مما يتضمنه الايمان باليوم الاخر، ان اليوم الآخر هو نهاية العالم المحدود وآخر الأيّام الدنيوية، وهو معروف بيوم القيامة، تعتبر الحياة البرزخيّة من مقدّماته بعد الموت وأشراط الساعة، فهما جزءٌ منه، وسمّي بالآخر لأنّه اليوم الأخير الذي لا يوجد ايام للحياة بعده؛ والناس في هذا اليوم منقسمون بعد الحساب والجزاء ويحشر كل قسم الي المأوى الاخير؛ فمنهم من يدخل الجنة ومنهم من يدخل النار، ومن شروط الايمان ان يؤمن العبد باليوم الاخر، ويجب ان لا يكون الايمان به مجملاً، بل يكون الايمان بكل ما يحتويه من احداث وتفاصيل. وتكمن أهمية الايمان باليوم الاخر من تكرار ربط الله سبحانه وتعالى، الايمان بالله واليوم الاخر كقول الله تعالي: (ولكن الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)، وذلك لكثرة ذكره لهذا اليوم في القران الكريم؛ حيث كل قارئ للقران يمر على صفحة من القران الا ووجد لليوم الاخر فيها ذكراً، واذا صدق العبد بهذا اليوم يستوي ايمانه، لا نه من احد اركان الايمان، ويكون اثر هذا اليوم كبير على سلوك المسلم؛ فهو السبب بتقوى الله واستقامته في السلوك، وعدم تشبّثّه بالدنيا.
مما يتضمنه الايمان باليوم الاخر
يحتوي الايمان باليوم الاخر على امور عدة لا يمكن ان يتم الا بها، من اول هذه الامور ايمان العبد بمقدمات اليوم الاخر؛ وعذاب القبر، والموت، وعلامات الساعة، وثانيهما ان يؤمن ان الله من بعث من في القبور، وثالثهما ان يؤمن الانسان بأحداث اليوم الاخر نفسه، كيوم الحشر، والحساب، والجزاء، والشفاعة، والحوض، والصراط، ونحوه، واخيرا بالأيمان بوجود الجنة والنعيم والنار وعذابه، وان مصير الناس الجنة او النار، وكل ما اخبر الله ورسوله من احداث اليوم الاخر او ما يتصل به من وجب على المسلم الايمان به علي يقين، وما ورد من اشراط واحداث يجب ان يظهر ويأتي حقيقة وتصديقه، من غير اي تأويل شخصي، ويؤمن العبد بما جاء بالنصوص الشرعية وما قام بتفسيره اهل العلم الثقات، ويكون المسلم حريص على تذكر يوم القيامة بشكل مستمر؛ ليزيد صلة وقرابة من الله سبحانه وتعالي، وقام العلماء بتقسيم اليوم الاخر الي علامات صغري وكبرى، مما يدل على اقتراب يوم القيامة، ومعظم تلك العلامات حدثت، كبعثة الرسول صلي الله عليه وسلم، وكثرة القتل، وضياع الامانة، والعديد من العلامات التي وردت في النصوص الشرعية الصحيحة، واما العلامات الكبرى اقرب لقيام الساعة من العلامات الصغرى، وانذار ببدء الساعة؛ ومنها خروج المهدي، وظهور الدجال، ونزول النبي عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها والكثير من العلامات الواردة في النصوص الشرعية الصحيحة، وكل هذه الاشارات تأتي متتالية وراء بعضها، وعند انتهاءها يبعث الله العباد من القبور.
مما يتضمنه الايمان باليوم الاخر، هذه نصوص واردة من القرآن الكريم والسنّة النبوية في الحديث عن اليوم الآخر وأحداث اليوم الاخر ومقدماته؛ حيث تكون بداية هذا اليوم بحدوث تغيّراتٍ كبيرةٍ في الكوْن، انشقاق السماء، وانصدام الكواكب ببعضها، وتتناثر النجوم، والجبال تذوب، وينهار كلّ ما اعتاد الناس على شَكله، وكلّ هذا يكون بأمر من الله -سبحانه وتعالى- الملَك إسرافيل -عليه السلام- بالنّفخ في الصور، فيموت ويُصعق كافة من في السماوات والأرض، قال الله -تعالى-: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ*وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً)،وقال -سبحانه-: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ).