الرسول الأطهر محمد بن عبدالله عليه من ربّ الجلالة كُل الصلاة والتسلِيم كان منتجًا لدستور يخُصّ المسلمين، في موضوع بحث عن وثيقة المدينة سوف نتعرف على ما حدث به الرسول محمد صلّ الله عليه وسلم أهل يثرب “المدينة المنورة” في محاولة لتسهيل الحياة الإجتماعية على إختلاف تفصيلاتها، فمَا بين السياسة والإقتصاد والترفيه والدين يقبعُ العديد من الأمور والكثير من الأفراد، وقد كَانت وثيقة المدينة مثال واضح ومُميّز عن مقدار الامان والأمن والآيدولوجية التي تعامل بها الرسول صلّى الله عليه وسلم مع أفراد المدينة، والتوضيح الأكبر مع بحث عن وثيقة المدينة نجده.
معلومات عن وثيقة المدينة
ما يُطلق عليها الصحيفة أو وثيقة المدينة أو كتاب محمد النبي أو الدستور المدني أو العهد النبوي، جميعها أسمَاء لهذه الوثيقة النبوية المُشرّفة التاريخية والتي وضَعها الرسول الأطهر محمد ابن عبدالله أساسًا، وذلك لتنظيم العلاقات كافة ما بين مكونات المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية إليها بل وإقامة المجتمع الإسلامي ودولته فيها على قواعد متينة، حيث وتشمل هذه المكونات ما يلي “المهاجرين والانصار وهم بمثابة دعامتي جماعة المسلمين بالمدينة المنورة، كذلك اليهود”حيث ومثلت هذه الوثيقة عهداً وميثاقاً دستورياً وقانونياً وحقوقياً كذلك يحدد العلاقات الاجتماعية المختلفة بين مختلف المكونات في المجتمع اليثريبي في المدينة وضوابطها العديدة وحدودها بتفصيل كامل يوضح الحقوق والواجبات والالتزامات المترتبة كذلك لكل عنصر من العناصر في المدينة المنورة.
نص وثيقة المدينة
تعرفنا فيما يلي على كُل ما يخُصّ هَذه الوثيقة، وكان من الأهمية بمكان أن نسرد لكم وننقل نص الوثيقة التي نتحدث عنها فيما سبق وفيما يلي.
“بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من محمدٍ النبي صلى الله عليه وسلم بأنّ المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب، ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم، إنّهم أمّة واحدة من دون الناس.
المهاجرون من قريش على رِبعتهم ( حالهم، من وردوا المدينة ) يتعاقلون بينهم، ويفْدون عانيَهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.”
وتتسلسل فيما يلي البنود التي تخص وثيقة المدينة.
- إنهم أمة واحدة من دون الناس.
- المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو الحارث (من الخزرج) على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
- وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
- وأن لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.
- وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله، وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.
- وأن لا تجار قريش ولا من نصرها.
- وأن بينهم النصر على من دهم يثرب.
- وبني الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
- وأن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.
- وأن لا يخالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
- وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثماً أو عدواناً أو فساداً بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم.
- ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً على مؤمن.
- وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
- وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم.
- وأن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
- وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضهم بعضاً.
- وأن المؤمنين يبئ بعضهم عن بعض بما نال دماؤهم في سبيل الله.
- وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه.
- وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين.
- على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.
- وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، وأن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
- وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو آثم، وأن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله.
- وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن.
- وأنه من اعتبط مؤمناً قتلاًَ عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولى المقتول (بالعقل)، وأن المؤمنين عليه كافة لا يحل لهم إلا قيام عليه.
- وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً أو يؤويه، وأنه من نصره أو أراه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
- وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد.
- وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
- وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
- وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف.
- وأن ليهود بن الحارث مثل ما ليهود بني عوف.
- وأن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف.
- وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف.
- وأن ليهود بني الأوس مثل ليهود بني عوف.
- وأن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
- وأن جفته بطن من ثعلبة كأنفسهم.
- وأن لبنى الشطبية مثل ما ليهود بني عوف وأن البر دون الإثم.
- وأن موالى ثعلبة كأنفسهم.
- وأن بطانة يهود كأنفسهم.
- وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد.
- وأنه لا ينحجز على ثأر جرح، وأنه من فتك فبنفسه وأهل بيته إلا من ظلم وأن الله على أبر هذا.
- وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
- وأنه لا يأثم أمره بحليفه وأن النصر للمظلوم.
- وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.