خطبة نارية عن الإحتفال برأس السنة الميلادية، يتم الإحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة في جميع أنحاء العالم منذ حوالي أربعة آلاف سنة، حيث تبدأ الإحتفالات في تاريخ 31 كانون الأول أي ليلة رأس السنة، وهو اليوم الأخير حسب التقويم الغريغوري، وتستمر حتى الساعات الأولى من تاريخ 1 كانون الثاني أي عيد رأس السنة، وتشمل بعض التقاليد المشتركة في العالم في حضور الحفلات، وتناول أطعمة خاصة، ومشاهد عروض الألعاب النارية، وخلال الإحتفالات التي يقيمونها يلقي العديدون من الأشخاص الهامة خطبة نارية عن الإحتفال برأس السنة الميلادية، منهم من يعبر بفرحته بهذا الإحتفال ومنهم من يذكر حرمة هذا الإحتفال عند المسلمين، ونحن الآن على أعتاب رأس السنة الميلادية الجديدة 2025.
رأس السنة الميلادية
رأس السنة هو أول يوم بالسنة، يحتفل العالم به كل عام بتبادل التهاني وتجمع الناس وإطلاق الألعاب النارية، مستبشرين بسنة سعيدة آملين أن تكون أفضل من السنة السابقة، ويكون هذا بالتزامن مع عيد الكريسماس عند المسيحين، حيث يبدأ المسيحيون عيدهم بتزيين شجرة عيد الميلاد وهي شجرة صنوبر مزينة بالكرات البلورية الملونة، وألوان الإضاءات المختلفة، بالإضافة إلى وضع الهدايا تحت شجرة عيد الميلاد والتي يضعها بابا نويل للصغار ليفرحوا بالعيد، وهذا العيد عن المسيحين هو يوم ميلاد المسيح وتعميده، فيحتفلون كل عام بالمسيح، ويعتبر الإحتفال بالعام الجديد في الأول من كانون الثاني ظاهرة حديثة نسبياً، ويعتقد بأن أول إحتفال بالعام الجديد قد سجل في بلاد ما بين النهرين قبل 2000 عام قبل الميلاد، ويتم الإحتفال به في وقت الإعتدال الربيعي في منتصف شهر آذار، حيث تم الإحتفال به في تواريخ مختلفة مرتبطة بالمواسم من قبل الثقافات القديمة، فمثلاً إحتفل المصريون به خلال إعتدال الخريف، بينما اليونانيون خلال الانقلاب الشتوي، تُعرف رأس السنة الميلادية بأنها مساء اليوم الأخير من السنة في التقويم الغربي الحديث، وتحديداً في يوم الواحد والثلاثين من شهر كانون الأول، وعادةً ما يتم الإحتفال إجتماعياً، وثقافياً، ودينياً في جميع أنحاء العالم بما يسمى بعيد رأس السنة، حيث تعتبر هذه الإحتفالات من بين الأقدم والأكثر شهرة على مستوى العالم، إكتسبت شهرتها من تزامنها مع عيد الميلاد المجيد عند المسيحيين.
مظاهر الإحتفال برأس السنة الميلادية
يحتفل العديد من الناس بالعام الجديد بممارسة العديد من الطقوس، فلكل بلد ثقافة معينة وطقوس خاصة بها يمارسونها في رأس السنة الميلادية للإحتفال برأس السنة، فعلى سبيل المثال:
- يقوم سكان روش هاشانا بتقديم الهدايا للرهبان البوذيين.
- في حين أن الهندوس يقومون بذبح القربان للآلهة.
- أما في اليابان، فيقومون بزيارات إلى الأضرحة الشنتوية أو للمعابد البوذية.
- وفي الصين، يقدمون عروضاً لآلهة الموقد، والثروة، والأسلاف.
- تقوم البلدان الغربية وخاصةً الناطقة باللغة الإنجليزية بغناء أغنية اسكتلندية وهي “Auld Lang Syne” في عشية رأس السنة، وهي أغنية تم تنقيحها من قبل الشاعر روبرت بيرنز.
- تعتبر الأطعمة الرمزية جزءاً من الاحتفالات، فمثلاً يفضل الأوروبيين تناول الكرنب وغيره من الخضراوات لضمان الإزدهار في العام الجديد.
- في حين يفضل الناس في الجنوب الأمريكي تناول البازيلاء لزيادة الحظ السعيد.
