قبل انتهاء العام الحالي وبدء العام الجديد2023الكثير يتسائل حول ان كان هناك فروق واضحة بين رأس السنة والكريسماس ومن يحتفل بهما وها هما وجهاً لعملة واضحة أم أنهما يختلفان؟ سوف نتناول في مقالنا هذا الفرق بين رأس السنة والكريسماس.
- أما رأس سنة الميلادية تعرف بأنها مساء اليوم الأخير من السنة في التقويم الغربي الحديث، وتحديداً في يوم الواحد والثلاثين من شهر كانون الأول،يتم الاحتفال بهذه الليلة اجتماعياً، وثقافياً، ودينياً في جميع أنحاء العالم بما يُعرف بعيد رأس السنة، حيث تعتبر هذه الاحتفالات من بين الأقدم والأكثر شهرة على مستوى العالم.
- وفيما يتعلق بالكريسماس أو عيد الميلاد يُعتبر ثاني أهم الأعياد عند الديانة المسيحية بعد عيد القيامة، وهو يُمثل ذكرى ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، ويختلف هذا اليوم حسب التقاويم المعتمدة في الدول المسيحية ويبتدأ من ليلة 24ديسمير ونهار 25ديسمبر وذلك بناء على التقويم اليولياني والغريغوري، ونتيجة لهذا الإختلاف بين التقويمين يتم الإحتفال بالعيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني مساء السادس من يناير ونهار 7السابع من يناير، وتم تحديد تاريخ ميلاد اليسوع منذ عام 325م من قبل آباء الكنيسة، ويعد عيد الميلاد جزءاً تستذكر فيه الكنائس الأحداث لعيد الميلاد كبشارة مريم وميلاد يوحنا المعمدان وختان يسوع، وينتهي هذا الإحتفال باختلاف الثقافات المسيحية في 6 يناير.
ظهور يوم رأس السنة
التقويم الروماني كان يتألف من 10 أشهر و304 أيام، وكان العام الجديد لديهم يبدأ في يوم الإعتدال الربيعي، وأُنشئ العام التقويم في القرن الثامن قبل الميلاد من قبل رومولوس مؤسس روما، وقام الملك نوما بومبيليوس على اضافة شهري كانون الثاني وشباط الى هذا التقويم، ليصبح يتكون من 12 شهر، الا انه تم تحديث هذا التقويم في عام 46 قبل الميلاد وتمت تسميته بتقويم جوليان والذي يشبه التقويم الميلادي الحديث المستخدم في الوقت الحاضر، وتم إقرار اليوم الأول من شهر يناير اليوم الأول من السنة الميلادية تكريماً ليانوس إله البدايات الرومانية وتم تقديم الأضحيات له وتيادل الهدايا وتزيين المنازل وحضور الحفلات الصاخبة، أما في العصور الوسطى تم استبدال 1 يناير كأول أيام السنة بما تحمل أهمية دينية لهم، ويوم الخامس والعشرين من مارس كيوم عيد البشارة، إلا أنه في عام 1582م قام البابا غريغور الثالث عشر بإعادة يوم 1 يناير كيوم لرأس السنة.
مظاهر الاحتفال برأس السنة
أما عن احتفالات مدن العالم في ليلة رأس السنة بقدوم العام الجديد لا تحدث في وقت واحد، وإنما تنطلق مع دقات الساعة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب مرورًا بأوروبا والشرق الأوسط، وتختلف عادات الاحتفال من مدينة لأخرى ومن الشرق إلى الغرب، لكنها تتفق في صيغة واحدة هي الاحتفال عبر عروض الألعاب النارية والرقص.
ومن أبرز بلدان العالم التى تشتهر باحتفالاتها الرائعة فى ليلة رأس السنة الإمارات العربية المتحدة، إندونيسيا، ماليزيا، الهند، اليابان، لبنان، إسرائيل، تركيا والصين.
وتشتهر سيدني بأنها أول مدينة كبرى تستقبل العام الجديد وتنتقل أخبار احتفالاتها وصور ألعابها النارية إلى مدن العالم الأخرى التي تكون على وشك الاحتفال هي الأخرى بنهاية عام وحلول عام جديد.
أصل الاحتفال بالكريسماس
الكريسماس هو يوم مولد المسيح والموافق 25 ديسمبرمن كل عام أي قبل رأس السنة تقريبًا بأسبوع، حيث يحتفل النصارى فى مختلف دول العالم بميلاد يسوع فيما عادا الأرثوذكس الذين يحتفلون به في شهر يناير بدلًا من ديسمبر.
ولا ينحسر الاحتفال بالكريسماس فى وقت معين، بل يتم الاحتفال به طوال اليوم وتكثر فيه الإضاءة وأشجار الكريسماس.
مظاهر الاحتفال بالكريسماس
بكون الإحتفال عن طريق تقديم الهدايا، وتبادل التهاني، وظهور بابا نويل الذي يسمى في بعض الدول “بسانتا كلوز”.
وتعد طقوس هذه المناسبة، دينية، حيث تقام الصلوات عند غالبية المسيحيين، ويتم تبادل هدايا شجر الكريسماس أو بابا نويل وغيرها من الهدايا. وجاءت فكرة بابا نويل من قصة القديس (نيكولاس) وهو أسقف (ميرا) وقد عاش في القرن الخامس الميلادي، وكان القديس نيكولاس يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل.
وتعد طقوس هذه المناسبة، دينية، حيث تقام الصلوات عند غالبية المسيحيين، ويتم تبادل هدايا شجر الكريسماس أو بابا نويل وغيرها من الهدايا.
حكم الاحتفال برأس السنة
بالنظر إلى الاحتفال بمناسبة عيد الميلاد المجيد “الكريسماس” ورأس السنة يُذكر أن هناك فرق بين المناسبتين؛ حيث يخلط البعض بينهما؛ فعيد الميلاد يقصد به ذكرى ميلاد عيسى -عليه السلام- ويعد من أقدم الأعياد الخاصة بالنصارى، أما رأس السنة الميلادية فجرت العادة بين الناس على اختلاف أديانهم في يومنا هذا على أن يتم الاحتفال بها.
تحتفل العديد من الأمم والشعوب حول العالم بمناسبة رأس السنة الميلادية، وكثيرون يتساءلون عن حكم الاحتفال بهذه المناسبة؛ حيث اختلف العلماء في حكم الاحتفال بها بناءً على عدة أقوال، منها:
- القول الأول: حرّم بعض المعاصرين الاحتفال برأس السنة لأنهم اعتبروه “عيداً” لغير المسلمين حسب رأيهم، واستشهدوا على قولهم باعتباره محرماً على الأدلة الآتية: القرآن الكريم: فسّر ابن عباس -رضي الله عنهما- قول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)، بأنّ المقصود من قول الزور أعياد غير المسلمين. أما من السنة النبوية: من النصوص الواردة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- الدالة على مخالفة غير المسلمين ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- بقوله: (قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ولهم يَومانِ يَلعَبونَ فيهما، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما هذانِ اليَومانِ؟ قالوا: كنَّا نَلعَبُ فيهما في الجاهليَّةِ، قال: إنَّ اللهَ قد أَبدَلَكم بهما خَيرًا منهما: يَومَ الفِطرِ، ويَومَ النَّحرِ)، وكما روى الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا).
- القول الثاني: يُباح الاحتفال برأس السنة الميلادية باعتبارها ليست عيداً أو مناسبة دينية مع الحرص على الالتزام بالضوابط الشرعية، وعدم التقصير في أداء الفرائض والواجبات، وعدم ارتكاب أي نوع من أنواع المحرمات التي حرمتها الشريعة الإسلامية، وذلك حسب دار الإفتاء المصرية نقلاً عن الدكتور محمود الشلبي، وإنّ ما تصالح عليه الناس بإطلاق لفظ “العيد” على مثل هذه المناسبات العالمية هو ليس عيداً بالمفهوم الشرعي.
يبدأ الإحتفال بهاتين المناسبتين في العشر أيام الأخيرة من العام من شهر ديسمبر، وتمثل هذه المناسبة للكثير من الأشخاص على اختلاف ديناناتهم وثقافاتهم، حيث يقومون بالإحتفال وإشعال الألعاب النارية وسط أجواء احتفالبة صاخبة يشهدها العالم من كل عام.