من الأمور التي تقابل بها المصائب، الجميع على حد سواء يمر بأوقات لا يقوى على تحملها، وتمر به مصائب يعجز عن حلها، ومن كرم الإسلام جعل للصبر على المحن والكربات التي تحيط بالعبد المسلم بأن ينوله الثواب العظيم على صبره،فالمؤمن اذا اصابته سرّاء شكر وإذا أصابته ضرّاء صبر وما هو لذلك إلا للمؤمن، فالصبر على المصائب تجعل العبد يتذوق مرارة الضعف والتخبّط ثم يأتي أُكله وثمار صبره فيما بعد، وسوف نتناول في مقالنا هذا عن كيفية مقابلة المصائب، وهو سؤال مهم من اسئلة المنهاج السعودي لمادة الحديث.
اما الإجابة على السؤال المطروح حول الأمور التي تقابل بها المصائب فهي: الصبر والإحتساب.
ما هي المصيبة؟
المصيبة هي : كل سوء كبير يصيب الإنسان أو يصب أحد من أحبائه، ليشعر معه أن الحياة تكاد أن تنتهي، مثل موت عزيز، أو خسارة عمل ضخم، أو الإصابة بمرض عضال، ويجب أن نستعين بالله عند المصائب، كل هذه الامور السيئة يقال عنها مصيبة، ويجب على الانسان تحمّل هذه المصائب التي تحدث في الحياة بشكل عام، وأن يرضى بالقدر خيره وشره، قال الله تعالى : ” وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ”
أنواع المصائب
الصبر على المصائب من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى، وإذا أردْت أن تكون من عباد الله المقرَّبين فاسْتَعِدَّ للبَلاء، ولكن إيَّاك أن تطلب البلاء فهذا سوءُ أدبٍ مع الله عز وجل، وللمصائب ثلاثة أنواع وهي كالآتي:
1. المصائب العامة: وهي التي تصيب الأرض والناس، مثلاً الكوارث التي تنزل بقوم فتهلك الحرث والنسل، وضرب لنا القرآن الكريم أمثلة كثيرة عليه كالطوفان الذي عصف بقوم نوح، خسف قوم لوط، والريح العاتية لقوم عاد، وتسليط القُمّل والدم على قوم فرعون مما يفسد حياة الإنسان.
2. مصائب عامة: وهي التي تصيب الإنسان دون الأرض ويعتبر هذا النوع من المصائب التي يصيب بها عامة الناس دون إحداث أي ضرر بالبيئة، ومن أبرز الأمثلة عليه: ما حدث بقوم شعيب حين أعرضوا وصدوا عن اتباع الحق.
3. مصائب خاصة: وهي التي تصيب أفراداً دون آخرين، وهو مختلف حسب حال الشخص فمن كان كافر معاند فتكون المصيبة من باب العقوبة والقصاص، كما حدث مع قارون، وما حدث مع السامري الذي أضل بني اسرائيل بعبادة العجل، وقد تكون المصيبة ليست من باب العقوبة فقد تكون ابتلاء للصبر وقد تكون مصيبة قصم، ومصيبة ردع، ومصيبة دفع، ومصيبة رفع ، ومصيبة كشف، والقصم والردع للكفار، والدفع والرفع للمؤمنين، والكشف للأنبياء ولكل مصيبة حكمة.
أحاديث عن الصبر
لقد حثّ ديننا الحنيف على الصبر عند المصائب و حمد الله تعالى في السرّاء و الضرّاء، و من بعض الأحاديث النبوية التي تكلّمت عن هذا الموضوع:
1. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ))
2. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من يرد الله به خيرا يصب منه ))
3. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ))
4. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها ))
5. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته ))
6. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة))
7. عن محمد بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله يقول (( إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو في ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل ))
8. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )).
إلى هنا نكون قد ذكرنا لكم الإجابة المثالية للسؤال المطروح ونتمنى لطلابنا المجتهدين التوفيق والنجاح، اضافة إلى ذلك وضحّنا لكم مفهوم المصيية وانواعها واحاديث متعددة عن الصبر وثوابه.