل الاتّصالات، والبيئة، وغيرها العديد من المجالات التي ترتبط بهذا العِلم ارتباطاً تامّاً، ولايتوقّف دور الرياضيّات على المجالات العلميّة، والعلوم الطبيعيّة فقط، بل يصل إلى مجالات الحياة الاجتماعيّة، فمن خلالها عَرَف الإنسان حقوقَه وواجباتِه، كما أنّها ساعدته على تسيير أموره التجاريّة، وتحسين أسلوب معيشته، إضافة إلى أنّها ساعدت أفراد المجتمع على معرفة مساحات الأراضي، وما يملكون، وما لا يملكون، ووضعت لهم المقادير، والزمن، والأبعاد، والحجوم، وغيرها؛ ولذلك فإنّ الرياضيّات لها أهمِّية كبيرة في الحياة اليوميّة. ومن هنا استَوعَبت الدُّول الكبيرة مدى أهمِّية الرياضيات وضرورة الارتقاء في تعلُّم وتعليم هذه المادّة المُهمّة، وقد طوَّرت أمريكا المناهج الرياضيّة؛ لغاية رَفْع مُستويات الطلاب؛ حيث تم تطوير المحتوى الدراسي وطرق التدريس وأساليبه، ولم يقتصر تطوير هذا العِلم على الإهتمام الأمريكي فقط ، بل طال جميع دول العالم؛ من أجل إنشاء أجيال قادرة على مُواجَهة الصعوبات.
أهمية الرياضيات في الحياة اليومية
للرياضيات أهمية كبيرة في المجالات المختلفة في حياتنا اليومية فالإنسان يسخدمها بشكل متكرر ومباشر وان لم يعيي بها حيث ينظم الرياضيات حياة الإنسان ويخلّصه من العشوائية، ويطور قدرته على الاستدلال المنطقي. ومن الفوائد التي يقدمها الرياضيات للإنسان:
- تطوير القدرة على التفكير: يعزز الرياضيات قدرة الإنسان على التفكير ويجعل نظرته إلى أمور حياته أكثر فاعليةً نظراً إلى أنّ الرياضيّات يتطلّب دراسة كافّة الجوانب المتعلقة بالمسألة الحسابية لحلّها؛ لذا فإنّ ممارسة الرياضيّات تُساعد الإنسان في حياته اليومية على رؤية الأمور بشكلٍ شاملٍ وتُنمّي قدرته على التفكير في مختلف الجوانب والظروف.
- تنمية الإدراك ومهارة التعبير عن الأفكار: تتطلّب ممارسة الرياضيّات وتطبيقاته القدرة على إدراك الترابط والتفكير بشكلٍ منطقيّ في المشكلات الرياضيّة والمعادلات والعمليّات الحسابية المختلفة، وهذه المهارات التي تتطوّر لدى الإنسان عندما يُمارس الرياضيّات تُمكّنه من فهم العالَم من حوله بشكلٍ منطقيّ، كما أنّ التسلسل في الوصول إلى الحلول الرياضيّة يُمكّن الإنسان من التعبير عن أفكاره بشكلٍ واضحٍ ومترابطٍ ودقيقٍ ومنطقيّ، وهو أمر إيجابيّ في الحياة اليوميّة للإنسان لأنّ طريقة الإنسان في التعبير عن أفكاره تتركُ انطباعاً مهمّاً لدى الآخرين.
- تعزيز الحكمة: يسعى كلّ شخصٍ يُمارس الرياضيّات إلى الوصول إلى النتيجة الصحيحة ولا شيء غيرها، لذا فإنّ تعلّم الرياضيّات وممارسته يُعزّز لدى الإنسان وعياً بأنّ الصواب هو الهدف المراد، ممّا ينعكسُ على حياته اليوميّة فيصبحُ أكثرَ حكمةً ويسعى دوماً للوصول إلى الحقيقة.
- تنشيط العقل: تتكوّن حياة الإنسان بشكل عامّ من العديد من المواقف التي تتطلّب منه الاختيار والبحث عن طرق الوصول ومواجهة المشكلات المعقّدة، وبهذا الشأن فإنّ الرياضيّات يُساعد الإنسان على أن يكون منفتح العقل نظراً إلى أنّ ممارسته تتطلّب المرونة والتفكير في أفضل الحلول، وأيضاً فإنّ الإنسان من خلال ممارسة الرياضيّات يُدرك أهمية البحث والتحرّي والاستنتاج لحلّ المشكلات واجتياز المواقف.
- تنظيم إدارة الشؤون الماليّة بفعالية: لا يقتصر الرياضيّات على تعليم الأرقام والحسابات داخل الصفوف المدرسيّة، إذ يتعدّى ذلك ويُساعد الإنسان على إدارة شؤونه الماليّة بشكلٍ مثاليّ، فمصطلحات مثل الرهن العقاريّ، والضرائب، والتأمين، كلّها تعتمد على الرياضيّات، كما أنّ الرياضيّات يُساعد على تحليل الفرص المالية المتاحة وتقدير قيمتها الحقيقيّة قبل إنفاق الأموال عليها، وذلك إلى جانب دور الرياضيّات في وضع الميزانيّات وإدارة الأموال.
- إكساب الإنسان مهارات فعّالة لحلّ المشكلات: يُساعد الرياضيات الإنسان على إيجاد أفضل الحلول للمشكلات التي تواجهه في حياته اليوميّة عن طريق منحه مهارات التفكير التحليلي والاستدلال المنطقي واللتيْن يتمّ استخدامهما بكثرةٍ في الرياضيّات عند حلّ المعادلات أو إجراء العمليات الحسابيّة، لذا فإنّ الإنسان الذي يفهم الرياضيّات جيّداً ستتكوّن لديه مهارات تُساعده على تحديد المشكلات وإيجاد طرق مُثلى لحلّها.
أهم علماء الرياضيات
ابن سينا هو أبو العلي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، وهو أحد أهم العلماء المسلمين، أتم ابن سينا حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره، وفي الثامنة عشر من عمره عالج (السلطان نوح بن منصور) من مرضٍ حيّر الأطباء وقتها، وبعد شفاء السلطان من مرضه كافأ ابن سينا بالسماح له بالدخول إلى مكتبته الغنية بالمعارف والمؤلفات، وقد استفاد ابن سينا من هذه المكافأة القيّمة خير استفادة، فاطّلع من خلالها على كُتب غنية ونادرة، وساعده ذلك في معرفة العالم الكبير عبد الرحمن البيروني، حيث تمت بينهما مناظرات علمية في علم الفلك. ولم تتوقف أعمال ابن سينا إلى هذا الحد، بل فاقت ذلك ووصلت للطبابة، والفلسفة، والموسيقى، والرياضيات، وعلم النفس وغيرها من العلوم، ومن مؤلفاته في علم الرياضيات: رسالة الزاوية، ومختصر إقليدس، ومختصر علم الهيئة، ومختصر الأرتماطيقي وغيرها من الكتب.
العالم الخوارزمي هو محمد بن موسى الخوارزمي، نابغة من نوابغ العلماء المسلمين، وبرع في الرياضيات وخاصّةً في فرعي الجبر والحساب، ومن أهم أعماله في علم الرياضيات كتاب الجبر والمقابلة الذي كان يتناول طريقة حل المعادلات من الدرجة الثانية، وكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة الذي تُرجم للغة اللاتينية، وكذلك كتاب علم الحساب الذي كان له الفضل في تعريف العالم بالأرقام الهندية والرقم صفر، كما أنّه قدم جداول لإيجاد جيب وظل زوايا المثلث، وكذلك الخوارزميات المستخدمة في الرياضيات والحاسوب، والتي أدّت إلى إطلاق لقب أبي الحاسوب عليه، وغيرها من الأعمال المعتمدة كمراجع في أنحاء العالم.
- فيثاغورس أسس المدرسة الفيثاغوية التي تناولت مواضيع عدة؛ كالنظريات المنطقية، والأشكال الهندسية، والأعداد وغيرها من الأمور الرياضية المهمة، وأهمها نظرية فيثاغورس التي تركت أثراً واضحاً في عالم المثلثات، حيث ساعدت هذه النظرية على حساب المثلثات عن طريق إيجاد الضلع الثالث في المثلث القائم الزاوية، وعُبّر عنها بالمعادلة التالية: (طول الوتر)²= (طول الضلع الأول)²+( طول الضلع الثاني)².
- عمر الخيام هو أبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيام النيسابوري، وقد كان كثير السفر لرغبته الشديدة في طلب العلم، إلى أن استقر في بغداد، التي كانت حينها في أَوج ازدهارها العلمي. وأبدع الخيام في مجالات عدّة: كالفلك واللغة والفقه والتاريخ، والرياضيات، أما عن أعماله في الرياضيات فقد أبدع الخيّام في الجبر، وأكمل البحث في المعادلات ذات الدرجة الثالثة والرابعة، واستطاع فك المقدار الجبري ذي القوة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة وغيرها، كما برع في الهندسة والهندسة التحليلية. ويُعد عمر الخيام أحد النوابغ الذين أبدعوا بعد الخوارزمي في الجبر، فقد كان الخوارزمي هو المثل الأعلى لعمر الخيام.
الى هنا نكون قد انتهينا من هذا المقال الذي يوضح أهمية الرياضيات في حياتنا وتناولنا الرياضيات بمفهومه العام وتناولنا أيضاً التعرف على أهم العلماء في هذا المجال، نتمنى أن ينال هذا المقال على اعجابكم.