- يتناول الناس في جميع أنحاء آسيا الأطعمة الخاصة مثل الزلابية، والمعكرونة، وكعك الأرز، والأطباق المتقنة والتي تشير للحياة الطويلة والسعادة، والثروة، والحظ.
- وتحتفل الولايات المتحدة الأمريكية برأس السنة بالإحتفال برأس السنة في ساحة التايمز سكوير في مدينة نيويورك أو في ميدان ترافالغار في لندن من خلال إسقاط كرة إلكترونية للدلالة على اللحظة الدقيقة التي يبدأ فيها العام الجديد، حيث تجذب هذه الفكرة حشوداً كبيرة.
خطبة عن رأس السنة الميلادية
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون:
إن بعض الناس يتوهم أن رأس السنة ما هو إلا مجرد إحتفال كل عام بمناسبة إنتهاء السنة الميلادية،وبداية سنة ميلادية جديدة، وأن هذا أمر مباح، كالإحتفال بالأفراح، وبالتخرج، وبالنجاح، وبقدوم المغترب، وهذا غير مسلم به، إذ أن هناك فرق كبير بين الإحتفال لأمر عارض وبين تكرر الإحتفال بأوقات محددة على التوالي كل عام بتكرار التواريخ والأيام، فيتكرر الإحتفال بحدث داخل في مسمى العيد، لأن تكرر الإحتفال بحدث يتكرر كل سنة بفرح مجدد، ويعود كل سنة بفرح مجدد، فكيف لا يسمى الإحتفال برأس السنة عيدًا، وهو مشابه لعيد الفطر وعيد الأضحى، وأعياد المسلمين عيدان لا ثالث لهما، ألا وهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، والدليل على ذلك حديث رسول الله: “قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان، قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إن الله قد أبدلكما بهما خيراً منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر”، وهذا الحديث يُبين أن الواجب على المسلمين أن يستغنوا في الأعياد بما أغناهم الله به، ويَتفوا بهذان العيدان اللذان شرعهما الله لهم عن أعياد الأمم الأخرى، ويدل على أن الله أبدلنا بأعياد الجاهلية عيدين لا ثالث لهما: عيدي الفطر والأضحى، فكيف نجمع بين أعياد الإسلام وأعياد الجاهلية، فيا من تحتفل برأس السنة، قد عظمت ما لم يأمر الشرع بتعظيمه، وابتدعت ما لم يأذن به الله، فتب إلى الله قبل أن يأتيك الموت بغتة وأنت على معصية ومخالف لشرع ربك، ويا من تحتفل برأس السنة، قد ترفعت عن شرع الله، وأحدثت شعيرة ليست من شعائره، إستدركت بها على ربك وأنت لا تدري، فأفق من غفلتك قبل فوات الأوان، ويا من تحتفل برأس السنة، قد شابهت الكفار الضالين في أعيادهم، وقد أمرك الله من قبل بمخالفتهم، فاحذر أن تصيبك فتنةٌ أو عذاب أليم، ويا من تحتفل برأس السنة، انتبه فعمرك في تناقص مستمر، وأجلك يقترب، فبدلاً من أن تقضي ما بقي من عمرك في الطاعة تقضيه في معصية، ويا من تحتفل برأس السنة، كيف لك أن تحتفل بقرب أجلك وإقتراب موتك ونقص عمرك، ويا من تحتفل برأس السنة قد أشعرت الكفار بالولاء لهم لموافقتك لهم في أعيادهم، وأشعرتهم بالعزة، والعزة لله ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وللمؤمنين جميعاً، يا أيها المسلمون والمؤمنون بشرع الله وسنة نبيه، علينا أن نكون يداً واحدة، نحو طريق الهدى والصلاح، وإن قل السالكون للطريق، فعلينا نحن إجتناب طريق الردى، وإن كثر الهالكون فيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطبة نارية عن الإحتفال برأس السنة
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، أيها المسلمون:
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً”، كما روى أبو داود عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، “عن أنس قال قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر”، يا أيها المسلمون، إن الله قد أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، فديننا الإسلامي دين كامل لا نقص فيه، وإن الله لا يقبل منا عملاً حتى يكون موافقاً لما بينه لنا هذا الدين، أما ما كان مخالفاً له فلا يقبله، والله هو الذي شرع لنا هذا الشرع، وأمرنا أن نعبده على وفقه، فلا نجتهد في عبادات أخرى ليست من دين الإسلام، لأننا ندخل في باب البدع والمحدثات التي نهينا عنها، ففي