الفرق بين الطلاق والخلع في الاسلام

كلاهُما مُتشابِه في النتيجة ولكن ما الفرق بين الطلاق والخلع في الاسلام، فإنّ كُل منهما يُؤدّي إلى الترك والإنفصال في الحياة الزوجية، حيثُ يَذهب كُل منهم في حال سبيله لكن لكُل مِنهما أحكامه، حيثُ يَرجع ذلك لعِدّة أسباب جزء منها يكُون الرجل هو السبب فيه والجزء الآخر تكون الزوجة هِي السّبب فيه، حيثُ يَرجع ذلك لعِدّة أمور سنأتي على ذكرها في مقالنا هذا لتكونوا على دراية وعلم بالفرق بين الطلاق والخلع في الاسلام، حيثُ سنورد كُل ما يتعلق بالطلاق وأحكامه والخلع وأحكامه بشكلٍ مُستفيض لتعُمّ الفائدة لكُلّ القراء والمتابعين من الذين يجهلون الكثير عن الطلاق والخلع.

الطلاق في الإسلام

الطلاق في الإسلام
الطلاق في الإسلام

سنوضّح لكُم معنى الطلاق في الإسلام بكُل حيثياته وما يترتب عليه من حقوق وواجبات على الزوج والزوجة والأبناء.

الطلاق في الإسلَام هُو انفصال الزوجين عن بَعضهما البعض، وعرفه علماء الفقه بأنه حل عقد النكاح بلفظ صريح، أو كناية مع النية وألفاظ الطلاق الصّريح هي: (الطلاق، والفراق، والسراح)، والكناية هِي كُل لَفظ احتمل الطلاق وغيره مِثل: ألحقي بأهلك، أو لا شأن لي بك، ونحو ذلك.

  • الطلاق شرعاً: حل قَيدَ النِّكاح أو بعضه وهُو جائز بنص الكتاب العزيز، ومتواتر السنة المطهرة، وإجماع المسلمين، وهو قطعِي من قطعيات الشريعة ولكنّه يُكره مع عدم الحاجة، وقد أخرج أحمد والترمذي وحسنه من حديث ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة.
    وأخرج أبو داود والحاكم وصححه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ابغض الحلال إلى الله الطلاق. قال في الحجة البالغة: ومع ذلك لا يمكن سد هذا الباب والتضييق فيه فإنه قد يصير الزوجان متناشزين إما لسوء خلقهما أو لضيق معيشتهما  ونحو ذلك من الأسباب، فتكون إدامة هذا النظم مع ذلك بلاء عظيماً وحرجاً.
    فالطلاق منه ما هو محرم بالكتاب والسنة والإجماع ومنه ما ليس بمحرم، فالطلاق المباح باتفاق العلماء.
  • إذا كانت مِمّن يحيض أن يُطلّق الرجل امرأته طلقة واحدة إذا طهرت من حيضتها بعد أن تغتسل وقبل أن يطأها ثم يدعها فلا يُطلّقها حتى تنقضي عدتها وهذا الطلاق يسمى طلاق السنة.
  • وإن كانت المرأة ممن لا يحضن لصغرها أو كبرها أو كانت حاملا فإنه يطلقها متى شاء سواء كان وطئها أو لم يكن وطئها فإن هذه عدتها ثلاثة أشهر، ففي أي وقت طلقها لعدتها فإنها لا تعتد بقروء ولا بحمل.
    وإن طلقها في الحيض أو طلقها بعد أن وطئها وقبل أن يتبين حملها فهذا الطلاق محرم ويسمى طلاق البدعة وهو حرام بالكتاب والسنة والإجماع، وإن كان قد تبين حملها وأراد أن يطلقها: فله أن يطلقها، ويملك الزوج ثلاث تطليقات، لقول الله تعالى: الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة: 229]،إلى قوله: فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ [البقرة:230]
    قال الإمام ابن كثير ـرحمه الله-: هذه الآية الكريمة رافعة لما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام من أن الرجل كان أحق برجعة امرأته وإن طلقها مائة مرة ما دامت في العدة، فلما كان هذا فيه ضرر على الزوجات قصرهم الله إلى ثلاث طلقات، وأباح الرجعة في المرة والثنتين، وأبانها بالكلية في الثالثة.
    فإن أراد أن يرتجع مطلقته التي طلقها دون الثلاث في العدة فله ذلك بدون رضاها ولا رضا وليها ولا مهر جديد، وعليه النفقة والسكنى لها مادامت في العدة ولم يكن طلاقها مقابل عوض، وهذا محل اتفاق بين الفقهاء وإن تركها حتى تنقضي العدة فعليه أن يسرحها بإحسان وقد بانت منه، فإن أراد أن يتزوجها بعد انقضاء العدة جاز له ذلك لكن يكون بعقد كما لو تزوجها ابتداء أو تزوجها غيره، وأول هذه التطليقات الثلاث التي يملكها هي الطلقة الأولى، ثم إذا ارتجعها في العدة أو تزوجها بعد العدة وأراد أن يطلقها فإنه يطلقها الطلقة الثانية ثم إذا ارتجعها أو تزوجها وأراد أن يطلقها فإنه يطلقها الطلقة الثالثة فإذا فعل ذلك، حرمت عليه حتى تنكح زوجاً غيره.

الخلع في الاسلام

الخلع في الاسلام
الخلع في الاسلام

سنُورد لكُم كل ما يتعلق بالخُلع من حالاته المُختلفة وأحكامه وما يترتب عليه من إلتزامات لكلا الطَّرفين.

  • الخلع: هُو النّزع والإزالة وفي اصطلاح الفقهاء هُو نزع ملكية الزوج عن عصمة زوجته وإزالة النكاح الذي كان بينهما مقابل عوض تدفعه الزوجة، وذلك إذا تضررت الزوجة من بقائها في عصمة الزوج بسبب سوء خلقه أو نقص دينه أو كبره أو ضعفه، وخافت أن تأثم بتفريطها في بعض حقوقه، فلها أن تبذل له مالاً ليفارقها، والأصل في ذلك قوله تعالى: (فإن خفتم ألاّ يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به) [البقرة: 229]. وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله: ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته ، قالت نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” اقبل الحديقة وطلقها تطليقة “. وكانت هذه المرأة – وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي – قد كرهت زوجها لدمامته رضي الله عنهما ، وقولها أكره الكفر في الإسلام معناه أنها تخاف أن يحملها بغضه على ما يقتضي الكفر.
  • والأصل فيه قول الله تعالى : ( وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلا أَنْ يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ) البقرة / 229.
  • ودليل ذَلك من السُنة أنّ امرأة ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، ثابت بن قيس لا أعيب عليه في خلق ولا دين ، ولكن أكره الكفر في الإسلام . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أتردين عليه حديقته ؟ . وكان قد أصدقها حديقة . قالت : نعم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” اقبل الحديقة ، وفارقها ” أخرجه البخاري (5273).

هذا الموضوع ليس مرجعًا فقهيًا فهو للثقافة في فقه الأحوال الشخصية، فإن واجهتم مشكلة حول طلاق أو خلع عليكُم التوجّه لأهل العلم، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

 

Scroll to Top