هل تعلم عن الرفق

تشرِيعات الإسلام تأمُر بالرفق وتتحدّث عَنهُ فِي كُل المَيادين والمراكز التعليمية، فِي هذا كان وجود سؤال هل تعلم عن الرفق محطّ اهتمام للكثير مِن الأفراد وواحد مِمّا ينبغِي التعرف عليه والتأقلُم في محتواه الجيد الذي يتحدث عن تفصيل الرفق، وفي هذا نسألك عزيزي القارئ سؤال مفاده هل تعلم عن الرفق شيء أم أنّك تعتقد أن الرفق فقط مرتبط بحماية قطة أو إشراب كلب، هذا المعتقد ناقص وذلك لأن حب الأشخاص وحماية الإنسان شكلٍ من أشكال الرفق التي أمر بها الإسلام الحنيف في العديد من المواضع ومن الأماكن سواء في القرآن الكريم او السنة الشريفة.

الرفق في الاسلام

الرفق في الاسلام
الرفق في الاسلام

الدين الإسلامي الحنيف كان سبّاقًا دومًا في معالجة العديد من القضايا التي تخُص الكائنات الحية، هذا وقَد كان من تلك القواعد الرفق بالحيوان والتي تتلخص بما يلي.

تُؤكِّد الشّريعة الإسلاميّة على معنى الرّفق بالحيوان في مواطن كثيرة، ابتداءً من تأكيد أنّ الحيوانات ما هي إلا أمّةٌ من الأمم، حيث قال تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) { الأنعام: 388 }، ويذكر الإسلام معنى الرّفق في الأمر كلّه. وقد حثّ النبي مُحمَّد على حسن التّعامل مع الحيوان والرّفق به، فقد نهى عن اتخاذ ظهور الدّواب مقاعد، كما نهى عن اتخاذ الحيوانات هدفاً أو صيدها عبثاً من دون غاية أو هدف، كما نهى عن التّحريش بين الحيوانات أو وسمها على وجوهها بزعم تمييزها، وكذلك نهى عن لعن الدّواب عند ركوبها أو سبّها.

كما أنَّ الإسلام يحثُّ على العناية بالحيوان وتقديم الطّعام المناسب والكافي له، فقد دخل النّبي مُحمَّد يوماً إلى بستان أنصاري فوجد جملاً يذرف دمعاً ويشكو له ممّا يلاقيه من صاحبه من تجويع وسوء معاملة، فكان توجيهه لصاحبه أن يتّقي الله فيه وأن يحسن معاملته، كما ذكر في حديث آخر كيف دخلت امرأة النّار بسبب هرّة حبستها فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض. والإحسان مع الحيوان أمرٌ أساسيٌّ في تعاليم الإسلام، حتّى عند قتله بهدف الانتفاع من لحمه، حيث قال مُحمَّد: (إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيءٍ فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلةَ وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحةَ وليُحدَّ أحدُكم شَفرتَه وليُرحْ ذبيحتَه).

الرفق في القانون الدولي

الرفق في القانون الدولي
الرفق في القانون الدولي

القانون الدولي هو المشرع للكثير من القضايا التي يهتم بها العديد من الأفراد، وقد كان منها العديد من الأفراد الباحثين بشانها والمستصيغين لما فيها حيث تتفاوت النّظرة إلى الحيوانات والطُّرق اللّازمة لمُعاملتها (من ناحية قانونية أو أخلاقيّة) بدرجةٍ كبيرة، وقد شهدت تطوُّراً كبيراً بناءً على المناظرات الفلسفيّة، والتعديلات القانونية، وتغيُّر الرؤية العلمية للموضوع على مرِّ الزمن، إلا أنَّ المسألة لا زالت تثير الجدل إلى الآن، وليس ثمَّة اتفاق عام على ما إذا كانت توجد حقوق لأيِّ كائنٍ غير بشري أم لا.
هذا ويذكر أنه من الآراء البارزة في مجال مُهاجمة حقوق الحيوان أنّ الحيوانات كائناتٌ ضحلة الإدراك شبيهة بآلاتٍ مُعقَّدة بعض الشيء، وهو رأي طرحه العديد من الفلاسفة، مثل رينيه ديكارت. كما يرى البعض أنَّ الحيوانات مُسخَّرة لخدمة البشر وتلبية حاجاتهم، وهو رأيٌ تدعمه بعض الأديان السماويّة، مثل الإسلام والمسيحيّة. من وجهات النظر الرَّائجة كذلك بين المُفكِّرين الدينيِّين المسيحيِّين أنَّ الحيوانات كائنات عديمة الروح. من جهة أخرى، يعتقد بعض المُفكِّرين أنّالحيوانات لا تتعامل مع بعضها بعضاً وفقاً لمنظومة أخلاقيّة، ممَّا يُغني البشر – بالتالي – عن الحاجة للتعامل معها بصُورة أخلاقية، كما وتعود مناقشة حُقوق الحيوان وأهميَّتها إلى عُصورٍ قديمة، فقد ناقش الإغريق هذا الموضوع منذ زمن بعيد، وقد كانت النّظرة السائدة قديماً اتجاه الحيوان هي أنّه كائن لا يعقل ولا يدرك، وأنَّه لم يخلق إلا لخدمة الإنسان، وقد أهملت كثيرٌ من الحضارات مسألة الرّفق بالحيوان ومراعاة التّعامل معه بأسلوب إنساني بعيد عن العنف، بل إنّ من المُسجَّل والمُوثَّق في التّاريخ أنَّ بعض الحضارات والأمم (في أوروبا العصور الوسطى خصوصاً) كانت تجري محاكمات للحيوانات على غرار محاكمات البشر، وكأنّها كائنات مدركة لما تقوم به من أعمال

Scroll to Top