الصحيحين، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد”، وقال الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه: “إتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم” ،ومما أحدث الناس من أمور ليست من دين الله، الإحتفال بأعياد، ومواسم أخرى، لم يأمر بها ديننا الحنيف، إنما هي مجرد تشبه بالكفار، ومناسباتهم، أو من باب الإبتداع في دين الله، ونحن كمسلمين لنا ديننا وعقيدتنا، ويجب علينا مخالفة الكفار، وعدم التشبه بهم، فعن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”، رواه أبو داود، وصححه الألباني، ومن المحدثات التي أحدثت: بدعة الإحتفال برأس السنة، ولا شك أن الإحتفال سواء كان برأس السنة الهجرية أو رأس السنة الميلادية، أو غيرها مما أحدثه الناس وليس من الدين، فهو من البدع التي نهينا عنها، وهي مخالفة لشرع ربنا، قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً”، قال مجاهد في تفسيرها: إنها أعياد المشركين، وكذلك قال مثله الربيع بن أنس، والقاضي أبو يعلى والضحاك، وقال عمر رضي الله عنه: إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم، لذا أيها الملسمون إلتزموا بشريعة ربكم ففيها عيدين فقط عيد الأضحى وعيد الفطر، وإذكروا الله كثيراً وإبتعدوا عن الملهيات والمغريات مما حرمه الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أفضل خطبة عن الإحتفال برأس السنة
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون:
ومما يدل على أن الإحتفال برأس السنة من البدع، وأنه من محدثات المتأخرين، أنه لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضوان الله عليهم ولا عن السلف الصالح من التابعين وتابعيهم وأعلام الأمة وعلمائها من الأئمة الأربعة وغيرهم رحمة الله عليهم، فلم يثبت عنهم قط أنهم إحتفلوا به، ولكن حدث ذلك بعد القرون الأخيرة، وذلك بعد أن إختلط المسلمون بغيرهم من اليهود والنصارى، بدأ المسلمون يتبعون سنن من كان قبلهم، كما في الصحيحين عن أبى سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ”، قلنا: يا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، قَالَ: “فَمَنْ”، ومخالَفة المشركين تستلزم عدم موافقتهم فيما هو من خصائصهم، وفيما هو من عاداتهم، وفيما هو من عباداتهم، وفي الحديث المتقدم: “من تَشبَّه بقوم فهو منهم”، والشرع قد أمر بمخالفة المشركين، ونهى عن التشبه بهم ومشابهتهم، ليظهر التباين بين المؤمنين والكافرين في الظاهر، كما هو حاصل في الباطن، فإن الموافقة والتشبه في الظاهر ربما تجر إلى محبتهم وتعظيمهم والشعور بأنه لا فرق بينهم وبين المؤمنين، ويقود المتشبه إلى أن يتخلق بأخلاق من تشبه به، وأن يعمل مثل أعماله، قال الذهبي: “فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، مختصين بذلك، فلا يشاركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شريعتهم ولا في قبلتهم”، وقد إنعقد إجماع علماء الأمة سلفًا وخلفًا، على أن مشاركة المسلم للكافر أفراحه خصوصًا التعبدية منها حرام، لا تحل بحال، ومن ذلك الذي يحرم على العبد المسلم الإبتهاج به مع الكفار، الإحتفال بما يسمى بعيد رأس السنة الميلادية، لأنه من خصائص دينهم الباطل، المحرم علينا تقليدهم أو تشبهنا فيهم، ونهاية قولي هذا أستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الإحتفال برأس السنة الميلادية لا يزال يقام في دول العالم ومن قبل الملايين من الناس كل عام، فهو أمر عادي ومستحب بل وواجب في بعض الديانات الغير مسلمة، ولا يزال الإسلام يحرم الإحتفال برأس السنة الميلادية حيث أنه لم يرد إحتفالات سنوية في ديننا الإسلامي غير عيد الأضحى وعيد الفطر، لذلك يلقي العديد من رجال الدين في نهاية ديسمبر خطبة نارية عن الإحتفال بالسنة الميلادية من أجل حث المسلمين وتذكيرهم بحرمة هذا الإحتفال في دينهم، وذلك حتى لا ينساقوا وراء ما يبتدعه الكفار والديانات الأخرى من إحتفالات وأعياد ما أنزل الله بها من سلطان.