يعتبر من عقيدة المعطلة في أسماء الله وصفاته، وهو سؤال موجود في المنهج الدراسي ويبحث الكثير من الطلبة على الإجابة النموذجية له؛ لذا سوف نتناوله في مقالنا هذا، ونجاوب عليه بالإجابة النموذجية والصحيحة، والعلم بأسماء الله الحسنى وصفاته من أعظم العلوم، إذ إنّ علماء الأمة أقرّوا أنّ شرف العلم بشرف المعلوم، وبما أنّ هذا العلم مختصٌ بالله تعالى، وأسمائه، وصفاته تحديداً، فهو من أشرف العلوم وأعظمها، والمعطلة هو مصطلح يطلقه أهل السنة والجماعة على الطوائف التي تنفي الأسماء والصفات الإلهية كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة والكلابية والماتريدية.
يعتبر من عقيدة المعطلة في أسماء الله وصفاته؟
إجابة السؤال كالتالي: صفات كمال الله تعالى: السمع، الفطرة، العقل
درجات التعطيل في باب الأسماء والصفات
أقوال أهل التعطيل من حيث العموم تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: نفي جميع الأسماء والصفات
وهذا قول فرق الجهمية أتباع جهم بن صفوان، والفلاسفة، حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والتحقيق أن التجهم المحض وهو نفي الأسماء والصفات، كما يحكي عن جهم والغالية من الملاحدة ونحوهم من نفي أسماء الله الحسنى، كفر بين مخالف لما علم بالاضطرار من دين الرسول).
القسم الثاني: نفي الصفات دون الأسماء
وهذا قول المعتزلة، ووافقهم عليه ابن حزم الظاهري، والزيدية، والرافضة الإمامية، والإباضية، فالمعتزلة يجمعون على تسمية الله بالاسم ونفي الصفة عنه، يقول ابن المرتضى المعتزلي: (فقد أجمعت المعتزلة على أن للعالم محدثاً، قديماً، قادراً، عالماً، حياً، لا لمعان).
القسم الثالث: إثبات الأسماء وبعض الصفات ونفي البعض الآخر
وهذا قول الكلابية، والأشاعرة، والماتريدية، فالكلابية وقدماء الأشاعرة: يثبتون الأسماء والصفات ما عدا صفات الأفعال الاختيارية (أي التي تتعلق بمشيئته واختياره)، فهم إما يؤولونها أو يثبتونها على اعتبار أنها أزلية، وذلك خوفاً منهم على حد زعمهم من حلول الحوادث بذات الله، أو يجعلونها من صفات الفعل المنفصلة عن الله التي لا تقوم به،
طوائف المعطلة
الطائفة الأولى: الأشاعرة ومن تبعهم
قالوا: نثبت له الأسماء حقيقة، ونثبت له صفات معينة دل عليها العقل وننكر الباقي، نثبت له سبع صفات فقط والباقي ننكره تحريفاً لا تكذيباً، لأنهم لو أنكروه تكذيباً، كفروا، لكن ينكرونه تحريفاً وهو ما يدعون أنه “تأويل”، والصفات السبع هي مجموعة في قوله:
لهُ الحياة والكلامُ والبصر سمع إرادة وعلم واقتدار
الطائفة الثانية: المعتزلة ومن تبعهم، قالوا: يثبت له الأسماء دون الصفات، وهؤلاء هم المعتزلة أثبتوا أسماء الله، قالوا: إن الله سميع بصير قدير عليم حكيم لكن قدير بلا قدرة، سميع بلا سمع بصير بلا بصر، عليم بلا علم، حكيم بلا حكمة.
الطائفة الثالثة: غلاة الجهمية والقرامطة والباطنية ومن تبعهم
قالوا: لا يجوز أبداً أن نصف الله لا بوجود ولا بعدم، لأنه إن وصف بالوجود، أشبه الموجودات، وإن وصف بالعدم، أشبه المعدومات، وعليه يجب نفي الوجود والعدم عنه، وما ذهبوا إليه، فهو تشبيه للخالق بالممتنعات والمستحيلات، لأن تقابل العدم والوجود تقابل نقيضين، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، وكل عقول بني آدم تنكر هذا الشيء ولا تقبله، فانظر كيف فروا من شيء فوقعوا في أشر منه.
الطائفة الرابعة: غلاة الغلاة من الفلاسفة والقرامطة والباطنية
قالوا: نصفه بالنفي ولا نصفه بالإثبات، يعني: أنهم يجوِّزون أن تسلب عن الله سبحانه وتعالى الصفات لكن لا تثبت، يعني: لا نقول: هو حي، وإنما نقول ليس بميت ولا نقول عليم، بل نقول: ليس بجاهل وهكذا قالوا: لو أثبت له شيئاً شبهته بالموجودات، لأنه على زعمهم كل الأشياء الموجودة متشابهة، فأنت لا تثبت له شيئاً، وأما النفي، فهو عدم، مع أن الموجود في الكتاب والسنة في صفات الله من الإثبات أكثر من النفي بكثير.
منهج أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات
منهج أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات منهج وسط بين أهل التعطيل وأهل التمثيل: فأهل التمثيل قوم أكدوا لله الصفات، لكن بالغوا في إثباتها وغلوا في ذلك، وجعلوها من جنس صفات المخلوقين، فانحرفوا بذلك عن الصراط المستقيم؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ وأهل التعطيل: عطلوا الله سبحانه وتعالى من صفاته التي أثبتها لنفسه، ونفوها عنه، وحرّفوا من أجل ذلك نصوص الكتاب والسنة، وعطلوها من المراد بها بحجج هي شُبَه في الحقيقة وليست بحجج.
إلى هنا نكون قد وضّحنا لكم الإجابة الصحيحة على السؤال المطروح، وبينا العديد من الأمور التي توضح الإبهام في السؤال لفهم المقصود والتثّبت منه قدر الإمكان، ونتمنى أن يكون هذا المقال قد حاز على إعجابكم، وتمنياتنا لكم بالتوفيق والنجاح.